ما هو العصر الأوليجوسينى.. وكيف تفاعلت الأرض مع انخفاض درجة الحرارة؟

تميّزت بداية العصر الأوليجوسيني بانخفاض مفاجئ في درجة حرارة الأرض حيث انجرفت القارة القطبية الجنوبية إلى موقعها الحالي عند القطب الجنوبي، وبدأ غطاء جليدي دائم بالتشكل وأصبحت السهول المفتوحة والصحاري أكثر شيوعًا، وبدأت المراعي بالاتساع.
أما عن المقياس الزمنى لهذا العصر فهو فترة جيولوجية من المقياس الزمني الجيولوجي تمتد من 33.9 إلى 23.04 مليون سنة مضت، لمدة 10.86 مليون سنة تقريبا وكما هو الحال مع الفترات الجيولوجية القديمة الأخرى، فإن طبقات الصخور التي تُعرّف العصر تم تحديدها جيدًا، لكن التواريخ الدقيقة لبداية ونهاية العصر غير مؤكدة إلى حد ما.
يُعتبر العصر الأوليجوسيني فترة انتقالية مهمة، إذ يُمثل حلقة وصل بين عالم الإيوسيني الاستوائي القديم والنظم البيئية الحديثة في الميوسيني. وشملت التغيرات الرئيسية خلال الأوليجوسيني توسعًا عالميًا في الأراضي العُشبيّة، وتراجعًا للغابات الاستوائية عريضة الأوراق إلى الحزام الاستوائي.
تتميز بداية العصر الأوليجوسيني بحدث انقراض بارز يُسمى "الانقلاب الكبير" (Grande Coupure)، حيث شهد استبدال الحيوانات الأوروبية بالحيوانات الآسيوية، باستثناء فصائل القوارض والجرابيات المستوطنة. على النقيض من ذلك، فإن الفاصل الأوليجوسيني-الميوسيني لا يُحدد بحدث عالمي يمكن التعرف عليه بسهولة، بل عند الحدود الإقليمية بين أواخر الأوليجوسيني الأكثر دفئًا والميوسيني الأكثر برودة.
خلال العصر الأوليجوسيني، استمرت القارات بالانجراف نحو مواقعها الحالية. وأصبحت القارة القطبية الجنوبية أكثر عزلة مع نشوء قنوات محيطية عميقة بينها وبين أستراليا وأمريكا الجنوبية. كانت أستراليا تنجرف ببطء شديد عن غرب القارة القطبية الجنوبية منذ العصر الجوراسي، لكن التوقيت الدقيق لنشوء القنوات المحيطية بين القارتين لا يزال غير مؤكد. ومع ذلك، تشير إحدى التقديرات إلى أن قناة عميقة كانت قد تشكلت بين القارتين بحلول نهاية الأوليجوسيني المبكر.
Trending Plus