رحيل الأنبا باخوميوس يفتح فصلا جديدا فى خدمة الكنيسة.. تقسيم إيبارشية البحيرة إلى 3 إيبارشيات لتوسيع نطاق الرعاية.. تجليس الأنبا إيلاريون خلفا لمعلمه..والبابا تواضروس يضع دستورا روحيا من 9 مبادئ للقيادة الرعوية

بعد أكثر من نصف قرن قضاها في الرعاية والتعليم والخدمة، رحل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية ورئيس دير الأنبا مكاريوس السكندري بجبل القلالي، أحد أبرز أعمدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العصر الحديث. ومع رحيله، بدأ فصل جديد في تاريخ الإيبارشية التي حمل همها لسنوات، إذ شهدت الكنيسة القبطية حدثًا رعويًّا وتنظيميًّا كبيرًا بإعادة تقسيم الإيبارشية وتجليس أساقفة جدد على كراسيها.
ثلاث إيبارشيات.. وخدمة تتسع
تمت رسامة وتجليس ثمانية من الآباء الأساقفة الجدد، من بينهم ثلاثة لقيادة إيبارشيات جديدة تم اقتطاعها من الإيبارشية الأم، وهي:
- إيبارشية البحيرة وتوابعها، وتم تجليس نيافة الأنبا إيلاريون، الذي خدم كأسقف عام لسنوات، ليصبح مطرانًا لها.
- إيبارشية مطروح والخمس مدن الغربية، وأسندت إلى نيافة الأنبا كاراس.
- إيبارشية برج العرب والعامرية، وتم تجليس نيافة الأنبا مينا عليها.
- أما دير الأنبا مكاريوس السكندري بجبل القلالي، الذي كان يتبع نيافة الأنبا باخوميوس مباشرة، فقد أُقيم له رئيس وأسقف جديد هو نيافة الأنبا باخوميوس (الراهب القمص غبريال المحرقي قبل رسامته)، ليواصل نهج الأب المؤسس في رعاية الرهبنة والخدمة.
من الأنبا باخوميوس إلى الأنبا إيلاريون.. تجليس خلف يليق بالسلف
في مشهد مؤثر، شهدت الكنيسة تجليس نيافة الأنبا إيلاريون، على كرسي إيبارشية البحيرة وتوابعها. التجليس تم خلال صلوات العشية، وسط حضور مهيب من الآباء الأساقفة والكهنة والشعب، كعلامة محبة وتقدير واستمرار لنهج الخدمة المتزنة التي عُرف بها نيافة الأنبا باخوميوس.
طقس رسامة مهيب ووثيقة عهد
بدأ طقس الرسامة بمرور الرهبان المرشحين وسط الشعب، ليُشاهدهم المصلون ويتعرفوا إليهم، في طقس يحمل أبعادًا رعوية وروحية عميقة. ثم قُرئ التعهد الأسقفي، وأُعلنت الأسماء والصفات الكنسية للأساقفة الجدد، وتُليت البركات، وتسلّم كل أسقف ثوبه الجديد.
ومن بين الأساقفة الجدد الذين تمت سيامتهم أيضًا:
نيافة الأنبا بقطر (إيبارشية ديرمواس ودلجا)
نيافة الأنبا ديسقورس (إيبارشية جنوبي ألمانيا ورئيسًا لدير كريفلباخ)
نيافة الأنبا أولوجيوس (أسقف عام لقطاع كنائس عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون)
نيافة الأنبا أثناسيوس (أسقف عام لقطاع كنائس حدائق القبة والوايلي والعباسية ومنشية الصدر)
نيافة الأنبا إغناطيوس (أسقف عام معاون بإيبارشية قنا)
وصايا البابا.. تسعة مبادئ لقيادة الكنيسة
في كلمة أبوية عميقة، ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني تسعة مبادئ روحية، أوصاها للأساقفة الجدد والمطارنة والخدام، استلهمها من ثمار الروح القدس وتطويبات السيد المسيح. جاءت هذه المبادئ كدستور روحي ورعوي للأساقفة الجدد، تمحورت حول الاتضاع، والطاعة، والرعاية، والنقاوة، والبعد عن الغيبيات، ومحبة الشعب، والابتعاد عن المال، والعلاقة المستمرة مع الله.
اختتم البابا كلمته بالدعوة إلى استمرار التعليم والتدريب، مؤكدًا أهمية زيارة الأساقفة الجدد لإيبارشيات أخرى لاكتساب الخبرة، وطالب الكنيسة كلها بالصلاة من أجلهم، خاصة في زمن صوم الرسل، الذي اعتبره "صوم الخدمة".
هكذا تبدأ صفحة جديدة من العمل الرعوي في إيبارشيات انطلقت من إرث الأنبا باخوميوس، لتكمل الكنيسة خدمتها بروح الوحدة والتنظيم، وتسير على درب من سبقها من الآباء، في زمن تتسع فيه الحاجة إلى رعاة يحملون روح الاتضاع ويقودون بالخدمة لا بالسلطان.
Trending Plus