ماذا يعنى غلق "فك الأسد" وقطع شريان النفط؟.. خبراء خليجيون لـ"اليوم السابع": إغلاق "هرمز" كارثة لأسواق الطاقة ترفع سعر برميل النفط لـ100 دولار.. تنفيذ إيران تهديدها أمر مستبعد.. وأمريكا تلجأ إلى الصين لمنع غلقه

ـ 22 مليون برميل من النفط تمر يوميا عبر هذا المضيق.. وحوالي 70% من النفط المتجة إلى آسيا.. البدائل مؤقتة ولن تفلح
ـ خبير نفطى: "هرمز" هو "شريان النفط" العالمى ولا أحد يملك قرار غلقه
ـ حال إقدام طهران على الإغلاق سوف تتدخل القوة البحرية المشتركة المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة
ـ الإغلاق يمثل ضربة كبرى لآسيا.. صندوق النقد يحذر من مخاطر اقتصادية أوسع
ـ الصين من أكثر الدول المتضررة فى حال أُغلق المضيق.. بكين وطهران ترتبطان باتفاقية نفطية ضخمة بقيمة تتراوح بين 400 و800 مليار دولار
ـ "جولدمان ساكس" يحذر من اضطرابات إمدادات الطاقة العالمية وارتفاعات حادة في أسعار النفط والغاز
تطال تداعيات الصراع العسكرى المتصاعد بين إيران وإسرائيل المنطقة بل والعالم أيضاً؛ ومع ارتفاع وتيرة التصعيد عاد مضيق هرمز إلى واجهة الأحداث؛ حيث هددت إيران بغلق المضيق الذى يطلق عليه "فك الأسد".
ولم يحسم بعد قرار إغلاق المضيق؛ لكن البرلمان الإيرانى قد وافق أمس الأحد على إغلاق المضيق، كما أن النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري قال لنادي الصحفيين الشباب إن إغلاق المضيق مطروح "وسيتخذ القرار إذا اقتضى الأمر"؛ بينما ذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية، أن قرار إغلاق مضيق هرمز مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران.
لكن الإجراء الذى تلوح به طهران من شأنه أن ينذر بتداعيات خطيرة على أمن الطاقة العالمي، مما دفع أسواق الشحن والتأمين وشركات الطاقة العالمية لإصدار تحذيرات من العواقب الوخيمة التى تترتب على الإغلاق
ومن جانبها لجأ وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى مطالبة الصين بالتدخل لمنع إيران من تنفيذ تهديدها؛ حيث إن الصين واحدة من أهم مستوردى النفط الإيراني، وتحافظ على علاقات ودية مع طهران.
يعزز من تلك المخاوف تحذيرات بنك "جولدمان ساكس" الأمريكى، أحد أكبر البنوك الاستثمارية فى العالم، حيث حذر أيضا من انعكاسات التوترات الجيوسياسية فى الشرق الأوسط على أسواق الطاقة، خاصة في ظل التهديد بإغلاق مضيق هرمز، ما قد يؤدى إلى اضطرابات كبيرة فى إمدادات الطاقة العالمية، ويتسبب في ارتفاعات حادة في أسعار النفط والغاز الطبيعى، قد تصل إلى 110 دولارات للبرميل، إذا ما تم خفض تدفق النفط عبر المضيق إلى النصف لمدة شهر واحد، مع استمرار التراجع بنسبة 10% في الإمدادات خلال الأشهر الـ11 التالية.
وفى السياق نفسه، أطلقت المديرة العامة لصندوق النقد الدولى كريستالينا جورجيفا، تحذيرات مماثلة بشأن تداعيات التصعيد الإيرانى الإسرائيلى، وما قد قد يؤدي إليه من تراجع آفاق النمو في الاقتصادات الكبرى، وربما يدفع باتجاه خفض جديد في التوقعات الخاصة بالنمو العالمي؛ كما حذر الصندوق من امتداد تداعيات الضربات الأمريكية الأخيرة على إيران إلى ما هو أبعد من قطاع الطاقة، مشيرة إلى تصاعد حالة عدم اليقين العالمية وانعكاساتها السلبية المحتملة على النمو الاقتصادى؛ مشيرة إلى ارتفاع أسعار الطاقة حيث قفزت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 5.7% في بداية التعاملات الآسيوية لتسجل 81.40 دولار للبرميل، قبل أن تتراجع لاحقًا، كأثر فورى ومباشر للضربات التى شنتها أمريكا على منشآت إيران النفطية فجر الأحد.
وسبق أن أطلقت إيران تهديدات مباشرة بغلق مضيق "هرمز" الحيوي أمام حركة الملاحة؛ ردا على ما أسمته ضغوط غربية، وهو ما أعلنه أيضاً عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، أن بلاده تدرس بجدية خيار إغلاق المضيق الإستراتيجي.
إن إطباق "فك الأسد" أو غلق "هرمز" سيكون له تداعيات خطيرة على القطاع الاقتصادى، حال تنفيذ القرار، فهو أحد أهم الممرات الحيوية في منظومة الطاقة العالمية، كما أنه المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر، ويصنف وفق القانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، ما يمنح كل السفن الحق والحرية في العبور عبره، ويعرفه خبراء الطاقة وشركات الملاحة بأنه "العنق الرئيس للعالم" و"نقطة الاختناق" التي تأتي في مقدمة 8 نقاط رئيسية في العالم.
وبالرغم من التهديدات الإيرانية ، إلا أن الخبراء والمراقبين الإقليميين والدوليين يستبعدون إمكانية تنفيذها.
كارثة "نفطية"
خبير نفطى
يمثل إغلاق المضيق ـ حال تنفيذ إيران تهديداتها ـ كارثة نفطية عالمية، إضافة إلى كونه يمثل عقبة كبرى أمام حركة التجارة.
هذا ما أوضحه الدكتور كامل الحرمى، خبير النفط وشئون الطاقة بالكويت لـ"اليوم السابع"، مشيرًا إلى أن من 20–25% من النفط العالمي يمر عبر هذا المضيق، بمعدل 22 مليون برميل من النفط تقريباً تمر يوميًا عبر مياه المضيق، إضافة إلى نسبة تتراوح بين 20–30% من تجارة الغاز الطبيعي وحوالي 70% من النفط المتجة إلى آسيا.
وحجم الأضرار يتوقف أيضا على مدة الإغلاق ، فتتزايد المخاطر مع طول المدة.
وبالنسبة للبدائل، أكد الحرمى أنه لا يوجد بديل عن مضيق هرمز ، فلا يمكن تمرير سوى سوى 3 ملايين برميل عن طريق تركيا.
وسيظل من الضروري القيام بالرحلات عبر مضيق هرمز نفسه، والذي يبلغ عرضه 21 ميلا في أضيق نقطة له.
واستبعد الحرمى إمكانية تنفيذ إيران لتهديداتها، موضحا أن مضيق هرمز بمثابة "شريان النفط" العالمى، ولا أحد يملك قرار غلقه وإذا حدث ذلك فسوف تتدخل القوة البحرية المشتركة المتعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة لفتح المضيق؛ فهناك أسطول بحرى أمريكى مرابض فى المياه الإقليمية، يتمركز في البحرين ونطاق نشاطه يمتد من البحر الأحمر إلى الخليج العربي، مرورا بالمحيط الهندي وبحر العرب.
يتفق المحلل العُمانى عوض باقوير الرئيس السابق لجمعية الصحفيين العمانيين، مع استبعاد إقدام إيران على تنفيذ تهديداتها، موضحاً أن هناك تبعات اقتصادية وتجارية كبيرة إذا تم إغلاق المضيق؛ حيث إنه الممر البحري الرئيسى للطاقة .
محلل عماني
وأضاف باقوير لـ"اليوم السابع" أن هناك تنسيقاً بين سلطنة عمان وإيران ولعل الوضع في باب المندب وخليج عدن يختلف حيث يسيطر الحوثيون في اليمن علي هذا الشريان البحري وقد حدثت مواجهات عسكرية بين بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية وتعرضت السفن الأمريكية لهجمات وإسقاط عدد من الطائرات، ومن هنا فإن إمكانية إغلاق ممر باب المندب في البحر الأحمر واردة، وعلي ضوء ذلك فإن تصاعد المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران مستبعدة، وسوف تركز إيران علي مهاجمة الكيان الإسرائيلي وهناك أصوات في طهران تنادى بشن هجوم على مفاعل ديمونة النووى، وهذا تصعيد كبير والتحول لحرب استنزاف لا يمكن أن يتحملها الكيان الصهيوني لا عسكريا او اقتصاديا.
أدهم القحطاني
وبالنسبة للضربات الأمريكية على منشآت إيران النووية ، فقد أكد باقوير أنها خطوة متهورة تهدد السلام والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كما أن ضرب المفاعلات النووية فى إيران قد يدفعها للانسحاب من معاهدة الانتشار النووى، وهذا ما لوحت به طهران فى أعقاب تلك الضربات.
ومن جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل الكويتى داهم القحطانى، لـ"اليوم السابع"، أن غلق المضيق كارثة حقيقية ومرعبة؛ حيث سؤدى إلى شلل حركة تصدير النفط وهذا يعني أزمة طاقة عالمية كبرى، كما سيُدخل دول الخليج العربي والعراق في أزمة حقيقية تتعلق بالغذاء والمواد الأولوية للمصانع ومنها محطات توليد المياه والطاقة.
وأضاف أن إغلاقه سيضر أيضا بالطرف الإيراني فسلاسل التوريد الإيرانية تعتمد على العبور في هذا المضيق، لهذا فإن قرار الغلق مستبعد حاليا، مشيرا إلى أنه في أحلك فترات الحرب العراقية الإيرانية وهي حرب شاركت في بعض معاركها الولايات الأمريكية لم يتم غلق المضيق، كما أن إغلاق المضيق لا يتم من خلال قصف منشآت الطاقة الإيرانية في منطقة بندر عباس أو المرافئ المجاورة، بل عبر إغراق سفينة ضخمة في الممر، خاصةً أن عرض المضيق لا يتجاوز 50 كيلومتراً في أضيق نقاطه.
وتعتمد دول الخليج على هذا الممر بشكل شبه كامل، فالسعودية تصدر 88% من نفطها عبر المضيق، والعراق 98%، والإمارات 99%، فيما تعتمد إيران والكويت وقطر كلياً عليه لتصدير نفطها. فهذا الذهب الأسود الذي يخرج من دول الخليج العربية يذهب 80 %منه للدول الأسيوية كالصين والهند وكوريا واليابان، فيما يتم نقل الباقي إلى دول أوروبية وإلى أميركا الشمالية.
ويعبر المضيق أيضاً كل إنتاج قطر تقريباً من الغاز الطبيعي المسال، وقطر أكبر مصدر له في العالم، لذا فإن إغلاق هذا المضيق قد يؤدى إلى انهيار اقتصادي عالمي مع ارتفاع غير مسبوق لأسعار النفط والغاز وسيدفع ثمنها مواطنون ودول بمن فيهم من لا علاقة لهم مباشرة بالنزاع.
ضربة لآسيا
تُعد دول آسيا، وفى مقدمتها اليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند، الأكثر تضرراً فى حال غلق المضيق؛ حيث تمثل هذه الدول أسواقاً استهلاكية أساسية للنفط والغاز من منطقة الخليج، وتستورد مجتمعة حوالي 80% من النفط و70% من الغاز عبر المضيق.
سيؤدى إغلاق المضيق إلى تأثر الصناعة الشرق آسيوية ( صينية – يابانية- كورية) لاعتمادها شبه الكلي على النفط الايراني والخليجي.
وسيطال التأثير المباشر الاقتصادات الآسيوية، خصوصاً الصين، التي ترتبط باتفاقية نفطية ضخمة مع إيران بقيمة تتراوح بين 400 و800 مليار دولار خلال عامين، أي نحو 45 مليار دولار سنوياً من الواردات النفطية ناهيك عن تراجع الانتاج الصناعي المباشر وخسارة السوق الخليجي والإيراني على حد سواء.
مخاطر فى محيط"هرمز"
على الصعيد الموازى، هناك توترات كبيرة فى محيط المضيق، ففى وقت سابق استهدفت الهجمات الإسرائيلية على إيران منشآت للطاقة الإيرانية قرب الخليج العربي للمرة الأولى، مما رفع سقف المخاوف فى مياه المضيق.
وتمثل أجواء التوتر بسبب الدائر بالقرب من المضيق ، تحديًا كبيرًا أمام السفن العابرة منه حيث تسعى السفن المتجهة إلى المضيق لتقليل المخاطر إلى أدنى حد ممكن وتبحر بالقرب من سواحل عُمان في معظم الرحلة.
وعلى الصعيد نفسه، ارتفعت وتيرة التشويش الإلكتروني على أنظمة الملاحة للسفن التجارية في الأيام القليلة الماضية في أنحاء مضيق هرمز والخليج، مما زاد من المخاطر التي يتعرض لها البحارة الذين ينقلون شحنات النفط.
أمام كل هذه المخاطر ، نصحت الوكالات البحرية السفن التجارية المبحرة بالقرب من سلطنة عمان بالابتعاد عن المياه الإيرانية في أثناء اتجاهها إلى مضيق هرمز، وذلك مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران.
امريكا
ضرب امريكا لايران
ترامب
فوردو
امريكا ضربت ايران
اخر اخبار ايران واسرائيل
هل امريكا ضربت ايران
اخبار اليوم
اخر اخبار حرب ايران واسرائيل
اخر اخبار ايران
اخبار الحرب بين ايران واسرائيل
ايران واسرائيل اليوم
اخبار ايران
ايران الان
اخبار ايران واسرائيل
ايران
منشأة فوردو النووية
آخر أخبار إيران اليوم عاجل
إيران الآن مباشر
أخبار
عاجل
Trump
اسراءيل وايران
news
USA
Iran
iran news
Trending Plus