أعانك الله

أظن ويشاركنى الرأى العديد.. أن هذا الزعيم عبد الفتاح السيسى الذى منّ الله على مصر فجاء به قائدًا لها فى فترة أدعى أنها الأصعب تاريخيًا فى ظل اختلاف فى توازنات القوى العالمية وتوجهات أكثر حدة تتبناها الاقتصاديات الكبرى تجاه بعضها البعض.
أظن أن هذا الرجل تحمل وحده معتمدًا على توفيق إلهى نابع من إخلاصه الشخصى لوطنه ولشعبه ومستندًا إلى المواطن المصرى البسيط الذى يثق فى صدق نواياه نحوه حتى وإن أحاطت به منغصات الحياة اليومية اقتصاديا ومقتنعا بعقيدة جيش وطنى أقسم رجاله على حماية هذه الأرض وشرطة باسلة قدمت ومازالت تجود بدماء أبناءها الطاهرة من أجل وطن آمن وجبهة داخلية مطمئنة.
أظنه تحمل الكثير ليعبر بهذه البلاد نحو استقرار فى ظل بحر هادر الأمواج، لكن الأمر المثير للجدل هو أن يُحمّله الآخرون ممن هم منوط بهم القيام بمقتضيات وظيفتهم وأدوارهم أعباء إضافية فوق هذا الحمل الذى تنوء به الجبال بل ويدفع بسيادته شخصيا إلى ضرورة التدخل لتهدئة الرأى العام والقيام بأدوار كان يجب عليهم القيام بها أو بالأحرى أن تتجنب تفجير أزمات دون دراسة كافية لأبعاد تأثيرات هذه الأزمات على مسيرة بلد يتحرك بقوة نحو مستقبل يستحقه .
المتابع فى الأسابيع القليلة الماضية يرصد على الأقل اضطرار مؤسسة الرئاسة للتدخل أكثر من مرة سواء فى أزمة مشروع قانون الحكومة لعلاج ترسبات قضية الإيجار القديم وطرحها لمشروع قانون رفضته أغلب القوى الوطنية السياسية والمجتمعية والنقابيّة واعتبرته أكثر التعبيرات تهذيبا، أنه جاء متسرعًا دون وجود بيانات حقيقية وإحصائيات محدثة وتنسيق كافى مع إن الأمر كان من السهل جدًا معالجته فى ظل الالتزام بحكم المحكمة الدستورية العليا الذى لم يطلب من البرلمان سوى تشريع يتضمن عدم ثبات الأجرة الشهرية ولم يتطرق إلى إخلاء الوحدات السكنية والتجارية.
هنا جاء تدخل الرئيس ليبعث برسالة طمأنينة إلى المجتمع المصرى الذى دخل عدد غير قليل منه فى دائرة من الخوف والقلق على مستقبل مجهول.
ذات الأمر فيما يخص أراضى دير سانت كاترين ،والشائعات المريبة التى لم تجد من يفندها فى ساعتها وسمح لهذا الغول من الادعاءات حول بيع الأراضى المحيطة بالدير أن يتسرب إلى نفوس جميع المصريين الذين يمثل الدير لديهم بما يحويه من أرض وادى التجلى وكنيسة تاريخية ومسجد منذ قرون طويلة مكانة فريدة ومقدسة وهو الأمر الذى خرج بيان مؤسسة الرئاسة ليؤكد عليه وينهى حالة الالتباس التى ثارت داخليا وخارجيا.
كل ما مضى يجعلنا أمام مطلب حاسم، أن يضطلع كل بدوره ولا يُحمل هذا القائد العظيم تبعات تقصيره فى محيط مسئوليته أو قصور رؤيته ، وأن تقوم المؤسسات السياسية والإعلامية والمجتمعية بدورها المأمول فى مواجهة حرب تغييب الوعى الذى تحاول قوى الشر أن تدخل المجتمع المصرى فى دهاليزه .
يقينا إننا بحاجة إلى وعى جمعى ناضج وإلى وجوه جديدة قادرة على القيام بهذا الدور فى مختلف الجهات والمؤسسات
حفظ الله مصر وأعان زعيمها على حفظ مقدراتها
Trending Plus