حتى لا ننسى.. جماعة الإخوان الإرهابية كتبت سطورا من الدم والخراب عبر تاريخها الملوث.. موجة إرهابية ضخمة بعد ثورة 30 يونيو.. وتشكيل تنظيمات مسلحة محلية ومحاولات ضرب الثوابت الوطنية والتلويح العلنى باستخدام العنف

كتبت جماعة الإخوان الإرهابية سطورا من الدم والخراب فى تاريخها خلال فترة توليها الحكم وما بعد الإطاحة بهم، ووفقا لما ذكرته دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية نستعرض جرائم الإخوان بعد ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم الجماعة.
أ. تشكيل تنظيمات مسلحة محلية:
شهدت مرحلة ما بعد سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية فى عام 2013 موجة إرهابية ضخمة، قادتها خلايا عنقودية تضمنت كيانات وجماعات مسلحة تولدت من رحم الجماعة، وضمت فى صفوفها عناصر الإخوان والمتعاطفين معها، ومنها على سبيل المثال: “حركة سواعد ومصر” والتى تُعرف اختصارًا باسم “حسم” و“العقاب الثوري” و”المقاومة الشعبية” و“لواء الثورة” و“كتيبة الإعدام” و“كتائب حلوان”. وقد اضطلعت هذه الخلايا فى تنفيذ عدد من الهجمات الدامية فى محافظات الوادى، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:
• وقوع انفجار بمحيط مقر دار القضاء العالى فى 2 مارس 2015؛ أسفر عن استشهاد شخص، وإصابة 3 ضباط و2 مجندين و4 مواطنين، وأعلنت جماعة العقاب الثورى وقتها مسئوليتها عن التفجير.
• أعلنت حركة حسم تبنيها هجومًا فى 17 يوليو 2016 استهدف اغتيال رئيس مباحث مركز طامية بمحافظة الفيوم.
• أعلنت حسم مسؤوليتها عن محاولة اغتيال مفتى مصر السابق على جمعة فى 5 أغسطس 2016؛ إذ فتح مسلحون النار عليه أثناء توجّهه لصلاة الجمعة فى القاهرة، لكنه نجا من الهجوم.
• أعلنت حسم فى 29 سبتمبر 2016 مسؤوليتها عن محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز عثمان بواسطة سيارة ملغمة استهدفت موكبه بمنطقة التجمع الأول؛ مما أسفر عن إصابة شخص تصادف وجودة فى موقع التفجير وقت حدوثه.
• أعلنت حسم فى 4 نوفمبر 2016 تبينها عملية استهداف المستشار أحمد أبو الفتوح، وهو أحد أعضاء هيئة محاكمة الرئيس الإخوانى المعزول مرسى آنذاك، بتفجير سيارة مفخخة أمام منزله، ولم يصاب المستشار بأذى.
• فى 5 أغسطس 2019، استهدفت حركة حسم معهد الأورام، عبر سيارة احتوت على شحنة كبيرة من المتفجرات، مما أسفر عن استشهاد نحو 20 شخص وإصابة 47 آخرين.
ب. التلويح باستخدام العُنف بشكل علني:
كانت تصريحات أعضاء الجماعة بشكل علنى عن ممارستهم للعنف خير دليل على تورط الجماعة الإرهابية فى أعمال العنف والتخريب فى شتى أنحاء البلاد، وعلاقتهم الوثيقة بالعمليات الإرهابية فى سيناء للنيل من أمن الوطن ووحدة وسلامة أراضيه. ولعل تصريح محمد البلتاجى، القيادى بالجماعة فى 8 يوليو 2013 أثناء اعتصام رابعة المسلح خير دليل على تورط الجماعة بأعمال العنف فى البلاد، حيث قال حينها “ما يحدث فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها مرسى إلى مهامه”، فى اعتراف واضح منه أن الإخوان تقود العمليات الإرهابية فى سيناء، كتهديد الشعب من أجل تحقيق أهداف الجماعة الإرهابية.
جـ. الاعتداء على رجال القضاء:
استمرت العمليات الإرهابية لجماعة الإخوان تجاه الجهاز القضائى عقب ثورة 30 يونيو حيث تم استهداف القضاة الذين ينظرون فى قضايا الإرهاب المتورط فيها عناصر التنظيم والذين يقومون بالإشراف على العمليات الانتخابية؛ ففى سبتمبر 2014 استشهد محمد محمود السيد نجل المستشار محمود السيد المورلى، رئيس محكمة استئناف القاهرة. وفى ديسمبر 2014 تعرض المستشار طارق أبوزيد رئيس محكمة جنايات الفيوم لمحاولة اغتيال. وفى يناير 2015 تعرض المستشار خالد المحجوب قاضى قضية الهروب من سجن وادى النطرون، التى كان متهمًا فيها محمد مرسى، لهجوم على منزله. كما حاولت الجماعة الإرهابية فى مايو من العام نفسه اغتيال المستشار معتز خفاجى رئيس محكمة جنايات الجيزة والقاضى فى قضية أحداث مكتب الإرشاد.
وفى مايو 2015 استُهدفت سيارة يستقلها عدد من وكلاء النيابة والقضاة فى مدينة العريش، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة قضاة وسائق السيارة، وإصابة اثنين، وجاء هذا الهجوم عقب إصدار حكم بإحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسى و103 من قيادات جماعة الإخوان إلى فضيلة المفتي. وفى صبيحة يوم 9 يونيو 2015 تم استهداف موكب المستشار هشام بركات، النائب العام بسيارة مفخخة وهو فى طريقة من منزلة بمنطقة مصر الجديدة إلى مقر عملة بدار القضاء العالى ما أدى إلى استشهاده. وخلال نوفمبر من نفس العام، تم استهداف مقر إقامة عدد من القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية حينها، وأسفر الحادث عن استشهاد القاضيين عمر حماد، وعمرو مصطفى، وإصابة آخرين.
د. مُحاولات ضرب الثوابت الوطنية:
تُحاول جماعة الإخوان ضرب الثوابت الوطنية وتشويش الذاكرة والوعى المصرى عبر التشكيك فى المنجزات العسكرية وعلى رأسها نصر أكتوبر 1973، حيث تعمد الجماعة إلى نشر تقارير غربية صادرة عن بعض مراكز الأبحاث الأمريكية والبريطانية تدعى أن إسرائيل لم تهزم.
هـ. بث الشائعات ونشر الأكاذيب لتأليب الرأى العام:
عمدت جماعة الإخوان الإرهابية عبر منصاتها الإعلامية المُختلفة إلى الترويج للسردية الإخوانية بشأن الأحداث فى مصر، والتشكيك فى المشروعات الكُبرى التى تُنفذها الدولة، وبث الإحباط فى نفوس المصريين، وكذا بث الشائعات والأكاذيب المُتعددة بغرض إثارة وتأليب الرأى العام، والترويج لوجود فساد وانتهاكات ضد حقوق الإنسان، ومهاجمة مؤسسات الدولة المصرية والتشكيك فى قدراتها على أداء مهامها أو الادعاء بأنها تمارس انتهاكات غير قانونية، وغيرها من أساليب تزييف الوعي.
و. الإضرار بالاقتصاد المصري:
تسببت العمليات الإرهابية التى نفذتها الجماعة فى خسائر اقتصادية كبيرة طالت مختلف القطاعات، إذ استهدف الإرهاب الإخوانى شبكات الكهرباء والصرف ومكاتب البريد وعدد من المرافق والمصالح الحيوية فى الدولة، وتشير التقديرات إلى أن الفترة التى أعقبت ثورة 30 يونيو وحتى عام 2015 كبدت الاقتصاد المصرى خسائر بلغت نحو 100 مليار جنيه.
وفيما يلى أبرز القطاعات المتضررة:
1. قطاع الكهرباء:
كان استهداف أبراج الكهرباء من هدفًا أساسيًا من أهداف الجماعة، فخلال الفترة من 2013 إلى 2015 تم تفجير نحو 100 برج كهرباء وأكثر من 150 كشك ومحول كهرباء بخسائر اقتصادية بلغت نحو 480 مليون جنيه وهو ما كلف الدولة إصلاحات وصلت إلى 100 مليون جنيه. وقد شهد عام 2014 وحده خسائر فى قطاع الكهرباء وصلت نحو 30 مليون جنيه.
2. قطاع النقل:
تسبب تعطيل حركات النقل فى خسائر بلغت خلال عام 2013 نحو 3.6 مليار جنيه. وخلال الفترة من يوليو 2013 وحتى مايو 2014 بلغت تكلفة خسائر السكة الحديد نحو 434 مليون جنيه، حيث بلغت خسائر البنية الأساسية نحو 98 مليون جنيه، إضافة إلى 87 مليون جنيه بسبب سرقة مهمات السكة كالقضبان الحديدية وغيرها. فيما لحقت خسائر بمترو الانفاق وصلت لنحو 190 مليون جنيه فى ذات الفترة. ومن ناحية أخرى، خسرت هيئة النقل العام نحو 125 مليون جنيه خلال عام على خلفية حرق الاتوبيسات وغيرها من العمليات التخريبية.
3. قطاع السياحة:
تأثر قطاع السياحة بشكل كبير من إرهاب الجماعة وقد انعكس ذلك فى تراجع إيراداته خلال الأعوام الثلاثة الأولى من سقوط الإخوان، حيث تكبد القطاع فى تلك الفترة خسائر وصلت لنحو 75 مليار جينة.
4. قطاع النظافة:
استهدف إرهاب الجماعة هذا القطاع، إذ قامت الجماعات المسلحة التابعة لها فى العريش باستهداف مجمع خدمات تابع لشركة النظافة ” كير سيرفيس” فى يناير 2016 مسببًا خسائر بلغت نحو 22 مليون جنيه. فيما تم استهداف مركز شركة النظافة بالعريش فى يناير 2017 مسببًا خسائر وصلت إلى 14 مليون جنيه، ما يعنى أن هذا القطاع فى العريش قد تكبد خسائر تبلغ نحو 36 مليون جنيه خلال عام واحد فقط.
Trending Plus