مشروبات الطاقة بين الانتشار الواسع والمخاطر الخفية على الشباب.. باحثة: الإفراط فى تناولها يعد خطرا صحيا كبيرا.. وأبرز أضرارها مشاكل فى الكبد والكلى عند الاستهلاك المزمن.. وتنصح بوضع ضرائب خاصة للحد من استهلاكها

شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لمشروبات الطاقة بين الشباب والمراهقين، حتى أصبحت ظاهرة مقلقة فى كثير من المجتمعات، وعلى رأسها المجتمع المصري. هذه المشروبات تُسوَّق على أنها وسيلة سريعة لزيادة النشاط والتركيز وتحسين الأداء البدنى والعقلى، لكنها فى الواقع تخفى خلف مظهرها الجذّاب العديد من الأضرار الصحية والنفسية.
تعريف
مشروبات الطاقة
ومكوناتها
أوضحت الدكتورة عزيزة ثروت الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية أن مشروبات الطاقة هى مشروبات غير كحولية تُستخدم لزيادة النشاط البدنى والذهنى، وتحتوى بشكل رئيسى على الكافيين، السكر، الجلوكورونولاكتون، التورينوجوار اناوتامين وفى بعض الأنواع تُضاف مستخلصات نباتية وبعض الفيتامينات والجنسينج وتصل نسبة الكافيين فى بعضها إلى ثلاثة أضعاف ما تحتويه القهوة.
انتشار مشروبات الطاقة بين الشباب
أشارت إلى أن انتشار هذه المشروبات بين الشباب يرجع إلى عدة عوامل، منها الإعلانات الجذابة، الربط بين تناولها والنجاح الرياضى أو التفوق الذهنى، وسهولة توفرها فى المحلات التجارية. وغالبًا ما يتناولها الشباب قبل الامتحانات أو أثناء ممارسة الرياضة، ظنًا منهم أنها تُحسّن الأداء.
الآثار الضارة لمشروبات الطاقة على الشباب والمراهقين
وأوضحت أنه رغم ما يُروّج عنها، فإن مشروبات الطاقة تُعد خطرًا صحيًا حقيقيًا، خاصة عند الإفراط فى تناولها، ومن أبرز أضرارها زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والقلق والتوتر واضطرابات النوم والاعتماد النفسى والإدمان على الكافيين ومشاكل فى الكبد والكلى عند الاستهلاك المزمن وخطر على مرضى السكرى بسبب ارتفاع نسبة السكر ووتسبب الصداع والأرق تأثيرات سلبية على النمو عند المراهقين.
ضرورة وضع ضوابط لبيعها
وشددت على أنه من الضرورى أن تتدخل الجهات المختصة لوضع ضوابط صارمة لبيع مشروبات الطاقة، مثل منع بيعها لمن هم دون 18 عامًا ومنع بيعها فى المدارس والجامعات وإجبار الشركات على وضع تحذيرات واضحة على العبوة ووضع ضرائب خاصة للحد من استهلاكها وأيضًا لا ينصح بتناول هذه المشروبات للحوامل والأطفال.
دور الإعلام فى انتشارها
أشارت إلى هناك للإعلام دور مزدوج فهو من جهة يساهم فى الترويج الواسع لمشروبات الطاقة من خلال الإعلانات المبهرة ومن جهة أخرى يمكنه أن يلعب دورًا توعويًا كبيرًا من خلال تقديم برامج ومحتويات تشرح الأضرار الصحية.
وأضافت أنه يجب تشجيع أنماط الحياة الصحية، عرض تجارب حقيقية لأشخاص تأثروا سلبًا بتناولها وأماكن الترويج لمشروبات الطاقة وغالبًا ما تُروّج مشروبات الطاقة فى وصالات الألعاب الرياضية ومحطات الوقود والمحال التجارية والجامعات والمدارس من خلال عربات البيع المتنقلة ومنصات التواصل الاجتماعى من خلال المؤثرين.
هل هناك ضرورة لتناولها
فى الواقع، معظم الناس وخاصةً الشباب والمراهقين لا يحتاجون إلى مشروبات الطاقة، بل يمكن أن يحصلوا على النشاط والتركيز من خلال التغذية السليمة والنوم الكافى وممارسة الرياضة.
البدائل الصحية لمشروبات الطاقة
هناك العديد من البدائل الصحية التى يمكن أن تمنح الجسم النشاط والتركيز دون آثار جانبية، منها الماء البارد مع شريحة ليمون العصائر الطبيعية الطازجة مثل الليمون والبرتقال والنعناع والمكسرات لأنها غنية باوميجا 3 والشاى الأخضر أو الأعشاب الطبيعية والتمارين الصباحية والتنفس العميق.
دور الإعلام والبحث العلمى فى إيجاد الحلول
يجب أن يتعاون الإعلام مع مراكز البحث العلمى لتقديم بدائل حقيقية وتسليط الضوء على الأبحاث التى توضح الأضرار الحقيقية وتشجيع الباحثين على تطوير مشروبات طبيعية بديلة وإطلاق حملات إعلامية شاملة لتوعية الأسرة والشباب.
هل الأسواق بحاجة لضوابط؟
نعم فالأسواق اليوم تُعانى من الفوضى فى توزيع وبيع مشروبات الطاقة يجب على الدولة أن تفرض رقابة على الإعلانات الموجهة لصغار السن ويجب أن يجرم بيع المشروبات المنشطة بدون رقابة وتُشجع منتجات بديلة وصحية محليّة الصنع وانتشار مشروبات الطاقة بين الشباب والمراهقين لم يعُد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبح خطرًا يهدد الصحة العامة. من الضرورى أن تتكاتف الجهود بين الأسرة، والمدرسة، والإعلام، والجهات الرقابية للحد من هذا الخطر وتوجيه الشباب نحو بدائل صحية ومستقبل أكثر وعيًا وسلامة.
Trending Plus