ضربة مدوية لـ"أذرع الاحتلال السيبرانية".. لماذا استهدفت إيران مايكروسوفت و مدينة بئر سبع؟.. الشركة قدمت تسهيلات تقنية للجيش الإسرائيلى وحظرت كلمة فلسطين.. أبرمت صفقات دعم فنى لآلة قتل المدنيين بملايين الدولارات

القصف الإيرانى على بئر السبع
القصف الإيرانى على بئر السبع
كتبت شيماء بهجت ـ وكالات الأنباء

أعاد الهجوم الإيرانى على بئر السبع الذى استهدف مركز غاف يام نيغيف التكنولوجى، الذى يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة تضم مقر شركة مايكروسوفت، إلى الأذهان كيف تحولت الشركة من عملاق تكنولوجيا إلى شريكٍ فى الإبادة الجماعية على غزة، ومساعدة الاحتلال الإسرائيلى فى حروبه المستمرة والتى تهدد السلم والأمن الدوليين.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو لمبنى فى بئر سبع بجنوب إسرائيل يعتقد أنه تابع لشركة مايكروسوفت العالمية، تشتعل به الحرائق ومحاطا بالأدخنة بعد إصابته بالصاروخ الإيرانى صباح اليوم الجمعة.

بدورها قالت منظمة نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية لخدمات الطوارئ إن رجال الإنقاذ يبحثون في المباني عن أشخاص أصيبوا بعد سقوط صاروخ إيراني بالقرب من حديقة تكنولوجية في مدينة بئر السبع الإسرائيلية. وأفادت شرطة الاحتلال الإسرائيلية عن أضرار في الممتلكات و7 إصابات طفيفة، دون وقوع قتلى في هذه اللحظة.

ففى خطوة كانت الأولى من نوعها، أقرت شركة مايكروسوفت الأمريكية بتقديم خدمات حوسبة سحابية وتقنيات ذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة، موضحة أن هذه التقنيات أسهمت في جهود تحديد مواقع وإنقاذ رهائن إسرائيليين، دون وجود أدلة على استخدامها لاستهداف المدنيين الفلسطينيين، حسبما نقل موقع الشرق الأوسط عن وسائل الإعلام البريطانية.

الإقرار جاء في منشور رسمي غير موقع على موقع الشركة، ويُعتقد أنه أول اعتراف علني من مايكروسوفت بعلاقتها المباشرة بالنزاع الدائر منذ السابع من أكتوبر الماضي، الذي أسفر عن استشهاد الالاف في غزة، معظمهم من النساء والأطفال.

قفزة في الاستخدام العسكري للتقنية

بحسب أسوشييتد برس، شهدت الشهور التي أعقبت الهجوم تصاعداً غير مسبوق في استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية من قبل إسرائيل، بلغ ما يقرب من 200 ضعف مقارنة بالفترة السابقة.

وكشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس أوائل العام الجاري أن نماذج الذكاء الاصطناعي من شركتي مايكروسوفت وأوبن إيه آي، استخدمت ضمن برنامج عسكري إسرائيلي لتحديد أهداف القصف في غزة .

وتستخدم القوات الإسرائيلية منصة «أزور» التابعة لـ«مايكروسوفت» في تحويل البيانات المستقاة من وسائل المراقبة إلى نصوص مترجمة، تُحلل وتُستخدم لاحقاً في أنظمة الاستهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وفي حين أكدت الشركة أنها قدمت دعماً طارئاً ومحدوداً في إطار إنقاذ أكثر من 250 رهينة احتجزتهم «حماس»، شددت على أن هذا الدعم تم في ظل رقابة صارمة، مع رفض بعض الطلبات المقدمة من الجانب الإسرائيلي. وأوضحت أن الدعم شمل خدمات «أزور» والبرمجيات اللغوية والتخزين السحابي، إلى جانب العمل مع الحكومة الإسرائيلية على تأمين الفضاء السيبراني.

وفي تحقيق لصحيفة الجارديان نشر في 23 يناير الماضى، كشفت وثائق مسربة عن كيفية تعميق مايكروسوفت لعلاقتها مع المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر 2023، حيث زوّدت الجيش بخدمات حوسبة وتخزين أكبر، وأبرمت صفقات لا تقل قيمتها عن 10 ملايين دولار لتوفير آلاف الساعات من الدعم الفني.

وفي التحقيق الذى أجرته صحيفة الجارديان بالتعاون مع مجلة +972 الإسرائيلية الفلسطينية وموقع "لوكال كول" الناطق بالعبرية، حيث يستند التحقيق جزئيًا إلى وثائق حصلت عليها "دروب سايت نيوز"، التي نشرت تقريرها الخاص، كُشف النقاب عن العلاقات العميقة بين مايكروسوفت والجيش الإسرائيلي.

فبعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، واجه جيش الدفاع الإسرائيلي طفرةً مفاجئة في الطلب على التخزين والقدرة الحاسوبية، ما دفعه إلى توسيع بنيته التحتية الحاسوبية بسرعة واحتضان ما وصفه أحد القادة بـ"عالم مزودي الخدمات السحابية الرائع".

ونتيجةً لذلك، أفادت مصادر دفاعية إسرائيلية متعددة بأن جيش الدفاع الإسرائيلي أصبح يعتمد بشكل متزايد على شركات مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل لتخزين وتحليل كميات أكبر من البيانات والمعلومات الاستخباراتية لفترات أطول، وتشير الوثائق المسربة، التي تتضمن سجلات تجارية من وزارة الدفاع الإسرائيلية وملفات من فرع مايكروسوفت الإسرائيلي، إلى أن منتجات وخدمات مايكروسوفت، وعلى رأسها منصة الحوسبة السحابية Azure، استُخدمت من قِبل وحدات في القوات الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى مديرية الاستخبارات التابعة لها.

وفي حين أن جيش الدفاع الإسرائيلي استخدم بعض خدمات مايكروسوفت لأغراض إدارية، مثل البريد الإلكتروني وأنظمة إدارة الملفات، تشير الوثائق والمقابلات إلى أن Azure استُخدم لدعم الأنشطة القتالية والاستخباراتية، وبصفتها شريكًا موثوقًا به لوزارة الدفاع الإسرائيلية، كُلِّفت مايكروسوفت مرارًا بالعمل في مشاريع حساسة وشديدة السرية، كما عمل موظفوها بشكل وثيق مع مديرية الاستخبارات في جيش الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك وحدة المراقبة النخبوية، الوحدة 8200.

وفي السنوات الأخيرة، تُظهر الوثائق أن مايكروسوفت زودت الجيش الإسرائيلي بإمكانية وصول واسعة النطاق إلى نموذج OpenAI GPT-4 - وهو المحرك الذي يُشغِّل ChatGPT - بفضل شراكة مع مطور أدوات الذكاء الاصطناعي الذي غيّر مؤخرًا سياساته ضد العمل مع عملاء الجيش والاستخبارات.

وليس هذا فحسب حيث أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن الموظفين في شركة مايكروسوفت اكتشفوا أن الشركة منعت رسائلهم التي تحوي كلمات فلسطين وغزة والإبادة الجماعية من الوصول إلى المستلمين عبر البريد الإلكتروني.

ولاحظ موظفون في الشركة أن بعض رسائلهم لم تصل إلى عناوين بريدية داخل الشركة وخارجها، وعندما تحققوا من الأمر وجدوا أن الشركة حظرت الرسائل التي تحوي كلمات تتعلق بفلسطين.

وطبقت الشركة بصمت نظام تصفية على نظام البريد الإلكتروني الداخلي "إكسشينج" يحظر الرسائل التي تحتوي على هذه الكلمات ذات الحمولة السياسية، دون إخطار المرسل أو المستقبل، وفقا لتقرير نشرته "دروبسايت نيوز".

وقال متحدث باسم "مايكروسوفت" لصحيفة "ذا بوست": "إرسال رسائل غير مرغوب فيها إلى أعداد كبيرة من الموظفين أثناء العمل ليس أمرا مناسبا. لدينا منصة مخصصة للموظفين الذين اختاروا المشاركة في مناقشة قضايا متنوعة لهذا السبب".

وأضاف المتحدث: "خلال اليومين الماضيين، تم إرسال عدد من الرسائل إلى عشرات الآلاف من الموظفين في جميع أنحاء الشركة، وقد اتخذنا إجراءات للحد من هذه الرسائل الموجهة إلى أولئك الذين لم يختاروا استقبالها".

وشهدت "مايكروسوفت" في الأشهر الأخيرة احتجاجات نظمتها مجموعة من الموظفين المتعاطفين مع الفلسطينيين. وتطالب مجموعة النشطاء المعروفة باسم "لا لأزور من أجل الفصل العنصري" الإدارة بقطع العلاقات مع الحكومة وقوات الاحتلال الإسرائيلية.

وكان لمهندسة البرمجيات المغربية ابتهال أبو السعد وزميلتها الأمريكية فانيا أغراوال دورا بعد احتجاجهما على تزويد الشركة إسرائيل بأنظمة ذكاء اصطناعي تستخدم في إبادة الفلسطينيين بقطاع غزة.

وكانت ابتهال وفانيا أعلنتا احتجاجهما خلال احتفال الشركة بالذكرى الـ50 لتأسيسها، الذي حضره أبرز مؤسسيها بيل جيتس.

وصرخت ابتهال خلال الاحتفالية في وجه رئيس قسم الذكاء الاصطناعي بالشركة، وهى تقول "عار عليك.. أنت مستغل للحرب ضد غزة.. توقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي للإبادة الجماعية".

وتابعت ابتهال أبو سعد: "أيدي جميع موظفي مايكروسوفت ملطخة بالدماء، كيف تجرؤون جميعًا على الاحتفال بينما مايكروسوفت تقتل الأطفال؟ عار عليكم جميعا".

وكان رئيس قسم الذكاء الاصطناعى يُقدم عرضًا لمجموعة من الميزات الجديدة التي تُضيفها مايكروسوفت إلى برنامجها "المُرافق" للذكاء الاصطناعي، Copilot، عندما تقدمت منه مهندسة ماسكروسوفت على خشبة المسرح وهي تُنادي بغزة، قالت: "تدّعي أنك تُريد استخدام الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، لقد مات 50 ألف شخص".

أخرج موظفو مايكروسوفت المرأة من المكان دون وقوع أي حادث، لكن صراخها كان مسموعًا في جميع الأنحاء في مقر الشركة الرئيسي للعرض التقديمي.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى