مكتبة رفاعة الطهطاوى.. صرح تنويرى وتاريخ طويل من العلم والمعرفة يحتفظ بذاكرة مصر منذ 1932.. المكتبة كنز ثقافى نادر يضم 1437 مخطوطة ومئات الكتب الأثرية النادرة.. المكتبة تحوى تاريخ مصرى محفور بالحبر والذهب.. صور

وسط مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، تقف مكتبة رفاعة رافع الطهطاوي شامخة كشاهد على تاريخ طويل من التنوير والعلم والمعرفة، منذ تأسيسها فى عام 1932 وحتى اليوم ورغم توالى العقود والظروف، ظلت هذه المكتبة واحدة من أكبر ثلاث مكتبات أثرية على مستوى الجمهورية، تحتضن بين جدرانها تراثًا علميًا وإنسانيًا نادرًا، لا تملكه أى مؤسسة ثقافية أخرى فى مصر أو ربما فى العالم العربى بأسره.
ترجع قصة هذه المكتبة العريقة إلى مبادرة من محمد بدوى "بك" رفاعة، الذى أهدى مكتبة جده رائد التنوير المصرى رفاعة الطهطاوى إلى بلدية سوهاج حينها كانت تحتوى على نحو أربعة آلاف كتاب، منها 1067 مخطوطة بدأت المكتبة فى أداء رسالتها الثقافية والعلمية من خلال هذه المجموعة الثمينة، قبل أن تتوسع لاحقًا وتواكب حركة النشر الحديثة، حتى أصبح رصيدها اليوم يتجاوز 11 ألف كتاب ومخطوطة، موزعة بين كتب التراث، والمطبوعات الحديثة، وأمهات الكتب فى شتى فروع المعرفة.
أبرز ما يميز مكتبة الطهطاوى هو احتواؤها على 1437 مخطوطة نادرة، بعضها يعود إلى القرن الرابع الهجرى، مثل مخطوط "شرح فصيح ثعلب" لابن منصور الجيانى المؤرخ بسنة 389 هجرية، إلى جانب مخطوطات كتبها مؤلفوها بأيديهم، وهو ما يجعل من المكتبة كنزًا ثقافيًا لا يقدر بثمن هذه المخطوطات تغطى موضوعات متعددة فى الفقه، والعلوم الاجتماعية، والطب، والسياسة، والفكر الإنسانى، مما يعكس غنى وتنوع المحتوى الثقافى الذى حوته مكتبة أحد أبرز أعلام التنوير فى التاريخ المصرى الحديث.
وعلى مر الزمن، تطورت المكتبة، وواكبت الحركة الثقافية المعاصرة، حيث تم إنشاء جزء متحفى داخلها يضم قطعًا نادرة ومخطوطات أثرية، إلى جانب تمثال نصفى للعلامة رفاعة الطهطاوى، ضمن أعمال تطوير تجاوزت قيمتها 3.9 مليون جنيه، بهدف الحفاظ على هذا التراث الفريد وتقديمه للأجيال الجديدة فى صورة تليق بقيمته.
ولم يكن اعتراف الدولة بقيمة هذه المكتبة حديثًا، فقد اعتبرها تقرير صادر عن وزارة التربية والتعليم فى عام 1985 ثالث أهم مكتبة فى جمهورية مصر العربية بشقيها الشرقى والغربى حينها، نظرًا لما تحتويه من نفائس لا تقدر بثمن ولطالما جذبت المكتبة أنظار الباحثين والدارسين، وكانت دار الكتب المصرية والجامعة العربية من أوائل الجهات التى بادرت إلى تصوير الكثير من مخطوطاتها.
اللافت أيضًا فى تاريخ المكتبة هو التحولات التى مرت بها، فقد حملت فى بداية عهدها اسم "مكتبة سمو الأمير فاروق"، ثم تغير الاسم بعد الثورة إلى "مكتبة البلدية"، وفى أواخر عام 1985 تقرر إطلاق اسم "مكتبة رفاعة رافع الطهطاوي" عليها، فى تكريم مستحق لرائد التنوير الذى خرج من رحم صعيد مصر ليؤسس لفكر حداثى لم تزل آثاره باقية حتى اليوم.
مكتبة رفاعة ليست مجرد دار كتب، بل هى شاهد حى على حقبة فكرية عظيمة، ومتحف مفتوح للتراث المصرى والعربى، ومركز إشعاع ثقافى يمتد تأثيره من طهطا إلى كل أنحاء الوطن وهى اليوم، بأرشيفها المتفرد ومخطوطاتها النادرة.
.jpg)
كتاب مناهج الألباب (1)
.jpg)
كتب داخل المكتبة (1)
.jpg)
كتب نادرة بالمكتبة (1)
.jpg)
كتب ناردة بالمكتبة فى سوهاج (1)
.jpg)
محطوط نادر (1)
.jpg)
مكتبة رفاعة الطهطاوى سوهاج (1)
Trending Plus