آسر أحمد يكتب: هل ينجو أحمد رمزي من فخ الانتقال للشاشة الكبيرة؟

من قبل الشاشات الكبيرة كان هناك ما يسمى بالمسارح المتنقلة، فهي عبارة عن خشبة عريضة يقف عليها فرد أو مجموعة يقومون بتمثيل أحد المشاهد ينقلون من خلالها ثقافات مختلفة، ولها رصيد من الشعبية لا يمكن أن يتخيله أحد بين كل الفئات الطبقية في المجتمع، وسرعان ما تطورت تلك العروض على مدار السنوات والقرون، حتى وصلت إلى صالات السينمات في نهاية القرن التاسع عشر، وأصبح هناك نوع جديد ينافس تلك الفنون.
وسرعان ما انتشرت صالات السينمات في مختلف البلدان وأصبحت منفذا حقيقيا لنقل الفنون، وتطورت حتى يومنا هذا، ولكن مع انتشار السوشيال ميديا خلال العقد الأخير ومنصات الفيديوهات المختلفة ومنها شبكات البث، أصبح هناك منافسون جدد للخشبة العريضة التي نشأت قبل 2500 عام، ولكن كل هؤلاء المنافسين يربطهم شيء واحد وهو الترفيه والتثقيف، ولكن كل تلك المنافذ المختلفة لا يستطع أحد أن يجمع بينهم في الأداء إلا عدد قليل للغاية، وهؤلاء هم الموهوبون فقط الذين، إذا قدموا سينما أو مسرح أو حتى عروض ارتجالية نجحوا فيها.
لعل كل ما سبق هو معلوم للجميع، ولكن هناك شيء يتجاهلونه ويغضون النظر عنه، وهو تطور الفنان أو الممثل أو الموهوب، وضرورة التأكد من الخطوات التي تسبق نجاحاتهم، فلا يمكن الجزم أن ممثل المسرح سيكون بنفس أداء ممثل السينما والعكس، وهناك بعض الممثلين لا يستطيعون تكوين علاقة اجتماعية صحية وهم أشهر من جسدوها أمام الكاميرات، فكل ممثل غير الآخر حتى وإن بكوا أو رقصوا أو نفذوا ما يطلب منهم وفقًا للكتابة.
أسرد كل ما سبق بعد أن شاهدت فيديو الممثل الشاب الكوميدي أحمد رمزي، الذي أتابعه منذ سنوات طويلة، وهو الفيديو الذي جذب عددا كبيرًا جدًا من المشاهدات، كونه يعتمد من خلاله على مشاركة بعض النجوم مثل هشام ماجد وويجز وأحمد الفيشاوي والفنانة جيهان الشماشرجي، والمنتج جمال العدل، واستغلال بساطته في التمثيل وذكاء الكتابة والإفيهات المتداولة.
فيديو أحمد رمزي، هو نجاح كبير جدًا له ويضيف لموهبته الكثير والكثير، حيث هو الممثل والمؤلف والكوميديان في كل فيديوهاته، وحقيقةً.. رمزي الذي كانت تكلفة بعض فيديوهاته 13 جنيهًا وأخرى 50 جنيهًا، نجح في خلق حالة خاصة يتميز بها وسط الكثير من منافسيه، وأصبحت فيديوهاته تحمل ماركة خاصة به فقط وحالة متفردة له فقط.
وبعد النجاح الضخم الذي حققه الموهوب أحمد رمزي خلال الأيام الماضية بالتحديد، بالتأكيد ستتزايد العروض التمثيلية وأدوار البطولة المطلقة لنقله إلى الشاشة الكبيرة مع الكثير من المغريات، ولكن نظرة إلى الماضي والحاضر وما يدور حولك في تلك المنطقة الخطرة وهي منطقة "النجاح" وهي أن الشاشة الكبيرة ليست ترقية وأن ما تبرع فيه وتؤديه بكل حب وذكاء من الممكن أن يصبح منطقتك الخاصة وليس بالضرورة المشاركة في عمل سينمائي كترقية لنجاحك الحالي الذي تميزت به، فعليك بالتأني قبل الانتقال لخطوتك المقبلة، وليس الممثل كالفنان كالموهوب وإن جمعهما الأداء، وليس بالضرورة أن من يؤدي على الخشبة العريضة يستطيع أن يؤديه في مكان آخر، فهل ينجو الموهوب أحمد رمزي من فخ الانتقال للشاشة الكبيرة؟
Trending Plus