عقيدة الفيلسوف.. ماذا قال العقاد عن إيمان ابن سينا بالنبوءات؟

العقاد
العقاد
كتب عبد الرحمن حبيب

تحل اليوم ذكرى رحيل ابن سينا وهو واحد من أعظم العلماء والمفكرين في التاريخ الإسلامي وقد ذكره عباس محمود العقاد في كتاب عنه بعنوان أبن سينا وفيه يقول وإذا سئلنا رأينا عن عقيدة "ابن سينا" لم نشك في أنه كان من المؤمنين بالله وبالنبوءات لا مراء.

لأن مذهبه في العالم وموجده لا يشتمل على جانب واحد يناقض العقيدة الدينية في أصولها، بل هو مما يوافق العقيدة الدينية ويدعو إليها، ولا نعلم أن أحدًا قال في ضرورة النبوءات ما قاله ابن سينا حيث جعلها «وظيفة حيوية» في بنية المجتمع الإنساني، وقرر أن الحاجة إلى النبي "أشد من الحاجة إلى إنبات الشعر على الأشفار وعلى الحاجبين وتقعير الأخمص من القدمين وأشياء أخرى من المنافع التي لا ضرورة لها في البقاء، بل أكثر ما فيها أنها تنفع في البقاء. ووجود الإنسان الصالح لأن يسن ويعدل ممكن كما كان سلف منا ذكره. فلا يجوز أن تكون العناية الأولى تقتضي تلك المنافع ولا تقتضي هذه التي هي أسها … فواجب إذن أن يوجد نبي، وواجب أن يكون إنسانًا، وواجب أن تكون له خصوصية ليست لسائر الناس حتى يستشعر الناس فيه أمرًا لا يوجد لهم فيتميز عنهم؛ فتكون له المعجزات التي أخبرنا بها. فهذا الإنسان إذا وجد وجب أن يسن للناس في أمورهم سننًا بأمر الله تعالى وإذنه ووحيه وإنزاله الروح القدس عليه".

ومن واجب النبي في رأي ابن سينا أن يخاطب الناس على قدر عقولهم وألا يشغلهم بما يختلط عليهم «ويجب أن يعرفهم جلالة الله تعالى وعظمته برموز وأمثلة من الأشياء التي هي عندهم عظيمة وجليلة ويلقي إليهم منه هذا القدر، أعني أنه لا نظير له ولا شبه ولا شريك. وكذلك يجب أن يقرر عندهم أمر المعاد على وجه يتصورون كيفيته، وتسكن إليه نفوسهم. ويضرب للسعادة والشقاوة أمثالًا مما يفهمونه ويتصورونه، وأما الحق في ذلك فلا يلوح لهم منه إلا أمرًا مجملًا، وهو أن ذلك شيء لا عين رأته ولا أذن سمعته، وأن هناك من اللذة ما هو ملك عظيم ومن الألم ما هو عذاب مقيم» إلى آخر ما أوجزه في كتاب النجاة، ومنه يتبين أنه لا ينقض النبوءات بما يعتقده عامة الناس، بل يرى ذلك مصلحة للأكثرين منهم وواجبًا على أصحاب النبوءات لإقناعهم وتهذيب طبائعهم. وقد كان ابن سينا يصلي ويدعو الله، ويستلهمه بالصلاة أن يهديه إلى معضلات الفلسفة كلما أشكل عليه أمر مغلق أو قضية مستعصية، فهو لا يقطع الصلة بين الله والإنسان ولا بين النفس والجسد، ولا يمنع تأثير النفس في المادة، فلا يستبعد كما قال في ختام الإشارات «إتيان العارف بما يخرق العادة في الأمور السفلية، وذلك لأن الأجرام السفلية قابلة لهذه الصفات، والنفس الناطقة ليست بجسم ولا حالة في الجسم، فإذا لم يبعد وقوعها بحيث تقدر على التأثير في هذا البدن لا يبعد وقوعها بحيث تقوى على التصرف في مادة هذا العالم العنصري لا سيما على قولنا إن النفوس الناطقة مختلفة بالماهية، فلا يبعد أن تكون الماهية المخصوصة التي لنفسه تقتضي تلك القدرة … وصاحب النفس القوية إن كان خيرًا رشيدًا فهو ذو معجزة من الأنبياء وكرامة من الأولياء، وقد يصير ذلك الذكاء والصفاء سببًا لازدياد تلك القوة حتى يبلغ الأمر الأقصى، وإن كان شريرًا واستعمل تلك القوة في الشر فهو الساحر الخبيث".

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تجديد حبس عاطلين 15 يوما بتهمة سرقة مشغولات ذهبية من شقة فى بولاق

بسبب صراع السودان.. مسؤولة أممية تحذر من اندلاع حرب إقليمية تصفها "بالهائلة"

الصحف العالمية اليوم: التصويت على مشروع قانون ترامب "الكبير والجميل" اليوم رغم معارضة الجمهوريين.. الشيوخ يعرقل قرارا يحد من قدرة ترامب على ضرب إيران مجددا.. والأمير هارى وميجان فى قلب خطط جنازة الملك تشارلز

ميسي وفينيسيوس أبرز المهددين بالغياب عن ربع نهائي مونديال الأندية للإيقاف

سيريس السويدى يترقب الحصول على 10% من إجمالى صفقة بيع وسام أبو علي


المصري يتدرب على فترتين فى المرحلة الأولى من الإعداد

باكستان تعلن مقتل 13 جنديا فى هجوم انتحاري شمال غرب البلاد

سائق السيارة بحادث المنوفية: عجلة القيادة اختلت بيدى ولم أر بعدها إلا الضحايا

آخر موعد لقيد اللاعبين فى القوائم الأولية للأندية استعدادا للموسم الجديد اليوم

أمير كرارة وياسر جلال يقتحمان عالم دراما المنصات للمرة الأولى فى 2025


لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى