الزى الرسمى لقبائل حلايب وشلاتين.. ما بين العراقة والتقاليد الثقافية.. يطلق عليه "السواكنى" أو "البجاوى" مكون من أربع قطع السدارى والجلبية والقميص أو "العراقة" أو "التقشيطة" والبنطلون الأبيض يسمى "البوجا".. صور

تعد منطقة حلايب وشلاتين، الواقعة في أقصى جنوب محافظة البحر الأحمر، واحدة من أبرز المناطق التي تحتفظ بثقافتها وهويتها الخاصة عبر العصور، وتعكس تلك العادات والتقاليد التاريخ الطويل للقبائل القاطنة في المنطقة وتفاعلها مع البيئة الصحراوية، حيث تميزت حياة سكان هذه المنطقة بقدرتهم الفائقة على التكيف مع ظروف البيئة التي فرضتها الصحراء.

يقطن هذه المنطقة ثلاث قبائل رئيسية البشارية، العبابدة، والرشايدة، وكل واحدة منها تتميز بتاريخها وثقافتها الخاصة، إلا أن هناك نقاطًا مشتركة بين هذه القبائل فيما يخص زيهم التقليدي الذي يعد جزءًا أساسيًا من هويتهم، و يُطلق على هذا الزي اسم "السواكنى" أو "البجاوي"، نسبة إلى قبائل البجا الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من سكان المنطقة.

يتكون الزي الرسمي "السواكنى" من أربع قطع أساسية تشكل جزءًا من اللباس اليومي لأبناء قبائل حلايب وشلاتين، وهذه القطع هي السدارى، الجلبية، القميص أو "العراقة" أو "التقشيطة"، والبنطلون الأبيض الذي يُسمى في اللهجة المحلية "البوجا"، و كل قطعة من هذه القطع تختلف من حيث التصميم والخامات المستخدمة، ما يجعل الزي السواكنى مزيجًا من الأناقة والعملية، وتعتبر هذه الملابس تعبيرًا عن الهوية القبلية، حيث يعتز بها الأهالي ويرتدونها بكل فخر.

يقول محمد حسن، أحد شباب المنطقة، أن "السواكنى" أو "البجاوي" هو الزي الرسمي لأهالي حلايب وشلاتين، مشيرًا إلى أن بعض قبائل البدو في مصر قد تشترك في ارتداء زي مشابه، إلا أن هناك اختلافات كبيرة في التفاصيل الدقيقة للملابس.

وأضاف الشاب محمد حسن، أن السواكنى يتألف من أربع قطع، وكل قطعة منها تصنع من أنواع مختلفة من الأقمشة التي تتفاوت في جودتها وسعرها، مما يجعل تكلفة الزي كاملاً مرتفعة نسبيًا، مع الزيادة التدريجية للمنتجات في الوقت الحالي، يتراوح سعر السواكنى الكامل بين 2000 إلى 3000 جنيه مصري، حسب نوعية الأقمشة وأجرة الخياط.

من جانبه، يوضح عبد الرحمن سر الختم ابن قرية أبو رماد بحلايب، أن هناك تباينًا طفيفًا بين القبائل الثلاثة في تصميم الملابس،  على الرغم من أن جميع القبائل ترتدي السواكنى، إلا أن قبيلة الرشايدة قد تفضل الجلاليب الجاهزة التي تُصنع في المصانع، في حين أن قبائل البشارية والعبابدة قد تفضل الجلاليب المصنوعة يدويًا.

وأضاف، أن واحدة من السمات المميزة لزي سكان حلايب وشلاتين هي الحذاء، حيث من النادر أن ترى أحد أبناء القبائل يرتدي حذاءً تقليديًا،  بدلاً من ذلك، يرتدي الكثير منهم الصندل أو الشبشب، الذي يُطلق عليه محليًا "الشبط"، هذا النوع من الأحذية يتماشى مع طبيعة الحياة الصحراوية ويُعد مريحًا في التنقل عبر الأراضي الوعرة والمناخ الحار.

أما بالنسبة للعمة، وهي قطعة تقليدية تُعتبر جزءًا أساسيًا من الزي، فهي شاش أبيض يتم لفه حول الرأس. عادة ما يُلف هذا الشاش حول طاقية بيضاء، وهي قطعة اختيارية بالنسبة للشباب، بينما يُعد ارتداء العمة أمرًا ثابتًا وأساسيًا بالنسبة للمشايخ وكبار السن، وتمثل العمة هيبة واحترامًا في المجتمع، وتعتبر من الرموز التقليدية التي تعكس المكانة الاجتماعية للمرتدي.

وكشف "سر الختم" أن لا يزال الزي السواكنى يمثل عنصرًا مهمًا في حياة أهل حلايب وشلاتين، وبينما يتزايد التوجه نحو الحداثة، لا يزال العديد من أبناء المنطقة يحرصون على ارتداء هذا الزي في المناسبات الرسمية والاحتفالات، حيث يظل رمزًا للهوية والتمسك بالتقاليد، ورغم التكلفة العالية لهذا الزي، إلا أن أهالي حلايب وشلاتين يعتبرونه جزءًا من تراثهم الثقافي الذي لا يمكن التفريط فيه.

ويبقى الزي الرسمي لقبائل حلايب وشلاتين ليس مجرد ملابس، بل هو تجسيد حي لثقافة وتاريخ المنطقة، وهو شاهد على قدرة الإنسان في التكيف مع بيئته، وفي ذات الوقت، هو تعبير عن الانتماء والاعتزاز بالجذور الثقافية.

السدارى والتقشيطة والبنطلون الأبيض والعمه

السواكنى التى الرسمى لقبائل جنوب البحر،الأحمر

زى قبائل الجنوب

يتكون من اربع قطع