تحذيرات أممية من جر المنطقة لمعاناة لا تحتمل.. جوتيرش يحذر من الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية.. مسئول أممى: العالم لن ينجو من الصراع.. ومدير الطاقة الذرية يحذر من انبعاثات إشعاعية ذات عواقب وخيمة

تحذيرات مشددة أطلقتها الأمم المتحدة ووكالاتها المعنية من جراء الضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية مؤكدة أن ما يحدث يجر المنطقة بأكملها بل والعالم إلى صراع له آثار مفزعة على العالم بأكمله.

من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش فى الجلسة الطارئة لمجلس الأمن من أن الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية تمثل منعطفا خطيرا قد يجرّ المنطقة إلى دوامة لا تُحتمل من الانتقام المتبادل والمعاناة.

ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى وقف فورى للتصعيد، والعودة إلى مفاوضات جادة تضمن احترام معاهدة عدم الانتشار النووى، مشيرا إلى أن شعوب المنطقة ليس بوسعها تحمّل دوامة أخرى من الدمار بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات جادة ومستدامة بشأن البرنامج النووى الإيرانى.

وأضاف جوتيريش فى كلمته لأعضاء مجلس الأمن : "نواجه خيارا صعبا أحد المسارين يؤدى إلى حرب أوسع نطاقا، ومعاناة إنسانية أعمق، وإلحاق ضرر جسيم بالنظام الدولى. أما المسار الآخر فيؤدى إلى خفض التصعيد والدبلوماسية والحوار. نحن نعرف أى المسارين هو الصحيح.

من جانبه حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسى أن نظام منع الانتشار النووى الذى شكّل أساس الأمن الدولى لأكثر من نصف قرن "على المحك" مضيفا أن هناك فرصة سانحة للدبلوماسية، محذرا من أنه فى حال إغلاق هذه النافذة، قد يصل العنف والدمار إلى مستويات لا تُصدّق.

وأضاف أن مفتشى الوكالة موجودون فى إيران، ويتطلبون وقف الأعمال العدائية حتى تتمكن إيران من السماح للفرق بالدخول المواقع فى ظل ظروف السلامة والأمن اللازمة قائلا أن الحفر مرئية فى موقع فوردو، وهو الموقع الرئيسى الذى تخصب فيه إيران اليورانيوم بنسبة 60% مضيفا : فى الوقت الحالى، لا أحد، بما فى ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى وضع يسمح له بتقييم الأضرار تحت الأرض فى فوردو".

وأكد مجددا موقفه بأنه لا ينبغى أبدا وقوع هجمات مسلحة على المنشآت النووية، والتى قد تؤدى إلى انبعاثات إشعاعية ذات عواقب وخيمة داخل حدود الدولة التى تعرضت للهجوم وخارجها.

وقال إن الوكالة يمكنها نشر خبراء فى السلامة والأمن النوويين إلى إيران على الفور بدعم من مجلس الأمن بالإضافة إلى مفتشى الضمانات الموجودين بالفعل على الأرض، مضيفا أنها مستعدة للقيام بدورها لإنهاء هذه المواجهة العسكرية.

من جهته قال ميروسلاف يانتشا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين أن الأحداث الأخيرة يجب أن يُنظر إليها بأقصى درجات الجدية، وهى تمثل "تصعيدا خطيرا فى صراعٍ دمر بالفعل العديد من الأرواح".

وحذر يانتشا من أن الصراع يخاطر بإغراق المنطقة فى مزيد من عدم الاستقرار والتقلب، مؤكدا أنه يمكن للشرق الأوسط أن يتحمل صراعا عنيفا آخر يدفع فيه المدنيون ثمن المواجهات العسكرية، ولن ينجو العالم أيضا من تداعيات هذا الصراع الخطير داعيا جميع الدول إلى الوفاء بالتزاماتها بتسوية نزاعاتها الدولية بالوسائل السلمية، والوفاء بالتزاماتها النووية.