اليوم السابع داخل غرفة عمليات الحج.. بعثة القرعة تدير آلاف الحجاج على مدار الساعة.. عدد من الضباط لكل مهمة.. وتقنية ذكية تربط الحاج بمتعلقاته الخاصة.. استخدام التكنولوجيا الحديثة للتسهيل على ضيوف الرحمن.. صور


جريدة "اليوم السابع" رافقت ضباط البعثة فى معايشة خاصة من داخل الغرفة التى تحولت إلى مركز متكامل لإدارة شؤون الحجاج.
الجهد المبذول لم يكن عادياً، بل منظماً ودقيقاً إلى أبعد الحدود، فكل حاج هو مسؤولية مباشرة على عاتق هذه المجموعة من الضباط الذين تم توزيعهم على مهام متنوعة لضمان تغطية كل جوانب الرحلة.
.jpg)
غرفة عمليات الحج (2)
إدارة دقيقة لكل تفصيلة
تضم الغرفة عددًا كبيرًا من الضباط، كلٌ مكلف بمهمة محددة، تبدأ من لحظة وصول الحجاج إلى الأراضي السعودية. هناك ضابط مخصص للعمليات يتابع حركة التفويج والتنقلات، وآخر مختص بالوجبات يضمن توزيع الطعام بشكل منتظم في مكة والمدينة وعرفات ومنى، بالإضافة إلى ضابط مسؤول عن الحاسب الآلي يتابع كافة البيانات المحدثة على النظام بشكل لحظي.
حتى الحقيبة التي يحملها الحاج لها ضابط خاص يتابع حركتها منذ خروجها من المطار في مصر حتى وصولها إلى يد صاحبها في الفندق.
وفي حال فقدت الحقيبة في أي مرحلة، يتدخل ضابط الحقائب لتحديد موقعها وإعادتها بسرعة إلى الحاج، سواء ضاعت في مطارات مصرية أو سعودية.
الحاج.. رقميًا تحت المتابعة
واحدة من أبرز التقنيات التي اعتمدت عليها البعثة هذا العام، كانت الربط الإلكتروني بين الحاج وحقائبه من خلال "الباركود"، وهو رمز رقمي يتم مسحه بمجرد وصول الحاج إلى الفندق، ليتم تسليمه مفتاح غرفته وتسجيل دخوله تلقائيًا.
هذه الآلية سهلت كثيرًا من عملية الاستقبال، وجعلت كل تحرك للحاج موثقًا ومتابعًا إلكترونيًا، وهو ما ساعد على الحد من الأخطاء وسرعة التدخل عند الحاجة.
.jpg)
غرفة عمليات الحج
حالات مرضية.. ورعاية على أعلى مستوى
الرعاية الطبية لم تكن غائبة عن هذا المشهد المنظم. في حال تعرض أحد الحجاج لأي وعكة صحية، يتم التنسيق فورًا مع ضابط الخدمات الطبية، حيث يُنقل الحاج إلى أقرب مستشفى تحت إشراف طبيب ميداني من البعثة. وإذا تطلبت الحالة حجزه بالمستشفى، يتم متابعته طوال فترة العلاج، وحتى خروجه وعودته إلى مقر إقامته.
وتبرز أهمية هذا التنسيق في أيام الذروة، خاصة يوم عرفات، حيث يتم العمل مع الجهات السعودية على نقل الحالات الحرجة إلى عرفات عبر سيارات إسعاف مجهزة، حتى لا يُحرموا من أداء الركن الأعظم في رحلة الحج.
ضابط النقل.. ومهمة العثور على التائهين
من بين القصص التي تتكرر كل عام، حكايات الحجاج التائهين. لكن هذه القصص باتت تُدار باحترافية عالية.
ضابط النقل يتابع حالات الضياع فور الإبلاغ عنها، ويرسل سيارات ميدانية لضبط المواقع عبر الإحداثيات وإعادة الحجاج إلى فنادقهم. ومن هذه القصص، قصة الحاجة أمال إسماعيل، التي فقدت طريقها ، وتمكن الضابط المختص من التواصل معها سريعًا وإعادتها إلى مكان إقامتها دون تأخير.
تواصل مباشر مع الأسر
حرصت البعثة على توفير قنوات اتصال مباشرة بين أهالي الحجاج في مصر وغرفة العمليات، حيث يمكنهم التواصل على مدار 24 ساعة في حال انقطع الاتصال بذويهم لأي سبب. الضباط يتعاملون مع كل اتصال بجدية وسرعة، ويتم تمكين الحاج من التواصل مع أسرته فورًا لطمأنتهم.
هذا الدور الإنساني، إلى جانب الدور الإداري والتنظيمي، يعكس حجم الالتزام والمسؤولية الملقاة على عاتق أفراد البعثة، الذين لا ينامون إلا بعد الاطمئنان على آخر حاج.
.jpg)
غرفة عمليات الحج
العمل لا يتوقف
من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، ومن عرفات إلى منى، لا تتوقف غرفة العمليات عن الحركة. كل موقف طارئ له خطة، وكل مشكلة لها حل سريع. الضباط يتنقلون بين الفنادق والمطارات والمستشفيات، لا يهدأ لهم بال إلا مع تأكيد وصول كل حاج إلى وجهته سالمًا.
وهكذا، وفي ظل زخم هذه الرحلة المقدسة، تثبت بعثة حج القرعة المصرية عامًا بعد عام أنها لا تترك شيئًا للصدفة، بل تحول التنظيم إلى منظومة احترافية تجعل من الحج تجربة روحانية مريحة وآمنة.
Trending Plus