كاتب أمريكى: أوكرانيا أعادت كتابة قواعد الحرب مع روسيا بهجوم "شبكة العنكبوت"

قال الكاتب والخبير العسكرى الأمريكى ماكس بوت، إن أوكرانيا، بشنها هجوما غير مسبوق على قواعد جوية داخل روسيا، قد أعادت كتابة قواعد الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وفى مقاله بصحيفة واشنطن بوست، قال بوت، إنه فى صباح يوم الأحد، 7 ديسمبر 1941، أعادت البحرية الإمبراطورية اليابانية صياغة قواعد الحرب. فلم يتخيل أحد تقريبًا أن اليابانيين يمكنهم التسلل عبر محيط كامل لمهاجمة "حصن منيع"، كما وصف الاستراتيجيون الأمريكيون هاواى. ومع ذلك، فهذا ما فعلوه بالضبط. تمكنت الطائرات اليابانية التى انطلقت من ست حاملات طائرات من تدمير أو إتلاف 328 طائرة أمريكية و19 سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، بما فى ذلك ثمانى سفن حربية. أشار هجوم بيرل هاربور إلى صعود حاملات الطائرات كقوة مهيمنة فى الحرب البحرية.
ويوم الأحد، يتابع بوت، أعاد الأوكرانيون صياغة قواعد الحرب مرة أخرى. وقال إن القيادة العليا الروسية لابد وأنها كانت مصدومة كما كان الأمريكيون فى عام 1941 عندما نفذ الأوكرانيون هجومًا مفاجئًا على خمس قواعد جوية روسية تقع بعيدًا عن الجبهة، اثنتان منها على بعد آلاف الأميال فى أقصى شمال روسيا وسيبيريا.
وأشار بوت، إلى أن الأوكرانيين فى هذه العملية، كشفوا عن ثغرة أمنية من شأنها أن تقلق كل جنرال فى العالم. فإذا كان بإمكان الأوكرانيين تهريب مسيرات إلى هذا الحد من القواعد الجوية الرئيسية فى دولة كروسيا، فما الذى يمنع الصينيين من فعل الشىء نفسه مع القواعد الجوية الأمريكية؟ أو الباكستانيين مع القواعد الجوية الهندية؟ أو الكوريين الشماليين مع القواعد الجوية الكورية الجنوبية؟.
ورجح الكاتب، أن تضطر الجيوش التى ظنت أنها أمنت قواعدها الجوية بأسوار مكهربة ونقاط حراسة، الآن، إلى مواجهة التهديد الجوى الذى تشكله الطائرات المسيرة الرخيصة والمنتشرة فى كل مكان، والتى يمكن تعديلها بسهولة للاستخدام العسكرى. وهذا يستلزم استثمارًا هائلًا فى أنظمة ُضادة للطائرات المسيّرة. ويبدو أن الأموال التى تنفق على أنظمة الأسلحة التقليدية المأهولة تهدر بشكل متزايد، تمامًا مثل الإنفاق على سلاح الفرسان فى ثلاثينيات القرن الماضى.
ورأى بوت، أن عملية شبكة العنكبوت لن تكون ضربة حاسمة ضد الجيش الروسى، تمامًا مثلما لم يكن هجوم بيرل هاربور ضربة حاسمة ضد الجيش الأمريكى. ولكن مثلما أشار بيرل هاربور إلى أن اليابان ستكون عدوا أشد بكثير مما توقعه معظم الغربيين، يظهر هجوم الأحد، مرة أخرى، أن الأوكرانيين يثبتون أن مقاتليهم أكثر مرونة وقدرة على التكيّف مما توقعه أى شخص قبل بدء الغزو الروسى قبل أكثر من ثلاث سنوات.
من ناحية أخرى، حذر بوت من أن هجوم الأحد قد يقوض الاستقرار النووى، لأن القاذفات التى تُطلق صواريخ كروز التقليدية ضد أوكرانيا مصممة أيضًا لإطلاق أسلحة نووية. ورأى أن هذا يذكر بخطر وجود إدارة أمريكية فوضوية مثل إدارة ترامب، فى مثل هذه اللحظة الحرجة. وقال الخبير العسكرى أنه سيكون من الأفضل فى هذا الوقت لو كان لدى الرئيس مجلس أمن قومى مجهز بالكامل بقيادة مستشار محنك ومجرب، بدلًا من مجلس أمن قومى يديره وزير خارجية يعمل بدوام جزئى،وقد طُرد منه مؤخرًا العديد من أكثر موظفيه خبرة.
Trending Plus