الموقف الأوروبى في ميزان التصعيد الإسرائيلى الإيراني

التساؤل الأبرز، هل ستتدخل الولايات المتحدة الحرب مع إسرائيل بشكل مباشر.. أم لا؟ لهذا الكل ينتظر موقف الرئيس ترمب، فى ظل مواصلة التصعيد بين الجانبين، خاصة أن كل المؤشرات تؤكد أن إسرائيل لا تتمكن مفردها من إنهاء الحرب، لكن الوضع - في اعتقادى - بات مختلفا خاصة أنه إسرائيل اختارات طريق اللاعودة، ودائما ما تنجح في وضع استراتيجية للدخول، لكن لا تمتلك استراتيجية محددة للخروج، فضلا عن إيران ولأول مرة تدخل مواجهة مباشرة مع تل أبيب وليس بالوكالة كما كان يحدث من قبل مع أذرعها وخاصة حزب الله وإسرائيل.
وما أود الإشارة إليه، هو الموقف الأوروبى من هذا التضعيد - الذى يجب أن نضعه عين الاعتبار - لأن ترامب يريد دعما دوليا وأوروبيا حال توجيه ضربة مباشرة لإيران أو إسقاط النظام الإيراني، لذا، نقول إن الموقف الأوروبي لاسيما البريطاني والألماني قد يأتي لاسترضاء ترامب، والانضمام إليه في دعم إسرائيل ضد دولة لها تاريخ من العداء مع الغرب، ولديها علاقة وثيقة بروسيا الي حد تقديم الدعم لها في حربها مع أوكرانيا، وهو ما يعززه اجتماع وزراء خارجية ما يعرف إعلامياً بمجموعة e3 التي تضم القوي الأوروبية الثلاثة الكبار (بريطانيا - فرنسا - ألمانيا) مع وزير الخارجية الإيراني بجنيف لبحث سبل التهدئة وإيجاد مخرج سياسي للازمة والذى خرج دون نتائج.
لذلك، فإن الاحتمال المرجح لدينا حتى الآن اتباع استراتيجية "الخداع" من قبل ترامب، وانضمام الأوروبيين لهذه الاستراتيجية، لحين التهيئة الدولية، وكذلك لإعادة التموضع العسكري والتحقق من الجاهزية على كل المستويات، وخاصة أن الجانب الأمريكي لايزال متمسكاً بمعادلات صفرية تعيق جهود كل مسارات التهدئة، وإسرائيل لا زالت تتمعن في الغطرسة وغير مستعدة لأي مساعي حقيقية لوقف القتال، كما هو الحال في غزة، وأوربا تغرق في مسار التبعية للولايات المتحدة وتريد الاستفادة من هذا التصعيد سواء للاسترضاء أو استجابة للضغوط أو الأهم أنها تريد ان يكون لها دورا في المخطط الجديد بالشرق الأوسط والذى يصمم عليه ترامب ومعه نتنياهو..
Trending Plus