منتدى الناتو لصناعة الدفاع ينطلق غدا بالتزامن مع قمة الحلف فى لاهاى

ينطلق غدا الثلاثاء، منتدى الناتو لصناعة الدفاع (NSDIF) فى مدينة لاهاى الهولندية، وذلك على هامش قمة حلف شمال الأطلسى لعام 2025.
ويعقد المنتدى كمناسبة رسمية موازية للقمة بمبادرة من وزارة الدفاع الهولندية وبالتعاون مع حلف الناتو ووزارة الخارجية الهولندية واتحاد الصناعة وأصحاب الاعمال الهولندي .
ويهدف منتدى صناعة الدفاع إلى توحيد الجهود السياسية والصناعية لتوسيع قدرات الصناعة الدفاعية بشكل غير مسبوق لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
ويشارك في المنتدى أكثر من 400 شخصية رفيعة من وزراء الدفاع وممثلي الصناعات الدفاعية من الدول الأعضاء في الناتو، إلى جانب خبراء وشخصيات بارزة من الشركاء الدوليين، بما في ذلك كبار التنفيذيين في شركات تصنيع الأسلحة والتكنولوجيا الدفاعية ومراكز الأبحاث.
وتشهد الجلسات نقاشات بين مسؤولين من الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وكندا، وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية الشريكة، بهدف تعزيز التعاون في مجالات الإنتاج والتمويل والابتكار الدفاعي .
وأكد وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز، مضيف المنتدى، أن "الحرب في أوكرانيا تحولت إلى معركة بين الصناعات"، معتبرًا أن "الصناعة الدفاعية القوية هي العمود الفقري لأمننا الجماعي"، ومشدّدًا على أن "الوقت قد حان لتحويل الكلمات الكبيرة إلى أفعال كبيرة".
ويركز المنتدى على ضرورة بناء صناعة دفاعية مبتكرة وتنافسية وقادرة على الاستدامة، باعتبارها ركيزة أساسية لقوة الحلف وقدرته على الردع. وأكد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، في تصريح له قبيل انطلاق أعمال المنتدى، أن "لا سبيل لتحقيق دفاع قوي دون صناعة دفاعية قوية"، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى قدرات حديثة تستخدم أكثر التقنيات تقدماً، ونحتاجها الآن".
ويناقش المنتدى سبل تشجيع التخطيط المشترك والإنتاج الجماعي بين الحلفاء بهدف تقليل التكاليف وتسريع تسليم القدرات الحيوية وتعزيز القدرة التشغيلية المتبادلة. كما يبحث في تعزيز الأسس المالية للصناعات الدفاعية عبر استثمارات موجهة وعقود طويلة الأجل وإتاحة أكبر لرؤوس الأموال العامة والخاصة. ويولي المشاركون اهتمامًا خاصًا بدور الابتكار وتسريع استخدام التكنولوجيات المتقدمة، مثل الأنظمة الذاتية والأنظمة ذات الاستخدام المزدوج، من خلال دعم الشراكات بين الجيوش والقطاع الصناعي ومؤسسات البحث العلمي.
ويعقد المنتدى في ظل سياق جيوسياسي مضطرب، حيث تواجه أوروبا حربًا طويلة الأمد في أوكرانيا، بينما تتزايد التهديدات على الحدود الشمالية والجنوبية لمنطقة الناتو. كما تتنامى تحديات الحرب الهجينة، بما في ذلك الهجمات السيبرانية، والتضليل الإعلامي، واستهداف البنية التحتية تحت سطح البحر، مما يفرض ضرورة ملحة لتسريع وتيرة التعاون الصناعي والدفاعي داخل الحلف.
ويؤكد الناتو أن الردع الفعال يبدأ من الإنتاج المستدام، إذ إن "غياب الإنتاج يعني غياب الردع"، مما يجعل من توسيع القدرات الصناعية الدفاعية أولوية استراتيجية لضمان أمن الحلف وأعضائه.
Trending Plus