فى ذكرى ميلاد عبد الحليم حافظ.. شعراء غنى لهم العندليب

عندما تبحث في سجل عبد الحليم حافظ الفنّيّ، تجد أنه غنى بلسان جمهوره،إذ غنى بلسان المُحِب لحبيبته، فيُلاطِفها مرة، ويُعاتِبها مرة، ويُصالحها مرة، وغنى بلسان الجندي المصري، الذي يفدي بلاده بحياته، ويُقسِم بأن تبقى شمسها العربية مشرقة، ما دام يحيا على وجه الأرض..
وتجده مرة أخرى يُغنّي بلسان المواطن المصري، الذي يقف خلف حكومته ورئيس بلاده، يؤيده ويدعمه، فتارة يُنادي بكل شجاعة "يا أهلاً بالمعارك"، ليخبر الأعداء أنه لا يهابها، وتارة يتلقى بلاده بالأحضان، فرحًا بالإنجازات المحققة، وتارة يحكي عن معاناة الشعب في الحفاظ على ثرواته وإنقاذ الناس من الفيضانات، واستغلال مياه النيل في توليد الطاقة الكهربائية.
لكن عبد الحليم لم ينجح وحده، فالأغاني التي أحببناها بصوت العندليب الأسمر،كتبها شعراء كبار، كان لهم بصمتهم الشعرية، كما كان لحليم بصمته الغنائية وفي السطور التالية، سنتعرف معًا على أبرز هؤلاء الشعراء.
مرسي جميل عزيز
لمرسي جميل عزيز دور كبير في حياة عبد الحليم حافظ، إذ جمعت بينهما علاقة صداقة قبل شهرة العندليب، فقد روى اللواء مجدي ابن الشاعر مرسي جميل عزيز أن أول لقاء بين والده والعندليب كان في بيت الشاعر في الزقازيق، وقتها قال العندليب للموجي: يا بخت اللي يرضى عنه مرسي جميل عزيز ويدي له أغنية يلحنها أو يغنيها.. فقد كان الشاعر يسبقهما في الشهرة وبعد أن وضع حليم قدمه أخيرًا على طريق النجومية، رشحه مرسي جميل عزيز للتمثيل في فيلم أيامنا الحلوة، وأقنع المخرج حلمي حليم به وبموهبته، كما أقنع العندليب نفسه، بخوض التجربة..
ومن أبرز ما كتب للعندليب:
"الحلو حياتي وروحي، ليه تشغل بالك، هي دي هي، يا قلبي خبي، في يوم في شهر، بتلوموني ليه، بحلم بيك، حبك نار، اسبقني يا قلبي، قولوا له الحقيقة، اليالي، أدهم الشرقاوي، بأمر الحب، بلاش عتاب، بلدي يا بلدي، الحلوة، راح، ضحك ولعب".
صلاح جاهين
كتب الدكتور مدحت العدل في مسلسل "العندليب.. حكاية شعب"،أن عبد الحليم حافظ التقى لأول مرة بصلاح جاهين، بعد أن فجّر الأستاذ إحسان عبد القدوس قضية الأسلحة الفاسدة في مجلة روز اليوسف، إذ حضر العندليب حفل عيد ميلاد دعاه إليها أحد أصدقائه، بعد أن أعرب عن رغبته في التعرف على إحسان عبد القدوس، والتقى بصلاح جاهين، وتوالت لقاءاتهما، حتى جاء عام 1956، وأُعلِن عن استفتاء لتعيين جمال عبد الناصر رئيسًا لمصر، ليكتب جاهين أغنية: "احنا الشعب"، ليُلحِّنها كمال الطويل، ويُغَنّيها العندليب، تلك الأغنية التي يُعبرون من خلالها عن رغبة الشعب المصري في اختيار جمال عبد الناصر رئيسًا لمصر..
ومن أبرز ما كتب صلاح جاهين لعبد الحليم حافظ: "صورة صورة، بالأحضان، المسؤولية، ناصر يا حرية، يا أهلاً بالمعارك، بستان الاشتراكية...".
عبد الرحمن الأبنودي
يحكي الأبنودي في إحدى حواراته التلفزيونية أن عبد الحليم حافظ أرسل له اثنين من حرسه لإحضاره إلى منزله، وكان الأبنودي وقتها يحضر تسجيل أغنية لمحمد رشدي، وحين أتاه الحارسان ظنّ أنهما من رجال الشرطة لكنه صُدِم حين رأى عبد الحليم حافظ أمامه، وكاد يضرب الحارسين، ومن وقتها لم يُغادر منزل العندليب.. ومن أبرز ما كتبه للعندليب:
"أنا كل ما أقول التوبة، ابنك يقول لك يا بطل، عدى النهار، المسيح، إنذار، الهوى هوايا، الفنارة، راية العرب، بركان الغضب، بالدم، اضرب، أحلف بسماها وبترابها، أحضان الحبايب، صباح الخير يا سينا...".
محمد حمزة
جمع العمل بين عبد الحليم حافظ ومحمد حمزة في أغانٍ كثيرة، من بينها: "جانا الهوى، فدائي، سواح، أي دمعة حزن لا، بحلم بيوم، حاول تفتكرني، زي الهوى، عاش اللي قال، موعود، مداح القمر، ماشي الطريق، نبتدي منين الحكاية...".

Trending Plus