رانيا يحيى: الثقافة تأتى بعد الوزارات السيادية لأهمية دورها.. ودعمنا فلسطين بالفن

أكدت الدكتورة رانيا يحيى، مدير أكاديمية الفنون بروما، أنه عندما أنشأ الدكتور ثروت عكاشة، رائد الثقافة المصرية، أكاديمية الفنون، كانت لديه رؤية حقيقية، استعان بخبراء عالميين، ووضع الأسس لتدريس الفنون الغربية فى مصر، وهو أمر لم يكن موجودًا بهذه الصورة قبل ذلك، نعم معهد فؤاد الأول كان موجودًا، لكنه لم يكن متخصصًا فى الموسيقى الغربية بنفس المنهجية، وحتى اليوم، لا توجد مؤسسة تضاهى أكاديمية الفنون فى المنطقة، لكن الأمر يتطلب اهتماما دائما بها وتطويرا للروية بما يتناسب مع التغيرات المجتمعية والعالمية.
وقالت رانيا يحيى فى الحوار الذى أجريناه معها فى "ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون"، إن وزارة الثقافة ليست وزارة عادية، بل هى فى الحقيقة تأتى بعد الوازارت السيادية لأنها تتقاطع مع كل الوزارات الأخرى، فالصحة ثقافة، والبيئة ثقافة، والتعليم كذلك، فوزارة الثقافة مسئولة عن بناء الإنسان، وعن فكرة احترام الآخر، وعن صناعة الوعى والدبلوماسية الناعمة.
وتحركنا بعد ذلك خطوة أبعد وطلبنا منها أن تحدثنا عن الأكاديمية المصرية بروما وكيف استقبلت هذا التكليف؟ وأجابت عن ذلك بقولها، تلقيت تكليف إدارة الأكاديمية المصرية بروما بشرف وامتنان كبيرين، فهذه الأكاديمية الوحيدة لنا فى الخارج، وتقع فى قلب عاصمة الفن والجمال، وذلك يجعل منها مسئولية مضاعفة، خاصة أن هناك مؤسسات عالمية كثيرة تقدم فنا راقيًا، ويجب أن نقنع الجمهور هناك بأن يتابعنا ويأتى إلينا.
وقد ذهبت إلى روما برؤية واضحة وهى أن تظل راية مصر مرفوعة، وأن تكون الأكاديمية سفارة ثقافية حقيقية لمصر فى أوروبا، أردتها منارة تشع فنًا وإبداعًا، لا مجرد مؤسسة فى الخارج، وقد حافظنا على الطابع المصرى للمبنى بعد تجديده، باستخدام الحروف الهيروغليفية فى التصميم، ما يمنحه خصوصية شكلًا ومضمونًا.
وعن التحديات التى واجهتتها وكيف تغلبتِ عليها تحدثت رانيا يحيى، بالفعل هناك تحديات لكننى لم أعتبرها عقبة، فقد قررت أن أبنى جسور تواصل، وفعّلت قنوات تعاون مع أهم الجامعات والمؤسسات الإيطالية، مثل جامعة سابينزا وجامعة تور فيرجاتا و"روما للفنون الجميلة"، ودار الأوبرا والكونسرفاتوار هناك، كما أطلقت مبادرة "الأكاديمية المصرية والجوار الأكاديمى" وتعاونّا مع أكاديمية بلجيكا.
وكان لدينا احتفال ضخم بمرور 95 عامًا على تأسيس الأكاديمية، عزفت فيه شخصيًا، واستضفنا فنانين مصريين مقيمين فى أوروبا مثل العازفة سلمى صادق، وجورج ونيس من فرنسا.
ولدينا مبادرة مهمة جدا أطلقتها، كما أن السفير المصرى فى إيطاليا بسام راضى، له حضور يشكر عليه كما يشكر على دعمه، كما شرفنا برئاسة اجتماع تاريخى فى الأكاديمية لأنه كان يضم كل السفراء العرب، وكثير منهم كانت المرة الأولى التى يحضر فيها، وقدمت مبادرة باسم الأكاديمية المصرية والحضارة العربية فكرتها أننا من خلال الأكاديمية نقدم مصر منارة لجميع الأشقاء العرب فى روما، وبدأنا أول تعاون مع دولة العراق.
وأضافت رانيا يحيى، كما أننا نستخدم التكنولوجيا ومنصات التواصل لنشر أنشطتنا والوصول لأكبر عدد من المتابعين، لكنى ما زلت أؤمن أن الحضور الفعلى لا يُضاهى، التجربة الحية لا تزال ذات طعم خاص، لا يمكن أن تُلغيه الوسائط الرقمية، وجائحة كورونا علمتنا أهمية الوسائل البديلة، لكنها لا تغنى عن التفاعل الحقيقي.
ولأن العالم مشتعل كما نرى حولنا فقد فرضت السياسة نفسها فتحدثنا عن 7 أكتوبر ودور الأكاديمية فى توضيح ودعم مواقف الدولة الدولة المصرية، وهنا قالت رانيا يحيى، الأكاديمية جزء لا يتجزأ من الدولة المصرية، وبالتالي، موقفها السياسى متسق تمامًا مع سياسة الدولة، وبعد 7 أكتوبر، استضفنا أعمالًا فنية لفنانين مصريين وأجانب لدعم القضية الفلسطينية، فالثقافة قوة ناعمة تؤدى أدوارًا موازية وربما أسرع من الدبلوماسية الرسمية.
خلال الحوار
د. رانيا يحيى
دكتورة رانيا يحيى
في اليوم السابع
مع الأستاذة علا الشافعي
مع الزميل أحمد إبراهيم الشريف
Trending Plus