ملوك مصر القديمة.. رود آمون هل شارك في بناء معبد الكرنك؟

التاريخ المصرى القديم مليء بالحكايات والأسرار التى لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة، والتى يتم العثور عليها ما بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التى تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، لكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض، والحكاية اليوم مع الملك "رود آمون".
جاء ذكر الملك رود آمون بوصفه ابن ملك يدعى «أوسركون»، ويحتمل أنه «أوسركون الثالث»، وقد وضعه بعض العلماء في بادئ الأمر في العصر الصاوي، وبعضهم في الأسرة الخامسة والعشرين، وكان أول من وضعه في مكانه الحقيقي ــ أي: في الأسرة الثالثة والعشرين ــ هو الأثري «مسبرو»، وقد برهن على أن الأمراء الذي عاشوا في هذا العهد لم يمدوا سلطانهم بعد «أسيوط».
وقد ترك لنا بعضَ آثار له في الوجه القبلي، وقد كان ابن ملك يدعى «أوسركون»، وقد اشترك على ما يظهر مع والده هذا في بناء معبد في «الكرنك»، إذ الواقع أن اسمه قد جاء مهشمًا في منظرين من مناظر هذا المعبد ، ولم يكن في مقدور «لجران» قراءة الاسم؛ إذ لم تبق منه إلا كلمة «آمون» وجزء من كلمة «رود» المكملة للاسم «رود آمون»، ونجد أن «لجران» في مقال له قد قرأ الاسم كله ونسب «رود آمون» هذا إلى «أوسركون الثالث» بوصفه ابنه، وفقًا لموسوعة مصر القديمة للمؤرخ الدكتور سليم حسن.
أما الأثري «جوتييه» فيقول عنه : من المؤكد أن «رود آمون» قد حكم في «طيبة» بوجه خاص، وذلك لأن ثلاثة أخماس الآثار التي وُجدت له عُثر عليها في «طيبة»، وإنه ابن «أوسركون الثالث» لا «أوسركون الرابع» كما يقول دارسي.
أما الآثار الباقية لهذا الملك، فقد عثر على قطعة كبيرة من الحجر كانت مستعملة ثانية في أسكفة باب من عهد البطالمة عليها اسمه، وجدها «دارسي» في مدينة هابو، وقد عرف من نقوش هذه القطعة اسم كل من زوجة «رود آمون» وابنته كما سنرى بعد.
كما وجد له له إناء من البلور الصخري محفوظ الآن بمتحف اللوفر، إلى جانب العثور في «طيبة» على لوح من تابوت للحفيدة الثانية لهذه الملكة التي تدعى «بدي آمون نب نستاوي»، وهذا الأثر محفوظ الآن بمتحف «برلين»، وهذا الأثر يكشف كذلك عن اسم ابنة أخرى للملك «رود آمون»، وعن اسم ملك يتصل «برود آمون» بروابط أسرية وثيقة، وهذا الملك هو «بف نف دو باستت»، ويمكن أن يكون هذا الملك موحدًا مع أمير «أهناسية المدينة» الذي جاء ذكره في لوحة «بيعنخي».
Trending Plus