هل ترامب بيحضر لضربة مفاجئة لإيران؟.. وقلق إسرائيلى بعد مهلة الأسبوعين

محمد جمال
محمد جمال
محمود رضا الزاملى

قدم تليفزيون اليوم السابع تغطية إخبارية خاصة من إعداد الزميل محمد جمال، تناولت آخر تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن مهلة أسبوعين لإيران للعودة للمفاوضات.

وأثار إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحسم موقفه من مشاركة الولايات المتحدة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران خلال أسبوعين، حالة من الجدل داخل واشنطن وتل أبيب على حد سواء، وسط تساؤلات حول مغزى هذا التأخير في ظل تصاعد وتيرة التصعيد العسكري.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن قرار ترامب بمنح مهلة زمنية قبل اتخاذ موقف نهائي ليس عشوائيًا، بل يُنظر إليه كجزء من استراتيجية تهدف إلى منح فرصة للدبلوماسية، وفي الوقت ذاته تمكين الإدارة الأمريكية من دراسة جميع السيناريوهات العسكرية المحتملة، بما في ذلك ضربات وقائية ضد أهداف نووية إيرانية.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب يسعى خلال هذه الفترة إلى تقييم تأثير الضربات الإسرائيلية المستمرة على إيران، والتي بدأت منذ ستة أيام، على الموقف الإيراني. كما قد يستخدم هذا الوقت في إعداد ضربة نوعية، تشمل على سبيل المثال استهداف منشأة "فوردو" النووية الواقعة تحت جبل، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات لا تملكها سوى الولايات المتحدة.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة تسير بالتوازي مع التحركات السياسية، حيث أُرسلت حاملات طائرات ومعدات متطورة إلى منطقة الخليج، ما يشير إلى استعداد ميداني لأي تطور مفاجئ في الموقف.

من جانبه، اعتبر الأميرال الأمريكي المتقاعد جيمس ستافريدز أن "مهلة الأسبوعين" قد تكون مجرد "خدعة ذكية" لإيهام إيران بوجود مساحة تفاوضية، بينما يتم الإعداد لتدخل عسكري محتمل، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية تندرج ضمن "نهج الخداع" الذي يُستخدم في بعض الحالات الاستراتيجية.

في المقابل، أبدى المسؤولون الإسرائيليون حذرًا في التعليق على إعلان ترامب، رغم رغبتهم الواضحة في دعم أمريكي مباشر للحملة العسكرية. ووفقًا لمصادر مطلعة تحدثت لوسائل إعلام أمريكية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجنب الضغط العلني على ترامب، في ظل إدراكه لحساسية موقف الرئيس الأمريكي تجاه التدخلات العسكرية الخارجية.

وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يعمل منذ سنوات على إعداد خطط عسكرية موجهة نحو منشآت نووية إيرانية، على رأسها منشأتي "نطنز" و"فوردو"، مؤكدين أن الضربة الأخيرة على نطنز تسببت في تدمير واسع لأجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

وأشارت تصريحات لمسؤول دبلوماسي إسرائيلي سابق إلى أن إسرائيل "ستتجه إلى استهداف فوردو على أي حال، لكن وجود الولايات المتحدة في العملية قد يجعل الضربة أكثر دقة وأقل تكلفة إنسانيًا واستراتيجيًا".

وعلى الجانب الآخر، يتواصل الحوار بين واشنطن وطهران عبر قنوات دبلوماسية خلف الكواليس. حيث أجرى المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، محادثات خلال الأيام الماضية مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلا أن مخرجات هذه الاتصالات لا تزال غير واضحة.

وفي تحليل ساخر، تناولت نيويورك تايمز تكرار استخدام الرئيس ترامب لعبارة "أسبوعين" عند الحديث عن مواعيد اتخاذ قرارات كبرى، مشيرة إلى أن هذه المهلة باتت تمثل "وحدة زمنية ذات طابع خاص"، إذ سبق له استخدامها في ملفات متنوعة كالعلاقات مع روسيا، وخطط البنية التحتية، ومواجهة تنظيم داعش.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن "أسبوعين" في قاموس ترامب قد تعني قرارات جادة، أو مجرد تأجيل، وربما لا ينتج عنها شيء على الإطلاق، في وقت لا تزال فيه منطقة الشرق الأوسط تسير على حافة انفجار واسع النطاق.

في وقت تخوض فيه إسرائيل حربًا شرسة ضد قطاع غزة، فتحت جبهة جديدة أكثر تعقيدًا ضد إيران، ما أدى إلى تصاعد كبير في تكلفة العمليات العسكرية، وخلق حالة من الاستنزاف الاقتصادي غير المسبوق، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقديرات الأولية تُظهر أن الصراع مع إيران يكلف إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، وهو ما يمثل عبئًا ماليًا ضخمًا قد يقيّد قدرة تل أبيب على مواصلة القتال لفترة طويلة.

أكبر البنود تكلفة – بحسب الخبراء – هي الصواريخ الاعتراضية التي تستخدمها إسرائيل للتصدي للهجمات الإيرانية. وتُقدر تكلفة هذه الصواريخ اليومية بما يتراوح بين عشرات الملايين إلى 200 مليون دولار، وفقًا لمحللين عسكريين.

إلى جانب الصواريخ، تشمل التكاليف الأخرى تشغيل الطائرات الحربية، خصوصًا طائرات F-35، والتي تصل تكلفة تشغيل الواحدة منها إلى 10 آلاف دولار في الساعة، إضافة إلى الذخائر والقنابل وعمليات التزود بالوقود في الجو.

وقدرت الصحيفة تكلفة إعادة بناء وحدة واحدة فقط من البنية التحتية التي دمرتها الحرب بنحو 400 مليون دولار، مما يسلط الضوء على الأعباء المتزايدة على الاقتصاد الإسرائيلي.

ونقلت الصحيفة عن كارنيت فلوج، محافظة بنك إسرائيل السابقة والزميلة الحالية في معهد إسرائيل للديمقراطية، قولها إن العامل الحاسم في تحديد التكلفة الاقتصادية للحرب هو مدتها، مشيرة إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي يمكنه تحمّل حملة قصيرة، لكن استمرار الحرب لأشهر سيؤدي إلى عواقب اقتصادية خطيرة.

ووفقًا لتقديرات تل أبيب، أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ منذ بدء المواجهات، مما استلزم تشغيل أنظمة دفاع جوي مثل "مقلاع داوود"، الذي تبلغ تكلفة تفعيله حوالي 700 ألف دولار في كل مرة، إذا ما تم استخدام صاروخين اعتراضيين، وهو الحد الأدنى المعتاد.

كما تستخدم إسرائيل أنظمة دفاعية أكثر تطورًا مثل "السهم 2" و"السهم 3"، والتي تصل تكلفة اعتراض الصاروخ الواحد فيها إلى 3 – 4 ملايين دولار.

بدوره، قال تسفي إيكشتاين، رئيس معهد آرون للسياسات الاقتصادية بجامعة رايخمان، إن الحرب مع إيران تُعد أكثر تكلفة من الحروب السابقة سواء في غزة أو ضد حزب الله، مضيفًا أن "الذخائر الدفاعية والهجومية هي السبب الرئيسي في الارتفاع الضخم للتكاليف".

وأشار المعهد إلى أن استمرار الحرب لمدة شهر واحد فقط قد يكلف إسرائيل نحو 12 مليار دولار، وهو رقم يثير القلق في الأوساط السياسية والاقتصادية داخل تل أبيب.

وفي ظل هذه التطورات، كشفت تقارير إعلامية عبرية أن إسرائيل تتكبد حاليًا نحو مليار شيكل يوميًا (ما يعادل أكثر من 286 مليون دولار)، وهو ما دفع وزارة المالية إلى استنفاد كافة الاحتياطيات، والتحرك لإعادة فتح الموازنة.

وقدمت الوزارة طلبًا للجنة المالية في الكنيست لتحويل 3 مليارات شيكل من بند النفقات الدفاعية غير المتوقعة إلى وزارة الدفاع، إلى جانب طلب زيادة إضافية بقيمة 700 مليون شيكل على ميزانية الدفاع، سيتم تمويلها من خلال اقتطاعات من ميزانيات وزارات حكومية أخرى.

وبحسب ما نقلته صحيفة "جلوبز" الإسرائيلية، ستُوزع مساهمة كل وزارة في تغطية هذه الزيادة حسب حصتها في الميزانية العامة، ما قد يؤثر بشكل مباشر على خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية.

ويرى مراقبون أن التكاليف الباهظة للحرب تضع إسرائيل أمام تحدٍ مزدوج: تحقيق أهدافها العسكرية من جهة، والحفاظ على استقرارها الاقتصادي من جهة أخرى، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى قدرتها على مواصلة الحرب المفتوحة مع إيران.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

لأول مرة.. هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا في قفص واحد.. اليوم

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

اليوم.. انتظام أفشة وشريف ومرعى فى تدريبات الأهلى استعدادا لمباراة سيراميكا


كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

محمد صلاح يدعم منتخب مصر قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا 2025 فى المغرب.. فيديو

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا 2025

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق


وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

فيفا يخطر اتحاد الكرة باختيار أمين عمر سفيراً فى معسكر حكام كأس العالم 2026

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

منتخب الهند يتوج ببطولة كأس العالم للفرق المختلطة للاسكواش

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى