رحلة الإنسان مع الفيروس.. ما جاء عن الجدري في الكتب

في مثل هذا اليوم 2 يونيو من عام 1800 ظهر لقاح الجدري في أمريكا الشمالية لأول مرة، وهناك مجموعة من الكتب والروايات التى جاءت فى أحداثها ذلك الوباء الذي انتشر بصورة كبيرة فى تلك الفترة ونتج عنه العديد من الوفيات حول العالم، ومن بينهم كتاب رحلة الإنسان مع الفيروس.
حسب ما جاء في كتاب "رحلة الإنسان مع الفيروس" من تأليف الدكتور ف.م. برنت: هناك اثنان من أوبئة العالم التاريخية الكبرى ناجمان عن الفيروس وهما: الحمى الصفراء، والجدري، ولم تثر الحمى الصفراء أكثر من حالات عرضية فيما وراء المناطق الحارة وشبه الحارة، أما الجدري فقد اكتسح كل مناخ في وقته، وكانت إمكانيات مكافحة الجدري بالطرق المختلفة كالتطعيم والتحصين عرضة لجدل شديد لمدة مائنتي سنة تقريبا، وقد يكون صحيحة أنه كان لكشف (جينر) عن التحصين الفضل الأول في النضوج المبكر لعلم المناعة، ولكن لم يقتنع بعض معارضي التطعيم بغير الحوادث العرضية الضارة التي تصاحبه، ولكني واثق أن ليس ثمة رجل عاقل صاحب معرفة واعية بالحقائق لا يميز أن استبعاد الجدرى من الحضارة الغربية - كمرض خطير - إنما كان مرجعه الأكبر إلى التحصين منه لأي عامل آخر، ولم يزل يشاهد الجدرى - هذا المرض الأبيض ذو النسبة العالية من الوفيات - فى الشرق بشكله التقليدى، ويدهم فى مبدئه كحمى حادة صارعة وصداع بدون أية علامة للطفح الذى يظهر بعد يوم كعقد صغيرة جامدة على الجلد ولا سيما في الوجه واليدين.. وتكبر العقد وتلين وقد تمتلئ بالصديد في غضون أسبوع، كما قد يغطي الوجه بكتلة مختلطة من النفطات والبثرات فى ذروة المرض، بينما لا يظهر على بقية الجسم سوى بثرات متناثرة، هذا، والجدري النزفي أو الجدري الأسود هو أقسى أشكال المرض الحاد إذ يحل النزيف محل الطفح، والموت المبكر لا مناص منه.
وتابع الكتاب: فإذا بريء مريض من الجدري العادى الأكثر شيوعا، تجف البثرات تدريجيا وتسقط القشور التي تغطيها تاركة الندب المنخفضة المميزة، ومتى تم الشفاء أصبح المريض غير قابل لعدوى أخرى بالفيروس مطلقا، وتمتد هذه المناعة حتى نهاية الحياة، وليس هناك من الأمراض ما يشبه الحصبة أو الجديري في التشابه الجوهرى لسياق كل أوبئتهما سوى القليل، أما أوبئة الجدرى فتتفاوت كثيرا فى معدل قسوة الإصابة الناتجة، وبالإضافة إلى المرض القاسى التقليدى يوجد صنف هين كان شائعا فى كل من إنجلترا وأمريكا أثناء الحلقتين الثانية والثالثة من هذا القرن، ولو أنه كان معروفا قبل ذلك بسنين عديدة، وهو مرض حقيقى كالجديرى إلا آنه صورة أخرى من صور الجدري.. والبثرات قليلة العدد غير أنها من نفس نوع بثرات الجدري المعهود، وإن الإصابة بهذا الصنف الذي لم يحصن الإنسان ضد الجدري المعهود، ويقي التطعيم ضد كل منهما.

Trending Plus