هذا ما يريده ترامب من الشرق الأوسط

لاشك، أن الولايات المتحدة تسعى بكل قوة نحو إعادة الهيمنة والنفوذ كما كان ذي قبل في الشرق الأوسط، بعدما شعرت بقلق في ظل تصاعد النفوذ الصينى والروسى، وخروج إيران عن الخطوط الحُمر، لذلك – أعتقد – أن ترامب من خلال هذه السياسات أعاد ملفات استراتيجية تتعلق بالأمن الإقليمي، والتعاون الدفاعي، والاستثمار في مجالات التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، إلى الواجهة، بل يسعى إلى توظيف كل ما يحدث من صراعات وحروب من أجل استعادة النفوذ الأمريكي، وذلك من خلال سياسة تجمع بين الدعوة إلى الاستقرار وتبادل المصالح والمنافع، والتوجه نحو عسكرة المنطقة بأشكال مختلفة ووفق تصورات ذات حسابات واعتبارات تجارية وعسكرية، وهو ما يُفسر تعزيز التنسيق بشأن التهديدات البحرية في البحر الأحمر، فضلاً عن التعامل مع التطورات في غزة ولبنان واليمن والسودان وليبيا ولبنان والعراق، ومواجهة السلوك الإيراني سواء السياسة الإقليمية لطهران أو على صعيد البرنامج النوووى
لذا، علينا أن ننتبه إلى مبدأ ترامب في تعاطيه مع أزمات وتحديات المنطقة والإقليم، فهو قائم على البراغماتية، حيث يختزل القيم في معادلات العائد، ويدير الملفات كما تُدار صفقات التجارة، وبالتالي يُؤطّر لزمن سياسي جديد، لا تحكمه المبادئ، بل موازين القدرة على البقاء عند تقاطع المصالح، وفقا لاعتبارات السياسة والحسابات القائمة على النفوذ والهيمنة والسيطرة، حتى ولو صل الأمر للاستثمار فى الصراع والأزمات.
Trending Plus