فانقلبوا خاسئين صاغرين!

فإنه بعد ما انكشفت حيلهم الخسيسة للدخول إلى أرض الكنانة ليعيثوا فيها فسادا، وينشروا الفوضى تنفيذاً لمخطط شيطانى دبر بليل خارج حدود البلاد وبمشاركة قطيع من الداخل من دعاة الحرية، والحرية بريئة منهم ومن حيلهم الدنيئة، دأبهم وديدنهم الكيد للبلاد وكأن الذى يجرى فى عروقهم مياه وليست دماء، ممن غاظتهم تلك النهضة الشاملة التى تشهدها مصر الآن، وما حققه رئيسها وجنوده من نجاحات خارجية وداخلية.
سول لهم الشيطان وزين لهم سوء عملهم فرأوه حسنا، فراحوا يتآمرون على إثارة الفوضى فى البلاد، فوضعوا أيديهم فى أيدى من هم خارج البلاد الذين يغدقون وينعمون عليهم العطايا، من أجل إحداث المطلوب، ألا وهو تخريب البلاد وإسقاطها بشعبه الواعى الفاهم المقدر لحجم هذه المؤامرة التى يحيكها الشياطين، لا أقول لمصر وحدها بل لكل وطننا العربى والإسلامى.
فالجميع يعلم أن بوابة السقوط ستكون مصر _ لا قدر الله _ فإذا ما انهارت ستكون نهاية كل العرب، فالعدو التاريخى الصهيونى يعلم ذلك جيدا، ومن ثم راح بكل ما أوتى من قوة يعمل جاهدا لزعزعة الاستقرار الداخلى للبلاد وبعدها إذا ما نجح يضرب ضربته الشيطانية، فهذا دأبه وديدنه المكر والخداع.
وإحداث الفرقة والبلبلة ثم يميل ميلته الكبرى وينقض انقضاض الثعالب المكيرة على مقدراتنا.
لكن الشعب فهم اللعبة جيدا، وفهم حجم المؤامرة واصطف خلف قائده، فعندما قال الرئيس لا للتهجير فسيناء خط أحمر، أمن الشعب على ذلك وقام على قلب رجل واحد فى مظاهرات تأيدية دعما وتفويضا لأية قرارات ستتخذها السلطة السياسية.
هذه واحدة .
أما الثانية، فعندما قالها الرئيس نعم لإعمار غزة، قام الشعب بمظاهرات مليونية على معبر رفح المصرية تأييدا لهذه القرارات.
أما الثالثة، فعندما قالت مصر كلمتها فى مؤتمر بغداد الأخير على لسان قائدها "لا سلام فى المنطقة إلا حال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية"، هللت جموع المصريين ترحيبا بهذه القرارات.
أما الرابعة، عندما لوحت أمريكا بوقف المعونات قال الشعب كلمته، لا نبغى معونات من أحد على حساب كرامتنا.
أما الخامسة، عندما حاولت أمريكا فرض إتاوات علينا متمثلة فى مرور سفنهم بالمجان من قناتنا، ماذا قال الشعب، قال كلمته هذه قناتنا حفرها أجدادنا ورووها بدمائهم، وأنتم وسفنكم شأنكم شأن أى دولة فى العالم فعليكم بالالتزام بالرسوم المقررة.
وبعد كل ذلك ما عساهم فاعلين، ضرورة أن نلاقى رد فعل قوى من هؤلاء الكارهين لنا، تمثل رد فعلهم، فتارة يشككون فى وطنية شرفاء الوطن، فيطعنون على قادته محاولين تشويه صورتهم مضللين الرأى العام المحلى أو الإقليمى أو حتى العالمي، وأن مصر لم تساند القضية الفلسطينية، ولم تساعد فى تقديم المساعدات لأهل غزة مسلطين علينا لجانهم وذبابهم الاليكترونى القذر، لكن رهاناتنا على وعى الشعوب وعلى الضمير العالمى الذى يعى جيدا اهمية مصر التى لولاها لأنتهت القضية الفلسطينية إلى الأبد.
ولما لم يجدوا فائدة أرسلوا إلينا وفودهم بحجة السياحة والتنزه فى منتجعات مصر، منتظرين ساعة الصفر لينشروا الفوضى فى البلاد، ليس هذا وحسب بل ويجمعوا جموعهم وقوافلهم ويتجهوا إلى حدودنا لكن هيهات هيهات، فالحدود لها حراس، وليست سداح مداح.
وهناك ضوابط للدخول أعلنتها وزارة خارجيتنا، ليس هذا وحسب بل وأبلغت مصر رسميا قيادة ليبيا أنهم لن يدخلوا وأيدت ليبيا ولم تفتح لهم حدودها، ونصبوا خيامهم طالبين الأهالى فى سرت الليبية أن يدعموهم بالخيام والطعام والدواء لأن فيهم أطفال ونساء ومرضى.
والسؤال، أى حصار سيكسرونه، وأى مساعدات سيقدمونها لأهلنا فى غزة ، هل عن طريق الراقص والزمر والأصوات الحنجورية ستكسرون الحصار، هل بالهتافات ورفع اللافتات ستقدمون المساعدات.
لو كانت أمور السياسة تدار بهذا الشكل لكنا وقفنا ليال وأسابيع نهتف وننشد الأغانى من أجل رفع الحصار عن غزة.
أليس منكم رجل رشيد.. عودوا من حيث أتيتم وابحثوا لكم عن حيلة أخرى لاختراقنا، وقولوا لمن حرضكم وجدنا حائط صد وجدارا صلبا لا يمكن اختراقه، وجدنا رجال مصر الأوفياء الأشداد الرحماء بينهم، الأسود على من يحاول أن يستأسد عليهم.
ارجعوا من حيث أتيتم فلا مرحبا بكم.
ارجعوا خاسئين غير مأسوف عليكم.

Trending Plus