الكوليرا تفتك بأجساد السودانيين.. أطباء: 1540 حالة وفاة خلال 3 أيام فى الخرطوم.. انحسار ملحوظ للوباء فى سنار.. مخاوف من انهيار منظومة الصحة لتوقف 80% من المرافق فى مناطق النزاع.. والصحة تستلم 3 ملايين جرعة لقاح

تشهد السودان تدهورا مقلقا فى الأوضاع الصحية، خاصة مع تفش كبير لوباء الكوليرا القاتل الذى يفتك بأجساد السودانيين، خاصة فى ظل استمرار العمليات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع.
وساهمت ميليشيا الدعم السريع، بشكل كبير فى تفشى للوباء مع استمرار مهاجمتها للبنى التحتية، وانقطاع التيار الكهربائى عن محطات المياه، وهو ما أثر سلبا على حجم المياه النظيفة الصالحة للشرب، ولجأ مواطنين إلى الاعتماد على مياه شرب غير نظيفة وهو ما تسبب فى. انتشار الكوليرا واوبئة غيرها مثل حمى الضنك والإسهالات المائية.

وتعانى ولاية الخرطوم من ارتفاع كبير فى عدد الاصابات بالكوليرا، إذ كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، عن زيادة عدد الوفيات بالكوليرا إلى 1540 وفاة بولاية الخرطوم خلال ثلاثة أيام وسط انعدام الخدمات الطبية.

والأطباء يخشون بشدة من أن يؤدى تفشى الكوليرا على نطاق واسع إلى انهيار الوضع الصحى، بعد توقف ما يصل إلى 80% من مرافق الرعاية الصحية فى مناطق النزاع، وقرابة 45% من المرافق فى المناطق الأخرى.

ومن جهته قال المتحدث باسم اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان سيد محمد عبد الله، أن عدد الوفيات بالكوليرا فى أم درمان والخرطوم ارتفعت 1540 حالة خلال ثلاثة أيام.

وأفاد بارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا فى مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور إلى 91 إصابة منها 10 حالة وفاة، بينما توجد 26 حالة فى مركز العزل.

واضاف "رصدت اللجنة اليوم تسجيل 100 إصابة بالكوليرا بينها 15 حالة وفاة فى مستشفى الرهد بولاية شمال كردفان، بجانب تزايد الحالات فى مناطق الفاشر ومخيم كساب للنازحين، بالإضافة إلى اتساع الحالات فى الضعين بشرق دارفور والجنينة بولاية غرب دارفور".

ومن جهته أعلن وكيل وزارة الصحة السودانية المكلف عصمت مصطفى الجمعة، استلام 2,905,400 جرعة من لقاح الكوليرا، ضمن جهود التصدى للوباء الذى يشهده السودان بشكل خاص فى ولاية الخرطوم ومحلية الرهد بولاية شمال كردفان.

وأوضح وكيل الصحة أن اللقاح منحة مقدمة من مجموعة التنسيق الدولية للقاح الكوليرا (ICG) بدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من خلال جهد فنى متكامل من اللجنة الفنية الاتحادية للتصدى لوباء الكوليرا، بإشراف مباشر من وزير الصحة الاتحادى.

وأكد اكتمال كافة الترتيبات اللوجستية لترحيل شحنات اللقاح إلى ولاية الخرطوم وتوقع تنفيذ حملة تطعيم موسعة خلال الأيام المقبلة، تستهدف جميع المواطنين من عمر سنة فما فوق.

وناشدت وزارة الصحة الاتحادية جميع المواطنين فى الفئة العمرية المستهدفة التوجه لأقرب مركز تطعيم، وأخذ اللقاح والالتزام بالإرشادات الصحية الأخرى للحد من انتشار الوباء وحماية المجتمعات.

وبدأت وزارة الصحة السودانية، حملة تطعيم فموى ضد الكوليرا فى جنوب الخرطوم تشمل 115 ألف جرعة، يُنتظر توسعها إلى ثلاثة ملايين جرعة هذا الأسبوع.
ومن جهتها اعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم انحسار معدل الوفيات بمراكز العزل الخاصة بعلاج المصابين بالكوليرا إلى (1.2) وهو معدل أقل من المسموح به طبقا لمنظمة الصحة العالمية(1.5)، مبينة من خلال الموقف الوبائى أن جملة الإصابات بالجائحة بمحليات ولاية الخرطوم السبع (1270) اصابة و(16)حالة وفاة.
 

أوضحت وزارة الصحة أن معدل الإصابات والوفيات بمحليتى ام درمان (496) حالة و(11) حالة وفاة وبلغت الإصابات بمحلية أمبدة(203) حالة و(5) حالات وفاة، ورصدت (531) حالة تعافى وخروج من مراكز العزل, وفقا لوكالة الأنباء سونا.

وأكد دكتور محمد التجانى مدير الإدارة العامة للطوارئ والأوبئة على أن بلوغ معدل الوفيات بغرف العزل (1.2) مؤشر إلى أن الأداء داخل الغرف ممتاز مما أدى إلى ارتفاع نسبة الشفاء وسط المصابين.

ويبدو أن الأوضاع فى ولاية سنار مبشرة، إذ أكد وزير الصحة المكلف بسنار ابراهيم العوض، تراجع فى تفشى وباء الكوليرا بولاية سنار، محتفلا بخلو مركز العزل بسنجة من أى حالة، مؤكدا على تبقى 13 حالة بمركز عزل سنار مبشرا بدخول ولاية سنار فى تطعيمات الكوليرا.

من جهته أكد مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة بصحة سنار محمد تاج الدين أن تراكمى حالات الاشتباه بالكوليرا حتى 30 مايو، بلغت 91 حالة منها 7 حالات وفاة و67 حالة شفاء 13 حالة بمركز عزل سنار و2 حالة من الجزيرة وحالة من القضارف.

فيما أكدت فاطمة محمد عبدالحليم مدير الادارة العامة للرعاية الصحية الاساسية بصحة سنار أن التدخلات مستمرة من رش ضبابى ورزازى وتعزيز صحة وسلامة مياه مبينة أن التدخلات التى تمت أدت لانحسار الكوليرا.

من جهته أكد مدير عام مستشفى سنار التعليمى المشرف على مركز العزل بسنار أن استقبال الحالات قل لدرجة كبيرة مؤكدا أن الوضع بدأ يستقر وأن كل الكوادر متواجدة وتتابع الوضع أولا بأول.

من جهته أكد منسق منظمة اليونسيف بولاية سنار متولى ادم أن اليونسيف وعدد من المنظمات تواصل العمل مع وزارة الصحة لمحاصرة الكوليرا.