ما القيمة الصافية لثروة الإسكندر الأكبر وفقًا لمعايير اليوم؟

في سن الثلاثين، لم يكن الإسكندر الأكبر مجرد فاتح عسكري فذ، بل كان أيضًا أحد أغنى الرجال على وجه الأرض، إن لم يكن أغناهم في عصره، فمع سقوط الإمبراطورية الفارسية، ورث الإسكندر كنوزها المتراكمة لقرون، ما يجعل ثروته بحسب التقديرات الحديثة قابلة للمقارنة بثروات أباطرة التكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين، وفقا لما نشره موقع صحيفة " greekreporter".
كانت الإمبراطورية الفارسية منجمًا حيًا للثروات، تجمعت عبر شبكة معقدة من التجارة، والضرائب، والجزية من أراضٍ مترامية من آسيا الوسطى حتى البحر الأبيض المتوسط. وعندما دخل الإسكندر مدنًا مثل سوسة وبرسيبوليس، لم يضع يده فقط على الأراضي، بل أيضًا على الخزائن المليئة بالذهب والفضة.
تقدّر الغنائم التي حصل عليها من شوشان وحدها بما يعادل 178 مليار دولار بسعر الذهب اليوم، وهو رقم يضعه في مصافّ شخصيات مثل جيف بيزوس أو إيلون ماسك، أما فضة برسيبوليس فقدّرت بأكثر من 4.6 مليار دولار، وهي ثروة توازي رؤوس أموال كاملة لمؤسسات عالمية.
بحسب المؤرخ فيكتور ديفيس هانسون، فإن الإسكندر لم يُكدّس ثرواته فحسب، بل أعاد توزيعها، تمامًا كما يفعل المستثمرون الكبار اليوم الذين يضخّون أموالهم في مشاريع ناشئة، فغنائمه دفعت أجور الجنود، وأسّست مدنًا جديدة، وشجعت حركة التجارة من الهند إلى البحر المتوسط، ما أحدث نوعًا من "التحفيز الاقتصادي" الضخم للعالم القديم.
تمامًا كما وصل بيزوس إلى المليارات من بوابة التجارة الإلكترونية، استخدم الإسكندر سيفه لاستثمار طريق الحرير وأسواق بلاد فارس. كلاهما أعاد تعريف الثروة في زمانه، وإن كانت أدواتهما مختلفة جذريًا.
في عصرٍ تقاس فيه القوة بالبيانات وسرعة الإنترنت، تُذكّرنا قصة الإسكندر بأن الثروة، قديمًا أو حديثًا، كانت دائمًا وسيلة لتوسيع النفوذ ورسم ملامح العالم، وبينما يُشكل بيزوس وزوكربيرغ وجه القوة الحديثة، فإن الإسكندر الأكبر يظل رمزًا خالدًا لثروةٍ بُنِيَت بالسيف، وأعادت تشكيل الجغرافيا السياسية والاقتصادية لأربعة قرون تالية.
Trending Plus