قلعة القاهرة فى اليمن.. هل تكمل رحلة الصمود فى وجه الزمن؟

من موقعها الشامخ على ارتفاع 5000 قدم تقريبًا فوق مستوى سطح البحر، دافعت قلعة القاهرة القديمة عن تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، لأكثر من 800 عام حيث شهدت صعود إمبراطوريات وسقوطها، ونجت من صراعات لا تُحصى، وظلت شاهدًا على تراث ثقافي غني غالبًا ما تُخيم عليه صراعاته وأزماته لكن مستقبل جدرانها المتآكلة أصبح الآن غامضًا ليس بسبب تهديدات الغزاة أو تبدل الإمبراطوريات، بل بسبب التوقف المفاجئ لأموال الترميم.
يقول أحمد جسار، نائب مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في تعز وخبير آثار استشاري وفقا لمجلة سميثسونيان الأمريكية: "أسوار وهياكل قلعة القاهرة أكثر عرضة للخطر الآن من أي وقت مضى، إذا لم تستأنف أعمال الترميم قريبًا، فقد تتعرض القلعة لأضرار لا يمكن إصلاحها".
يوضح رمزي الدميني، مدير متحف تعز الوطني، قائلاً: "تُعدّ قلعة القاهرة من أهم المعالم التاريخية في اليمن، وتعود جذورها إلى العصر الجاهلي". شُيّدت القلعة، التي تعني "الحصن الذي لا يُقهر"، في البداية كحصن على قمة تل في عهد مملكة قتبان، واكتسبت مكانة مرموقة في عهد الأيوبيين والرسوليين، وكانت بمثابة قلعة دفاعية قبل أن تصبح قصرًا أميريًا.
وقال الدميني لمجلة سميثسونيان: "كشفت التحليلات الأثرية في الموقع عن العديد من القطع الأثرية القتبانية التي تُمثل الحياة اليومية في تلك الفترة - مصابيح زيتية، وأوانٍ فخارية، وعملات معدنية، وغيرها من الأدلة التي تؤكد أنها بدأت كمستوطنة قتبانية".
وتقع قلعة القاهرة في مدينة تعز اليمينة على السفح الشمالي لجبل صبر، حيث ترتكز على مرتفع صخري يطل على المدينة، ويقال بأن هذه المنطقة التي بها القلعة هي في الأصل تعز القديمة وسميت بعد ذلك بالقاهرة.
قام سلطان الدولة الصليحية عبد الله بن محمد الصليحي ببناء قلعة القاهرة في النصف الأول من القرن السادس الهجري وابتدأ في تمدينها أيام أخيه علي بن محمد الصليحي. وقلعة القاهرة هي نواة مدينة تعز.
Trending Plus