سر تردد ترامب فى ضرب إيران.. جارديان: الرئيس الأمريكى يريد التأكد من قدرة القنبلة الخارقة للتحصينات على تدمير منشأة فوردو النووية فى عمق الأرض.. ومسئولون: السلاح النووى التكتيكى وحده القادر على تحقيق الهدف

ينتظر العالم قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى حرب إسرائيل ضد إيران، وهو القرار الذى سيكون له تداعيات هائلة على المنطقة، لاسيما وأن إيران هددت مراراً باستهداف مواقع أمريكية فى الشرق الأوسط حال مشاركتها فى الهجوم عليها.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت مساء الأربعاء، أن ترامب وافق على انضمام أمريكا للحرب، لكنه لم يتخذ القرار النهائى بعد.
وتساءل البعض عن سبب تردد ترامب فى الموافقة بشكل نهائى على توجيه ضربة لمنشأة فوردو النووية، أهم منشأة لتخصيب اليورانيوم فى إيران، والتى تريد إسرائيل القضاء عليها بعد نجاح هجومها الأولى يوم الجمعة فى تكبيد إيران خسائر كبيرة على مستوى علماء البرنامج النووى والقيادات العسكرية.
صحيفة الجارديان البريطانية قالت إن الرئيس دونالد ترامب أشار لمسئولى الدفاع فى إدارته أنه من المنطقى أن تشن الولايات المتحدة ضربات ضد إيران فقط لو كان هناك ما يضمن أن ما يسمى بالقنبلة الخارقة للتحصينات قادرة على تدمير منشأة تخصيب اليورانيوم الحيوية فى فوردو، بحسب ما ذكر أشخاص مطلعون على الأمر.
وتم إبلاغ ترامب أن إسقاط قنابل GBU-57s، والتى تصل وزنها إلى 13.6 طناً، سيقضى فعليا على فوردو، لكن يبدو أنه غير مقتنع تماما، بحسب المصادر. وأرجأ الرئيس الأمريكى الموافقة على الضربات فى ظل احتمال أن يدفع التهديد بالتدخل الأمريكى إيران إلى المحادثات.
ونقلت الجارديان عن اثنين من مسئولى الدفاع الأمريكيين قولهما إن فعالية القنابل المذكورة كانت محل خلاف عميق فى البنتاجون منذ بدء ولاية ترامب، وتم إخبارهما أنه ربما يكون السلاح النووى التكتيكى وحده قادراً على تدمير فوردو بسبب عمق المنشأة تحت الأرض.
وأفادت مصادر مطلعة للجارديان أن ترامب لا يدرس استخدام السلاح النووى التكتيكى لضرب فوردو، وأن هذه الاحتمالية لم يتم رصدها من قبل وزير الدفاع بيت هيجسيث أو رئيس الأركان الجنرال دان كاين فى الاجتماعات التى عقدت فى غرفة العمليات فى البيت الأبيض.
إلا أن مسئولى الدفاع الذين تم إطلاعهم على التفاصيل، قد أخبروا أن استخدام القنابل التقليدية، حتى لو كان جزءاً من حزمة ضربات أوسع نطاقاً تتضمن عدو قنابل GBU-57، لن يخترق الأرض بعمق كاف، ولن يلحق سوى ضرر كاف لتدمير الأنفاق ودفنها تحت الأرض.
وعلم الحاضرون للإحاطة أن تدمير منشأة فوردو بالكامل، التى تقدر الاستخبارات الإسرائيلية وجودها على عمق 90 متراً تحت الأرض، سيتطلب أن تقوم الولايات المتحدة بتليين الأرض بقنابل تقليدية، ثم إصقاط قنبلة نووية تكتيكية من قاذفة B2 لتدمير المنشأة بأكملها فى النهاية، وهو سيناريو لا يفكر فيه ترامب.
وتم إجراء هذه التقييمات من قبل وكالة الحد من التهديدات الدفاعية، وهى إحدى وحدات وزارة الدفاع التى اختبرت قنبلة GBU-57، أثناء مراجعة قيود المرسوم العسكرى الأمريكى ضد عدد من المنشآت تحت الأرض.
من ناحية أخرى، قال موقع أكسيوس الأمريكى إن المسئولين الإسرائيليين يعتقدون أن ترامب سيقرر لصالح توجيه ضربة أمريكية ضد إيران، لكنهم أكدوا أن بإمكانهم إلحاق أضرار جسيمة بمنشأة فوردو حتى لو اضطروا للقيام بذلك بمفردهم.
وذكر الموقع أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والسفير الإسرائيلى فى واشنطن يحيئيل لايتر، ألمحا فى مقابلات إعلامية أن الجيش الإسرائيلى لديه خيارات أخرى تتجاوز الضربات الجوية.
من بين هذه الخيارات مداهمة محفوفة بالمخاطر من قبل قوات الكوماندوز. وسبق أن نفذت القوات الخاصة الإسرائيلية مثل هذه العملية فى سبتمبر الماضى، وإن كان على نطاق أصغر، عندما دمرت مصنعاً للصواريخ تحت الأرض فى سوريا عن طريق زرع وتفجير متفجرات.
والآن، وبعد أن سيطرت إسرائيل سيطرة كاملة على المجال الجوى الإيرانى، ووجهت ضربة موجعة للجيش الإيرانى، يبدو هذا الخيار أقل تطرفا مما كان عليه فى السابق.
وقال مسئول أمريكى إن الإسرائيليين أبلغوا إدارة ترامب أنه رغم احتمال عدم قدرتهم للوصول إلى عمق كاف تحت الجبل بالقنابل، فإن بإمكانهم أن يفعلوا هذا بالبشر.
وأشار أكسيوس فى تقريره إلى أن ترامب كان لديه سؤال واحد فى الأيام الأخيرة، يتلعق بما إذا كانت القنابل الخارقة للتحصينات ستدمر المنشأة النووية الأشد تحصينا فى إيران.
وأكد التقرير أن ترامب يريد التأكد من أن مثل هذا الهجوم مطلوب حقا، ولن يجر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد فى الشرق الأوسط، والأهم أنه سيحقق هدف تدمير البرنامج النووى الإيرانى، بحسب ما قال مسئولون أمريكيون.
وقال أحد المسئولين: "سنكون مستعدين لضرب إيران، لسنا مقتنعين بعد أننا ضروريون. ونريد أن نكون غير ضروريين، لكن أعتقد أن الريس ليس مقتنعا بعد أن هناك حاجة لنا".
Trending Plus