استوديو نجيب محفوظ.. وابنة الأديب العالمي

يوم الإثنين الماضي وعقب افتتاح استوديو نجيب محفوظ في مبنى الاذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) بحضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو والمهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى لتنطيم الإعلام ووزير الشباب والرياضة الأسبق وعدد من قيادات التليفزيون، دعاني الصديق الكاتب الاعلامي أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للاعلام الى مكتبه في ماسبيرو للقاء هدى ابنة الأديب العالمي نجيب محفوظ. أبديت سعادتي وترحيبي بالسيدة هدى ( الشهيرة بأم كلثوم) ودار حوار سريع بيننا عرفتها فيه بنفسي وبأنني الصحفي الذي أجرى أول وأخر حوار صحفي لصحيفة مصرية وعربية هي صحيفة الأنباء الكويتية عام 89 مع الشيخ عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الاسلامية في بيته بمدينة الفيوم عقب حصول أديبنا العالمي على جائزة نوبل للأداب بحوالي 4 أو 5 أشهر وأثار هذا الحوار ضجة كبرى محليا وعربيا ودوليا استمر صداها لسنوات طويلة بعدها، بعد أن أفتى مفتي الجماعة الاسلامية في رده على سؤال لي حول رأيه في كتاب آيات شيطانية للكاتب البريطاني الهندي سلمان رشدي " بقتل نجيب محفوظ بسبب روايته أولاد حارتنا، لردع سلمان رشدي" . وهي فتوى القتل الثانية له بعد فتوى قتل السادات.
تطرق الحوار حول شقة الأسرة بالعجوزة بالدور الأرضي باحدى البنايات المطلة على النيل بجوار أحد المطاعم الشهيرة وبالقرب من مستشفى العجوزة.. وسألتها لماذا لم تسعى لدى الجهات المسئولة بتحويل الشقة الى متحف صغير للأديب العالمي على الطريقة العصرية وباستخدام التقنيات الحديثة . بعد أن تم اهداء مكتبة نجيب محفوظ ( حوالي 1500 كتاب) الى مكتبة الأسكندرية . أخبرتني أن الشقة في حوزة المالك حاليا وهناك مفاوضات لاستعادتها وامكانية تحويلها الى متحف صغير . دعوتها الى اشراك جهات عليا لشراء الشقة لتبقى باسم " متحف نجيب محفوظ" مثل باقي مشاهير الأدباء حول العالم وخاصة في الدول الأوروبية.. وهذه دعوة لوزير الثقافة لتبني ودراسة هذا الاقتراح.
شاركنا الصديق أحمد المسلماني الحوار واتفقنا على ضرورة الاتفاق مع أحد الفنانين لصنع تمثال نصفي للأديب العالمي ووضعه عند مدخل الأستوديو الذي يطل على النيل والأهرامات من الطابق الـ27 بالمبنى أو باحدى زواياه.
اطلاق اسم نجيب محفوظ على واحد من أجمل استوديوهات ماسبيرو ، لافتة ذكية تشير الى العلاقة الاصيلة بين الأدب والاعلام. المسلماني قال أن الاستوديو سيكون نافذة حضارية جديدة للإعلام المصري، ومنبراً لتقديم محتوى متميز يعكس عمق الثقافة المصرية، واعلن أنه تم العثور على تسجيل نادر للأديب نجيب محفوظ يسرد فيه مذكراته الشخصية، وهو ما يُعد وثيقة فريدة ستُعرض ضمن باقة البرامج الجديدة التي ستُبث من الاستوديو، في إطار توثيق سيرته ومسيرته الأدبية والإنسانية.
في رأيي أن اكتمال التجهيزات التقنية والديكورات اللازمة سيتحول استدويو نجيب محفوظ الى استوديو عالمي باطلالته المميزة من أعلى مكان في ماسبيرو على النيل والاهرامات وبرج القاهرة ومعالم القاهرة السياحية. واستكمال مسيرة الاصلاح تدريجيا داخل المبنى لاستعادة وهجه وتألقه وريادته الاعلامية بالقرارات والاجراءات التي اتخذها المسلماني خلال الشهور القليلة الماضية سواء باعادة افتتاح أماكن مهجورة داخل المبنى مثل مسرح التليفزيون أو بعمليات الاصلاح والترميم الجارية حاليا داخل المبنى أو باطلاق عدد من البرامج الجديدة. رغم التحديات التي تواجه الهيئة في الهيكلة والاصلاح المالي والاداري داخل المبنى.
نأمل أن يعد تجهيز استوديو نجيب محفوظ و تشغيله في القريب العاجل فرصة لإعادة تنشيط وتطوير استوديوهات مماثلة في مبنى التلفزيون واستغلالها بالشكل الأمثل كما كان يحدث في الماضي. فالاستوديو -كما قال المسلماني- سيتم تطويره وتجهيزه بأحدث التقنيات لضمان جودة عرض عالية تتماشى مع معايير الإعلام الحديث. وسيقدم من خلاله برامج تلفزيونية صباحية ومسائية تركز على المحتوى الاجتماعي والثقافي، وتستهدف مختلف فئات الجمهور المصري والعربي.
Trending Plus