بلاد الحرمين تستقبل الحجاج.. "مخيمات ذكية "فى مشعر منى.. 91 ألف خدمة صحية لضيوف الرحمن والتوسع فى خدمات الإسعاف الجوى.. وللمرة الأولى"الدفاع المدني" بالحج تطلق الدرون "صقر" للإطفاء والإنقاذ

تستقبل بلاد الحرمين الأعداد المليونية من الحجاج الذين لا يزالوا يتوافدون على المدينة المنورة ومكة المكرمة من أنحاء العالم كافة طمعا فى أداء الركن الخامس من الإسلام؛ حيث بلغ عدد الحجاج القادمين من خارج البلاد بلغ حتى الآن مليونًا و475 ألفًا و230 حاجًا حتى الآن.
ومع اقتراب موعد انطلاق المناسك تشتد وتيرة التجهيزات ، والذى تستعين فيها الممكلة بالذكاء الاصطناعى والتقنيات الرقمية لتقيم أفضل وأسؤع الخدمات لضيوف الرحمن .
خيام ذكية
فى هذا السياق، تشهد المشاعر المقدسة ومن بينها مشعر منى تحولا نحو المخيمات الذكية، التي تعيد رسم تجربة الإقامة الروحية بتقنيات هندسية متقدمة؛ فقد شهدت البنية التحتية في منى تطورًا ملحوظًا، شمل أنظمة التكييف المركزي، وتوزيع الطاقة، وتقنيات السلامة المتقدمة، بالإضافة إلى خدمات تفاعلية متصلة. ويتم فى هذه المخيمات مراعاة الاستدامة والذكاء في تصميمها، بدءًا من الإنذار المبكر وحتى التوزيع المرن للكتل السكنية والخدمية.
و لم تعد الخيمة مجرد مأوى للحجاج، بل نقطة اتصال ذكية بأنظمة متكاملة تشمل الإرشاد، والطعام، والرعاية الصحية. وكل خيمة ترتبط بأنظمة بيانات مركزية تمكن من تحديد موقع الحاج وتقديم المساعدة الفورية، إلى جانب متابعة حركة التفويج والانسيابية داخل المشعر.
وتدار المخيمات الجديدة بأنظمة مراقبة دقيقة تراعي الكثافة السكانية المؤقتة دون التأثير على جودة المعيشة أو تدفق الحشود، وأصبحت أشبه بفنادق ميدانية عالية التنظيم تضم مراكز إسعاف متصلة شبكيًا، وأرضيات عازلة، وإضاءة ذكية، مع فرق صيانة تعمل على مدار الساعة.
الدرون "صقر".
وفى سياق تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أعلنت قوات الدفاع المدني في السعودية عن إدخال طائرة الدرون "صقر" ضمن منظومات الإطفاء والإنقاذ لأول مرة هذا العام، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتأتي هذه المبادرة النوعية بهدف تعزيز قدرات الاستجابة السريعة للحوادث ورصد التجمعات وتحسين كفاءة إدارة الحشود خلال موسم الحج، حيث تتمتع الطائرة بقدرات عالية على التحليق والرصد ونقل البيانات فورًا إلى غرف العمليات المركزية، ما يسهم في اتخاذ قرارات ميدانية دقيقة وفعالة.
خدمات صحية
وفى سياق الخدمات المقدمة للحجاج ، أعلنت وزارة الصحة السعودية، أن إجمالي الخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن منذ انطلاق موسم الحج بلغ أكثر من 91 ألف خدمة صحية متنوعة، وذلك في إطار منظومة الرعاية الصحية المتكاملة التي توفرها المملكة لضمان سلامة الحجاج وراحتهم خلال تأدية المناسك.
وأوضحت الوزارة أن أقسام الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية استقبلت أكثر من 22,000 مراجع، فيما تم تنويم 4,119 حالة، وتقديم الخدمات التخصصية اللازمة لها، بما في ذلك الرعاية الحرجة والجراحات الدقيقة.
كما أكملت الخدمات الطبية بوزارة الداخلية استعداداتها لتنفيذ خطتها الصحية الشاملة لحج هذا العام 1446هـ، والتي تهدف إلى تقديم خدمات رعاية صحية متكاملة لمنسوبي ومنسوبات وزارة الداخلية، ورئاسة أمن الدولة، والقطاعات الأمنية المشاركة في مهمة الحج، بما يضمن تعزيز الجاهزية الميدانية وحماية صحة قوى الأمن المشاركة.
وتستند الخطة إلى منظومة متكاملة من الخدمات الوقائية والعلاجية، ترتكز على دعم صحة رجال الأمن وتقديم الرعاية الطبية وفق أعلى المعايير، من خلال تسخير الإمكانات والكوادر الصحية المؤهلة.
وعلى صعيد الخدمات الصحية أيضا ، فعلت هيئة الهلال الأحمر السعودي خدمة الإسعاف الجوي بـ (11) طائرة مخصصة لنقل الحالات الصحية الحرجة من الحرم المكي والمشاعر المقدسة، عبر (13) مهبطًا إستراتيجيًا موزعة بعناية لضمان سرعة الاستجابة الطبية في جميع المواقع، ضمن خطته التشغيلية لموسم الحج.
يشرف على هذه الخدمة أكثر من (120) كادرًا مؤهلًا من أطباء وفنيي طب طوارئ، يعملون على مدار الساعة لتقديم الرعاية العاجلة للحجاج، بما ينسجم مع إستراتيجية الهيئة في تحقيق "رحلة مريض نموذجية"، ويدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة لضيوف الرحمن.
ويغطي الإسعاف الجوي للهلال الأحمر نطاقًا واسعًا من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث تم تجهيز المهابط بعناية لتسهيل عمليات النقل والإخلاء الطبي، ما يسهم في تعزيز كفاءة الاستجابة السريعة، وتمكين الفرق الإسعافية من الوصول الفوري للحالات الحرجة سواء في مناطق التجمعات الكبرى أو داخل نطاق المستشفيات، ويشكّل ذلك دعامة محورية لنجاح خطة الطوارئ خلال موسم الحج.
وتمثل طائرات الإسعاف الجوي دورًا رئيسًا في دعم شبكة الطوارئ الموسمية، من خلال سرعة نقل المرضى والمصابين، وتنفيذ الإخلاء الطبي بين المنشآت الصحية، إضافة إلى تحريك الفرق الطبية المتخصصة إلى المواقع ذات الكثافة العالية أو الحالات الطارئة.
وتُعد هذه الخدمة ركيزة أساسية في منظومة الطوارئ خلال الحج، إذ تسهم في تقليص زمن الاستجابة وإنقاذ الأرواح، وتعكس جاهزية المملكة والتزامها الراسخ بتوفير رعاية صحية استثنائية لحجاج بيت الله الحرام.
تنقل الحجاج
ومن جانب آخر، كثفت قيادة طيران الأمن برئاسة أمن الدولة طلعاتها الجوية في سماء المدينة المنورة، ضمن خطة شاملة لموسم الحج، تهدف إلى متابعة حركة تنقل الحجاج وضمان انسيابية سير الحافلات التي تقل ضيوف الرحمن من وإلى المدينة، مرورًا بالمواقع الحيوية التي يقصدها الزوار.
وتُسهم هذه الطلعات الجوية في دعم أعمال الفرق الميدانية على الأرض، وتوفير قراءات مباشرة لحركة التفويج، ما يساعد في اتخاذ قرارات سريعة تحفظ سلامة ضيوف الرحمن، وتضمن تحقيق أعلى درجات التنظيم والانسيابية في خط سير الحجاج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة.
Trending Plus