تمثال "فينوس" عمره 6000 عام يروي قصة الخصوبة والطقوس فى بولندا

أعلن فريق من علماء الآثار البولنديين عن تأكيدهم أن تمثالًا صغيرًا من الحجر الجيري، تم العثور عليه بالصدفة في منطقة كولوبرزيغ الساحلية شمال البلاد، يعود إلى ما قبل 6000 عام،ما يجعله من أقدم الرموز النيوزوليتية المكتشفة حتى الآن في هذه المنطقة، وفقًا لتقرير في صحيفة The Art Newspaper .

التمثال، الذي يُعرف الآن باسم "فينوس كولوبرزيغ"، اكتشفه مزارع أثناء حرث أرضه قرب نهر بارسنتا عام 2022، قبل أن يتم تسليمه إلى السلطات الثقافية المختصة، وخلال تحقيقات دامت أكثر من عامين، شارك فيها خبراء من مؤسسة ريليكتا ومجموعة بارسنتا ومتحف الأسلحة البولندي، تم تحليل القطعة بدقة وتأكيد أصالتها.

يبلغ طول التمثال 12 سنتيمترًا، ويجسد هيئة أنثوية ، بينما تخلو ملامحه من التفاصيل الوجهية، مما يعزز النظرية القائلة بأنه رمز جماعي للخصوبة، وليس تصويرًا فرديًا لامرأة معينة، وقد صُنع من حجر جيري بيج اللون يحتوي على بقايا أصداف بحرية، ويتميز بظهره المسطح، ما قد يشير إلى استخدامه في طقوس دينية أو تثبيته على جدار مقدس.

قال ألكسندر أوستاش، مدير متحف الأسلحة في كولوبرزيغ: "هذا الاكتشاف يعيد رسم الحدود الزمنية والجغرافية للرموز الأنثوية في أوروبا ما قبل التاريخ، فنحن أمام تمثال من النوع الذي كان يُعتقد سابقًا أنه محصور في مناطق جبال الألب والكاربات، لكنه يظهر الآن في شمال بولندا".

ويُقارن تمثال "فينوس كولوبرزيغ" بقطع شهيرة مثل "فينوس فيليندورف" (30,000 سنة) و"فينوس هول فِلس" (40,000 سنة)، رغم أنه أحدث منها زمنيًا، لكنه يتميز بأهميته الجغرافية كمؤشر على انتشار المعتقدات الرمزية المرتبطة بالخصوبة خارج النطاق المعروف سابقًا.

ومن المقرر أن يُعرض التمثال ضمن قسم جديد بمتحف الأسلحة البولندي مخصص لعصور ما قبل التاريخ، مما يمنح الزوّار فرصة نادرة للتأمل في جذور الرموز البشرية الأولى التي سبقت الكتابة والتاريخ.