العبث بالنار النووية.. تطور المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل ينذر بتكرار كارثة "تشيرنوبيل".. واشنطن تلوح بضرب منشآت إيران النووية.. روسيا: ضرب"بوشهر"يؤدى لكارثة بالمنطقة.. دول ترفض تطوير قدرات طهران النووية

ـ الكرملين يحذر من استخدام أسلحة نووية تكتيكية..خارجية روسيا : هناك تهديد نووي يخيم على بحر قزوين

استمرار وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل يرفع منسوب القلق من اندلاع حرب نووية تهدد المنطقة والعالم بتبعات كارثية لا يمكن وضع حد لها، و باتت هناك مخاوف حقيقية من وقوع تسريبات إشعاعية أو من انبعاث مواد كيمياوية؛ فمع اقتراب المواجهة من مستويات غير مسبوقة، بدأت دوائر القرار في واشنطن تداول خيارات "حاسمة"، بينها توجيه ضربات محدودة ضد المنشآت النووية الإيرانية.

دفع هذا إلى صدور تحذيرات دولية من تداعيات الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، في هذا السياق، أعربت موسكو عن قلقها المتزايد إزاء التقارير التي تشير إلى احتمال استخدام أسلحة نووية تكتيكية في أي عملية أمريكية ضد إيران، واعتبر الكرملين أن مثل هذا السيناريو سيكون "كارثيًا على الأمن الإقليمي والدولي".

فيما تؤكد دول عدة من بينها مصر والسعودية سلامة البيئة من أي تسربات إشعاعية، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات إقليمية.
في الوقت نفسه تسعى قوى دولية، وعلى رأسها الصين وروسيا، إلى كبح التصعيد في الشرق الأوسط، ومنع انزلاقه إلى صراع مفتوح قد يتجاوز الحدود التقليدية للصراعات العسكرية، لا سيما في منطقة غنية بالطاقة وحساسة جيو سياسيًا.

أسلحة نووية تكتيكية

في هذا السياق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن استخدام الولايات المتحدة المحتمل لأسلحة نووية تكتيكية في إيران سيكون تطورا كارثيا.

وجاء تصريح بيسكوف تعليقا على ما وصفها بتقارير إعلامية تتكهن بهذا الاحتمال.

وجددت روسيا تحذيرها للولايات المتحدة من عواقب التدخل العسكري المباشر في الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، مؤكدة أن مثل هذا التصعيد سيؤدي إلى تداعيات واسعة النطاق على الاستقرار الدولي.

كما قالت وزارة الخارجية الروسية إن هناك تهديد نووي يخيم على بحر قزوين، فيما أعربت الخارجية البلجيكية عن رفضها تطوير طهران قدراتها النووية لأغراض عسكرية .

محطة "بوشهر"

تقع محطة بوشهر النووية، وهي المحطة الوحيدة العاملة في إيران لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، على ساحل الخليج، وتستخدم وقودًا نوويًا روسيًا تتم استعادته إلى موسكو بعد الاستخدام، في إطار جهود الحد من الانتشار النووي.

وفى السياق نفسه، حذر رئيس مؤسسة "روساتوم" الروسية أليكسي ليخاتشيوف من أن أي ضربة محتملة لمحطة بوشهر النووية الإيرانية ستؤدي إلى كارثة لن تقتصر على إيران، بل ستمتد إلى عدد كبير من الدول.

وقال ليخاتشيوف في حديث مع وكالة "لايف": "نظريا، هذا الحادث سيسبب كارثة ليس لإيران والشعب الإيراني فقط، بل لمجموعة كبيرة من الدول... فالمسافة إلى إسرائيل تبلغ أكثر بقليل من ألف وخمسمائة كيلومتر، والإشعاع في هذا الصعيد لا يعرف حدودا".

جاءت هذه التحذيرات الروسية على خلفية تهديدات أطلقها متحدث عسكري إسرائيلي بأن الجيش سيستهدف مواقع نووية في بوشهر وأصفهان ونطنز، مؤكداً استمرار العمليات ضد ما وصفها بالبنية التحتية النووية الإيرانية، في إطار تصعيد عسكري غير مسبوق.

وفي المقابل، أكدت السفارة الروسية في طهران أن المفاعل لا يزال يعمل بشكل طبيعي، ولم تُرصد أي تهديدات أمنية مباشرة حتى الآن، في إشارة إلى محاولة طمأنة المخاوف بشأن سلامة المنشأة والعاملين فيها.

وأضاف: "لذلك نحن وإدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية نناشد بالامتناع عن أي ضربات محتملة تجاه محطة بوشهر. لا يجب أن يصل أي شيء إلى منطقة بوشهر. عندها فقط سنرى بصيص أمل في نهاية النفق في هذا الوضع المعقد للصراع الإيراني الإسرائيلي".

كما أشار إلى أن الهجمات على هذه المحطة النووية "عديمة الجدوى تماما من الناحية العسكرية-السياسية"، موضحا: "لا يتم في محطة بوشهر تخصيب اليورانيوم أو تصنيع أسلحة نووية. هذا منشأة سلمية تماما، يعمل فيها أناس مدنيون، بما في ذلك مواطنون روس.

كارثة "تشيرنوبيل"!

أكد خبراء في الطاقة الذرية أن ضرب إسرائيل لمفاعل بوشهر، وهو أمر صعب للغاية، يعنى تكرار "كارثة تشيرنوبيل ".

وحتى الآن تبدو المخاطر محدودة، حيث إنه لا يوجد سوى مجرد بعض التسريب لليورانيوم الغازي من مدينتي نطنز وأصفهان، لكنه غير مؤثر نهائياً ولا يمتد لخارج إيران، وفق "العربية" .

كما أن هناك خطراً آخر على البيئة، وهو إذا جرى استهداف آبار ومصافي البترول، وفى حال توسع تلك الضربات، فسيحدث تلوث كربوني عالٍ، يؤثر بشكل كبير على البيئة والاحتباس الحراري".