آخر تطورات فصول المواجهة بين إيران وإسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على أصفهان وقم وسط إيران.. اغتيال قائد فيلق فلسطين بالحرس الثورى الإيرانى.. طهران تشن الموجة الـ18 من"العهد الصادق3".. التفاوض يزداد تعقيداً

ـ  وزير الخارجية الإيراني: لا يمكننا الذهاب إلى مفاوضات مع واشنطن تحت القصف

تتوالى فصول المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل ويرتفع معها منسوب القلق الإقليمى والدولى لما يمكن أن تسفر عنه تلك المواجهات من تداعيات تتجاوز حدود المنطقة.

وفى تصعيد جديد لهذه المواجهات، شنت إسرائيل، السبت، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع في وسط إيران، شملت محافظة أصفهان وقم، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم السبت، اغتيال سعيد إيزادي قائد وحدة فلسطين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في غارة على شقته بمدينة قم الإيرانية.

وذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية أن إيزادي كان وراء خطة تدمير إسرائيل من خلال تنسيق الهجمات على إسرائيل من جبهات متعددة.
كما أعلن جيش الاحتلال اغتيال شخصية بارزة في منطقة سالاريا، مؤكدا لاحقاً اغتيال أمين فور جودخي، قائد وحدة الطائرات المسيرة الثانية في الحرس الثوري الإيراني.

ليصبح عدد القادة العسكريين البارزين الذين اغتالتهم إسرائيل منذ بدء الغارات على إيران نحو 30 قائداً عسكرياً  كبيراً، على رأسهم رئيس الأركان اللواء محمد باقري، وحسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني منذ عام 2019.

كما أعلن سلاح الجو الإسرائيلي شن موجة جديدة من الغارات على مواقع لتخزين الصواريخ وإطلاقها في وسط إيران، في إطار التصعيد المستمر بين البلدين.
في السياق ذاته، حذر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير من أن "أياماً صعبة تنتظر بلاده خلال الصراع مع إيران"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "إسرائيل ستنهي الحرب وهي منتصرة".
يأتي هذا التصعيد الخطير في ظل توتر متزايد بين البلدين، مما يثير مخاوف إقليمية ودولية من اتساع نطاق الصراع وتداعياته على الاستقرار في المنطقة.

ومن جانبه أكد نائب محافظ أصفهان أن الموقع النووي في المحافظة كان ضمن الأهداف التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وطمأن المسؤول الإيراني الجمهور بعدم تسجيل أي تسربات لمواد خطرة في المنطقة، مؤكداً أنه "لا داعي للقلق".

ودعا المسؤول الإيراني المواطنين إلى عدم التجمع حول مواقع الحوادث للسماح لفرق الإغاثة وإدارة الأزمات بأداء عملها.

نجم عن الغارات التي شنتها إسرائيل على "قم " مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين جراء هجوم إسرائيلي على مبنى سكني في منطقة سالارية ؛ فيما قالت وزارة الصحة الإيرانية، إن عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية  430 إيرانيا بالإضافة إلى إصابة أكثر 3500 مدني منذ بدء الهجمات الإسرائيلية.

الموجة الـ18 من صواريخ طهران

من جهتها أطلقت إيران دفعة صاروخية جديدة باتجاه إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي نجاحه في اعتراض الصواريخ بالكامل، لكن بعض الشظايا سقطت على أحد المباني في وسط إسرائيل مما تسبب في اندلاع حريق دون وقوع إصابات.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ الموجة الثامنة عشرة من عملية "الوعد الصادق 3"، التي استهدفت مناطق وسط إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون.
واستخدمت إيران في هجومها طائرات مسيّرة انتحارية وقتالية من طراز "شاهد 136"، إلى جانب صواريخ دقيقة التوجيه تعمل بالوقود الصلب والسائل.

مسار التفاوض

جاءت تصريحات عراقجى عقب جولة من المحادثات الإيرانية الأوربية عُقدت الخميس في جنيف ، وكان يُعول عليها لتمهيد الطريق لاستئناف المحادثات الإيرانية ت الأمريكية التي ألغيت الجولة السادسة منها والتي كان من المقرر عقدها في مسقط الأحد الماضى، على خلفية اندلاع الهجمات الإسرائيلية على طهران في الـ13 من يونيو الجارى.

أكدت طهران رفضها استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي مع الولايات المتحدة قبل وقف الهجمات الاسرائيلية على أراضيها.

ومن جانبه أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أنه سيمنح نفسه مهلة أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن تدخل عسكري أمريكى محتمل إلى جانب إسرائيل، معتبرا أن ثمة احتمالا كبيرا للتفاوض مع طهران.

واوضح عراقجي إثر لقائه في جنيف نظراءه الفرنسي والبريطاني والألماني ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي أن بلاده تؤيد مواصلة المباحثات مع مجموعة الدول الثلاث والاتحاد الأوروبي.

ومن جهتها، حضت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ايران على مواصلة المسار الدبلوماسي دون انتظار انتهاء النزاع.

وقال وزير الخارجية الالماني يوهان فاديفول إن النتيجة الإيجابية اليوم هي أننا نغادر القاعة بانطباع أن الجانب الإيراني مستعد لمواصلة مناقشة جميع المسائل المهمة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "نعتقد أنه لا يوجد حل نهائي بالوسائل العسكرية لقضية النووي الإيراني. فالعمليات العسكرية قد تؤخرها، لكنها لا تستطيع القضاء عليها".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعلن أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستقدم عرضا تفاوضيا شاملا لإيران، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ البالستية وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة.

بالمقابل ، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير: لقد أطلقنا الحملة الاكثر تعقيدا في تاريخنا وعلينا أن نكون مستعدين لحملة طويلة. رغم إحراز تقدم كبير، تنتظرنا أيام صعبة. نستعد لاحتمالات عديدة.