سيراليون تتسلم راية قيادة "إيكواس" من نيجيريا.. قمة دول غرب أفريقيا تجتمع فى ظل عدم يقين وتزايد الصراعات فى المنطقة.. جوليوس بيو يدعو إلى إصلاح شامل للإطار الأمنى الإقليمى.. ويؤكد: المنطقة تمر بمنعطف تاريخى

المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا
المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا
كتبت ريهام عبد الله

انعقدت قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" مساء الأحد، فى العاصمة النيجيرية أبوجا، واجتمع رؤساء دول المنطقة لتقييم الوضع الراهن للكتلة، التى لا تزال تعانى من عدم الاستقرار الداخلى.

وأعلن الرئيس النيجيرى بولا تينوبو، رسميا استقالته من منصبه كرئيس للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" بعد عامين من قيادة الكتلة خلال فترة من الاضطرابات السياسية والإصلاح.

جاء ذلك فى الوقت الذى تولى فيه الرئيس جوليوس مادا بيو من سيراليون رسميا رئاسة الكتلة الإقليمية، ووعد بأجندة جريئة تركز على الشعب وتركز على استعادة النظام الديمقراطى، وإحياء التعاون الأمنى، وتعميق التكامل الاقتصادى، وإعادة بناء الثقة المؤسسية.

وترأس تينوبو، رئيس نيجيريا، الدورة العادية السابعة والستين لهيئة رؤساء الدول والحكومات للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التى عقدت فى القصر الرئاسى فى أبوجا، حيث اجتمع زعماء من مختلف أنحاء المنطقة الفرعية للتداول بشأن التحديات الأمنية والاقتصادية والديمقراطية الملحة.

وقد شكل خروجه نهاية فترة اتسمت بالتوتر الدبلوماسى، وإعادة تنظيم التحالفات الإقليمية، والجهود الرامية إلى إعادة تموضع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا كقوة أكثر حزما من أجل الاستقرار والتكامل.

وانتُخب تينوبو فى 9 يوليو 2023، خلال الدورة الثالثة والستين فى بيساو، غينيا بيساو، وأُعيد انتخابه لولاية ثانية فى 7 يوليو 2024 فى أبوجا، وقد جاءت قيادته فى وقتٍ يشهد تصاعدًا فى عدم الاستقرار فى غرب أفريقيا. وقد اعتُبرت ولايته الثانية خطوةً توافقية، وتهدف إلى ضمان استمرارية العمل فى ظلّ حالة عدم اليقين المتزايدة عقب انهيار الأنظمة الديمقراطية فى العديد من الدول الأعضاء.

خلال فترة ولايته، واجهت المجموعة الإقليمية تحديات غير مسبوقة، بما فى ذلك تهديدات بالانسحاب من مالى وبوركينا فاسو والنيجر، بعد صعود أنظمة عسكرية، وردّت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، بقيادة تينوبو، بفرض عقوبات وبذل جهود دبلوماسية للدفع نحو عودة الحكم المدنى.

رغم العقوبات والضغوط، لم تشهد المنطقة سوى تقدم محدود فى عكس المسار، مما أثار تساؤلات حول قدرة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على إنفاذ المعايير الديمقراطية، ودعا تينوبو باستمرار إلى الحوار والوحدة الإقليمية، داعيًا إلى مزيج من الدبلوماسية الحازمة والوساطة.

كما دافع عن الإصلاحات المؤسسية داخل الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، ساعيًا إلى تعزيز عمليات حفظ السلام، وإحياء الأطر العسكرية المشتركة، ودفع خطة العملة الإقليمية الموحدة، التى طال انتظارها، والمعروفة باسم "الإيكو".

هذه الجهود، وإن لم تتحقق بالكامل بعد، إلا أنها أشارت إلى رؤية متجددة للتكامل الاقتصادى والأمن الجماعى فى غرب أفريقيا.

رغم تنحيها عن منصبها، لا يزال نفوذ نيجيريا داخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) كبيرًا، وبصفتها أكبر اقتصاد وأكثر دول المنطقة سكانًا، تواصل نيجيريا لعب دور محورى فى صياغة سياسات المجموعة واستجاباتها.

وألقى تينوبو كلمة ختامية تناول فيها فترة ولايته، مسلطا الضوء على المكاسب، ومعترفا بالنكسات، ومقدما التوجيه للمستقبل.

وفى غضون ذلك، قال بيو فى خطاب قبوله فى الدورة العادية السابعة والستين التى عقدت فى أبوجا، إنه "يشعر بالتواضع والامتنان" لقيادة الكتلة الإقليمية فى وقت التحديات المعقدة والملحة التى تواجه غرب أفريقيا.

وقال "إننى أقبل هذه المسئولية مع إدراك كامل لحجم المهمة التى تنتظرنا وتعقيد اللحظة"، متعهدا بتعزيز قيم السلام والوحدة والتنمية الشاملة.

أشاد الرئيس بيو بإشادة سلفه الرئيس النيجيرى تينوبو، الذى وصف فترة ولايته التى استمرت عامين بأنها تميزت "بالالتزام الثابت بالحوار الإقليمى والتعافى الاقتصادى وبناء السلام".

وقال "أنا متواضع لبناء على الأساس القوى الذى أسستموه"، شاكرا تينوبو على خبرته وقيادته. وأشار بيو إلى أن المنطقة تمر بمنعطف تاريخى، إذ تعانى من أزمات متداخلة، منها انعدام الأمن فى منطقة الساحل والدول الساحلية، والإرهاب، وتدفق الأسلحة غير المشروعة، وعدم الاستقرار السياسى، والجريمة العابرة للحدود الوطنية، كما ندد بتآكل المعايير الديمقراطية وتزايد الضغوط على الحوكمة الدستورية.

وحذر قائلاً: "إن الفضاء الديمقراطى يتعرض لضغوط فى أجزاء من منطقتنا. لقد تعطل النظام الدستوري"، وأضاف: "ومع ذلك، ففى جميع أنحاء غرب أفريقيا، لا يطالب المواطنون - وخاصة شبابنا - بالانتخابات فحسب، بل يطالبون أيضًا بالمساءلة والشفافية وحق المشاركة العادلة فى الحياة الوطنية".

على الصعيد الاقتصادى، أشار بيو إلى الصدمات الخارجية المستمرة، كالتضخم العالمى، وانعدام الأمن الغذائى، ونقص الطاقة، وتزايد الديون، باعتبارها تهديداتٍ للاستقرار الإقليمى، كما شدد على التأثير المتزايد لتغير المناخ، بما فى ذلك تآكل السواحل، والفيضانات، والجفاف، التى تُهجّر بالفعل سبل العيش.

ورغم هذه التحديات، أكد أن "السكان النابضين بالحياة والشباب، والموارد الطبيعية الوفيرة، وروح المبادرة" فى المنطقة توفر أسبابا للأمل والتحول.

ولإعادة تموضع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا كمؤسسة أكثر ديناميكية واستجابة، وضع الرئيس بيو أجندة من أربع نقاط لتوجيه رئاسته: وتعهد بيو بالتعامل بشكل بناء مع الحكومات الانتقالية وتعزيز المؤسسات الديمقراطية المتجذرة فى سيادة القانون.

وأضاف "يتعين علينا دعم الدول الأعضاء فى بناء مؤسسات ديمقراطية أقوى".
ودعا إلى إصلاح شامل للإطار الأمنى الإقليمى، بما فى ذلك تبادل أفضل للمعلومات الاستخباراتية والاستجابة السريعة الموحدة للتهديدات.

وأكد بيو أنه "يتعين علينا مواجهة التهديدات الجديدة بالوحدة والعزيمة". وحدد الرئيس الجديد خطة تحرير التجارة التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والبنية الأساسية الإقليمية، وسلاسل القيمة عبر الحدود كأدوات رئيسية لخلق فرص العمل والمرونة. وأضاف "يجب أن تصبح هذه الشركات محركات للنمو، وخاصة بالنسبة لنسائنا وشبابنا". وأكد بيو على الحاجة الملحة إلى قيام المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بإصلاح نفسها لتصبح أكثر شفافية وكفاءة ومساءلة.

وأضاف "بهذه الطريقة سنتمكن من إعادة بناء الثقة فى التعاون الإقليمي".
واختتم الرئيس بيو خطابه بدعوة إلى الوحدة والتفاؤل، ورفض رواية الانحدار الإقليمى، وبدلا من ذلك تصور غرب أفريقيا مزدهرة تقوم على التعاون والوضوح الأخلاقى.

واختتم كلمته قائلاً: "مستقبل غرب أفريقيا ليس مستقبل الانحدار، بل مستقبلٌ مُلهمٌ بالأمل - إذا تصرّفنا بشجاعةٍ وإلحاحٍ ووحدةٍ ووضوحٍ أخلاقي". وأضاف: "فلنُواجه هذه اللحظة معًا، لا كأممٍ مُنفصلة، بل كمجتمعٍ مُوحّدٍ مصيره".

وقد قوبل خطابه بتصفيق حار من جانب الزعماء الإقليميين والدبلوماسيين والمندوبين المجتمعين فى أبوجا، فى الوقت الذى تدخل فيه المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا مرحلة جديدة من القيادة فى وقت انتقالى حاسم وفرصة واعدة.

وبينما تتطلع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى فصل جديد، فإن التحول لا يشير إلى تغيير فى القيادة فحسب، بل إلى لحظة محورية لإعادة تقييم أولويات الكتلة وسط دعوات متزايدة للإصلاح والمرونة والوحدة فى منطقة لا تزال تعانى من عدم الاستقرار ولكنها تطمح إلى التقدم الجماعى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

يوسف داود فى ذكرى رحيله.. موهبة كوميدية أضاءت السينما والمسرح

الطقس اليوم شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة وشبورة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

خالد صلاح يكتب: لماذا تحب المقاومة الإسلامية الشهادة وتكره الانتصار؟.. "نحو فلسفة جديدة للقوة فى مواجهة الطغيان العالمى"

وسام أبو على يدخل تاريخ كأس العالم للأندية بـ8 أرقام قياسية

ريبييرو: الاهلى قدم مباراة كبيرة أمام بورتو..والحضور الجماهيري مذهل


الأهلي يحصد مليون دولار من التعادل 4-4 أمام بورتو فى كأس العالم للأندية

رسميا.. تحديد أول مباراتين فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية 2025

وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يدخل حيذ التنفيذ

الأهلى يودّع كأس العالم للأندية بعد تعادل مثير 4-4 أمام بورتو.. صور

وسام أبو على يتقدم للأهلى فى شباك بورتو بالدقيقة 15.. صور


مجموعة الأهلى.. التشكيل الرسمى لمواجهة إنتر ميامى ضد بالميراس

تشكيل بورتو الرسمى أمام الأهلى فى كأس العالم للأندية 2025

تعرف على فرص الأهلي لحصد تذكرة التأهل لدور الـ"16" فى كأس العالم للأندية

"مصر للطيران" تعلن بدء استئناف الرحلات وفقًا للجدول المعدّل

أتلتيكو مدريد يودع كأس العالم للأندية من الدور الأول رغم الفوز على بوتافوجو

ترامب: شكرا لأمير قطر وتهانينا للعالم لقد حان وقت السلام

ترامب: شكرا لدولة إيران لإبلاغنا بردها الضعيف على تدميرنا منشآتها النووية

متحدث الخارجية القطرية يدين الهجوم على قاعدة العديد

تفاصيل حفلات نجوم الغناء العربى فى مهرجان جرش بدورته الـ39

الحرس الثوري يصدر بيانه الأول بخصوص قصف قاعدة العديد في قطر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى