شعر المحنة فى أدب العصر المملوكي يمنح إسراء عاطف حسن الدكتوراه

حصلت الباحثة إسراء عاطف حسن، على درجة الدكتوراه، من كلية الآداب جامعة حلوان عن رسالة بعنوان "شعر المحنة فى أدب العصر المملوكي" تحت إشراف الأستاذ الدكتور بهاء حسب الله، وناقشها الأستاذ الدكتور عبد الله عبد الحليم، والأستاذ الدكتور أشرف نجا، وهى رسالة تمس شعر المحنة فى أدب مصر الإسلامية فى العصر المملوكي
وقسمت الباحثة رسالتها إلى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة، وقائمة بالمصادر والمراجع لما استفادت به الباحثة فى بحثها .
ففى المقدمة عرضت الأسباب اختيار بحثها ودوافعه، وأقسامه والهدف من بحثها ومنهجها التى كرسته لخدمة رسالتها .
وفى التمهيد وقفت الباحثة أمام مفهوم المحنة وأصولها عامة ودلالاتها فى الكتاب والسنة وفى المعاجم العربية القديمة والمعاصرة، وتأصيها من تاريخ الأدب العربى بداية من العصر الجاهلى، ووصولا إلى العصر المنصوص بالدراسة، ثم أطلت الباحثة على الخلفيات السياسية والاجتماعية والثقافية والأدبية للعصر المملوكى الأول، وما ارتبط بهذه الخلفيات من مكونات المحن التى عايشها شعراء العصر المملوكى الأول .
وفى الفصل الأول : أنماط شعر المحنة فى العصر المملوكى الأول :
وفى الفصل الأول وقفت الباحثة أمام أنماط شعر المحنة وموضوعاته وخلفياتها، ومنها المحن السياسية لكون العصر عصر حروب وصراعات ونزاعات على المستويين الداخلى والخارجى، وهى صراعات انعكست بطبيعة الحال على حركة الشعر وأنماطه، كما انعكست على حياة الناس ومعايشهم، ولذا وقفت الباحثة بعد ذلك أمام المحن الاجتماعية خاصة مع استشراء الفقر والعوز والحاجة والمرض فى ظلال الحروب والنزاعات والصراعات على الخلافة والحكم، وقد كان لهذه المظاهر مجتمعة تأثير لافت فى المجتمع المصرى آنذاك على وجه الخصوص .
إسراء عاطف
وفى الفصل الثانى : الرؤية النفسية للمحن فى العصر المملوكى الأول :
وقفت الباحثة مستعينة بالرؤية النفسية والمنهجية النفسية أمام أهم مظاهر المحن فى العصر المملوكى الأول ومنها محن الفقد، والتى قد تأتى متناغمة ومتوافقة مع شعر الرثاء مع ملاحظة الفارق بأن شعر الرثاء قد تزاحمه أهواء المجاملة أو المشاركة الإنسانية لذوى المرثى فى مصابهم الجلل لغرض ما، فى حين يمثل شعر الفقد البعد الصادق والنابع من تجربة الذات خاصة إذا مثَّل الفقد فقدًا للأهل والأبناء والأحبة والأصحاب، وهو ما تجلى فى شعر الفترة بصورة غنية ومؤثرة وبعيدة الدلالة، وكان لها خواصها العامة والخاصة، وهو ما تتطلب أن يوضع هذا الفصل تحت مرصد التجربة النفسية .
كذلك وقف هذا الفصل أمام محن العشاق وتجاربهم والشكوى من بوائق الصدود والفراق والجران والخصام والتجافى، وما ارتبط بها من عصف وكرب وهموم وشقاء، وقد امتازت هذه المحن فى كثير من نصوصها بالصدق والمباشرة والوضوح والتجلى .
كما خصصت الباحثة فى هذا الفصل مبحثًا لمحن الزهاد والمتصوفة والعُباد، خاصة مع استشراء هذا الخط الصوفى بجلاء فى شعر العصر ودواوينه، وهو الخط الذى شجعه المماليك كثيرًا، وبنوا له الخوانق والزوايا والربط، وارتبط تيار الصوفية فى هذا العصر كثيرًا بالحركات الحربية والسياسية والصراعية على الحكم سلبًا وايجابًا، وهو ما استدعى أن تقف الباحثة مليًا أمامه وتستقريء وجوهه على فرضية المحن التى خصصت لها عنوان دراستها .
مناقشة الرسالة
وفى الفصل الثالث وقفت الباحثة عند البنى التركيبية والإيقاعية لشعر المحنة فى العصر المملوكى الأول، وهو ما استفادت فيه من المنهج الوصفى الخاص بدراسة اللغة، وحاولت أن تقرأ خيوط لغة المحنة فى شعر العصر المملوكى الأول وأن تستجلى المساحات الصياغية لنص المحنة ودلالاته، ووقفت أمام بنية التكلم عبر سياقات توظيف الضمائر، وملامح السبك النصى وتوظيف الأساليب المختلفة، وأدوار الجمل وغيرها من ملامح اللغة، وأدوات الإيقاع الشعرى من أوزان وقوافٍ ومقطعات موسيقية، وربط ذلك كله بالمدلول الموضوعى والتكوينى لشعر المحنة .
وفى الفصل الرابع درست الباحثة حركة المجاز والخيال الإبداعى لشعر المحنة فى العصر المملوكى، ووقفت على فنية الرابط بين المحنة والخيال الشعرى، والذى أفرز فى النهاية هذا الفيض الوجدانى الذى ملأ دواوين العصر من شكوى المحنة على كافة أشكالها وألوانها وطبائعها، وحاولت استجلاء الصور الفنية الخادمة لموضوعية المحنة وقضاياها، كما حاولت من خلال تحليل الصورة المجازية أن تستشف الذوق العام لبنيات الخيال فى شعر مدرسة مصر الإسلامية، وربط ذلك كله بالأداء النفسى المعروف عن أدب المحنة وخاصة فى عصر المماليك .
وختمت الباحثة رسالتها بـالخاتمة وفيها استخرجت كافة النتائج المتعلقة بموضوع بحثها، وألحقتها بثبت المصادر والمراجع .
Trending Plus