ما هى خيارات إيران بعد ضرب أمريكا للحلم النووى؟.. الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.. وإغلاق مضيق هرمز والرد المباشر على الولايات المتحدة الأمريكية.. وصواريخ "خيبرشكن" الباليستية موجهة ضد إسرائيل

بعد أن دخلت الولايات المتحدة الأمريكية، في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، وأعلنت قصف منشآت نووية تابعة للجمهورية الإسلامية، تتحدث وسائل إعلام في طهران عن تعدد خيارات طهران في الرد على واشنطن وتل أبيب بشكل مباشر.

وفجر الأحد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن بلاده نفذت هجوما "ناجحا للغاية" على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكدا أن "الآن هو وقت السلام"، في حين قال مصدر إيراني كبير لوكالة رويترز إنه تمّ نقل معظم اليورانيوم العالي التخصيب بفوردو إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأمريكي.

وقد وافق البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز، مطالبا أعلى هيئة أمنية في البلاد باتخاذ القرار النهائي بشأن هذا الإجراء، ويأتي هذا على خلفية قصف الولايات المتحدة الأمريكية منشآت نووية في إيران أهمها فوردو وأصفهان ونظنز.

وأعلنت سارا فلاحي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، عن عقد جلسة طارئة للجنة بحضور الجهات المختصة، وذلك في أعقاب العدوان الذي شنّته أمريكا على الأراضي الإيرانية.

وفي تصريح صحفي أشارت فلاحي إلى أنّ "هذا الاعتداء يشكّل تجاوزاً واضحاً من قبل النظام الأمريكي، مؤكدة أن "اللجنة ستبحث خلال الجلسة سبل الرد المتبادل للجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا العمل العدائي، كما سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن طبيعة هذا الرد".

وأضافت فلاحي أن الخيارات المطروحة ليست مقتصرة على الرد المباشر فحسب، بل تشمل ردوداً متعددة ومكمّلة، مشيرة إلى أن إيران ستنظر أيضاً في إمكانية الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، بالإضافة إلى احتمال إغلاق مضيق هرمز، وهي خطوات تحمل رسائل واضحة للطرف المعتدي."

ويعتبر المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران هو الهيئة الأقدم لصياغة السياسة الخارجية والأمنية، ويشمل أعضاؤه رئيس مجلس الشورى، ورئيس السلطة القضائية، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وقادة الحرس الثوري، ووزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والاستخبارات.

في السياق ذاته قالت وكالة فارس عن مصادر، إن "إيران تعتزم تنفيذ عمليات مفاجئة ضد إسرائيل مع استمرار مراقبة القواعد الأمريكية بالمنطقة".

وأضافت المصادر أن "تركيز إيران الرئيسي ينصب على القضاء على الكيان الصهيوني باعتباره القاعدة الأصلية لأمريكا، مضيفة:" استراتيجية إيران أن تدخل أمريكا يجب ألا يعرقل تنفيذ خططها ضد الكيان الصهيوني".

على الجانب الآخر، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، دان كين، إن الولايات المتحدة استخدمت عدة أساليب خداع مع إيران في أثناء التحرك لضرب المنشآت النووية.

وأضاف كين، خلال مؤتمر صحفي، أن "التقييمات الأولية تشير إلى أن المواقع النووية الإيرانية الثلاثة تعرضت لأضرار بالغة ودمار شديد"، لافتاً إلى أن "أكثر من 125 طائرة عسكرية أميركية شاركت في المهمة".

وذكر أن "واشنطن ليس لديها علم حالياً بأي نيران أطلقتها طهران على المقاتلات الحربية خلال اتجاهها إلى المجال الجوي الإيراني"، مؤكداً أن "القوات لا تزال في حالة تأهب قصوى".

وأوضح كين، أن العملية ضد إيران أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل" وتابع: "نفذنا أكبر ضربة عملياتية بطائرة B-2 في تاريخ الولايات المتحدة".

وعن الرد على الاحتلال الإسرائيلي، أعلن الحرس الثوري الإيراني، بدأ الموجة العشرون من عملية "الوعد الصادق 3" بإطلاق 40 صاروخاً من نوعي الوقود الصلب والسائل على أهداف إسرائيلية.

في هذه العملية، ولأول مرة، تم استخدام صاروخ "خيبرشكن" البالستي متعدد الرؤوس من الجيل الثالث لصواريخ القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، وذلك باستخدام تكتيكات جديدة ومباغتة من أجل تحقيق إصابة أدقّ، وأشدّ تدميراً، وأكثر تأثيراً.

وقد استهدفت هذه الموجة، بصواريخ موجهة ذات قدرة على المناورة في مرحلة الهبوط، وتوجيه حتى لحظة الاصطدام، ورؤوس حربية شديدة الانفجار ومدمّرة من أنواع مختلفة، كلاً من مطار بن غوريون، ومركز الأبحاث البيولوجية للكيان، ومراكز القيادة والسيطرة البديلة.