عصام عبد القادر يكتب: الشراكة الاستراتيجية من أجل تربية جيل ألفا.. شمولية الرعاية.. رؤى المستقبل التقني.. الإرشاد المهني

الشراكة الاستراتيجية من أجل تربية جيل ألفا
الشراكة الاستراتيجية من أجل تربية جيل ألفا

يتحمل جيل ألفا مسئولية كبرى، تتمثل في حمل راية النهضة للوطن، الذي بدأ مسيرته نحو التنمية الشاملة بصورة متسارعة؛ ليخرج من غيابات الركود، وبوتقة العوز؛ ليحقق انتصارات لا حصر لها، في العديد من المجالات التنموية، التي تتيح له فرصة أن يصبح في مصاف الدولة المتقدمة، التي لا تتوقف عند مرحلة الاكتفاء الذاتي، بل، تتطلع إلى الريادة في إطار من التنافسية، التي تصل من خلالها لمستويات جودة الحياة ورفاهيتها؛ لشعب تحمل، وكابد، وثابر، واصطبر؛ من أجل وطنه ورفعة شأنه.

الشراكة الاستراتيجية؛ من أجل جيل ألفا، تعني تبني رؤى مستقبلية متكاملة الأركان، وفق سيناريوهات تحمل في ثناياها مخططات إجرائية، ومتابعة ميدانية حثيثة، وتوظيف لأدوات من شأنها أن ترصد مدى تقدم هذا الجيل برمته، نحو آمال وطموحات تترجمها سلوكيات، وأداءات، أضحت وظيفية، تؤكد صحة المسار، وتدعم المسيرة، وتحفز العطاء، لدى شركاء البناء من أبناء هذا الجيل، والبداية من الأسرة، التي تتحمل العبء الأكبر، ثم المؤسسة التعليمية، التي توظف مكتمل عناصرها، وكافة مقوماتها؛ من أجل بناء فكر رشيد، صاحب تفرد مهاري، يمتلك الفكرة والحكمة، والوجدان الراقي.

تُعد مؤسسات المجتمع غير التربوية الرسمية منها وغير الرسمية، شريك أصيل في تقديم أطر الرعاية المستحقة لجيل ألفا؛ فهناك العديد من المهام، التي تقع على عاتقها، بداية من شحذ الهمم، وتقديم صور الدعم اللوجستي، ونهاية بشراكة البناء لكافة الجوانب، المعرفية، والمهارية، والوجدانية؛ حيث صقل الخبرات، التي تسمح للفرد بأن يركض بقوة تجاه هدفه، ولا يسمح للاستسلام أن يضعف عزيمته، أو ينال من قوة الإرادة لديه؛ ومن ثم تفتح مجالات المشاركة، في الأنشطة المحببة لكل فرد، وتستثمر الطاقات بشكل إيجابي، بما يجعلنا قادرين على استيعاب ما لدى أفراد هذا الجيل من مواهب، تسهم في إحداث نقلات نوعية، في العديد من المجالات النوعية.
الدولة المصرية تبذل الجهود المضنية؛ من أجل شمولية التحول الرقمي في كافة مجالات الحياة، تيسيرًا على المواطن، وطمعًا في بلوغ جودة المنتج، وغلقًا لدروب الفساد الممنهجة، وغير المقصودة منها؛ ومن ثم فقد شاهدنا تطورًا ملحوظًا في الأداءات الخاصة بالمنصات الرقمية، التي تستخدم في تعزيز العملية التعليمية الرسمية منها وغير الرسمية، وهذا يجعلنا أن نطمح في مزيد من التطوير والتحسين؛ كي تشمل التفاعلية شراكة الأسرة، من خلال بوابة تلك المنصات بصورة وظيفية، وهنا أتحدث عن تواصل فعال ومباشر، بين أولياء الأمور، والقائمين على الأمر التربوي؛ لتقدم النصائح والارشادات؛ بغية أن يعي الجميع أدواره الوظيفية؛ فهذا قطعًا يؤتي بثمار لا حصر لها، تعود على قطبي الشراكة بصورة مباشرة.

تصميم المناهج التعليمية، والعمل على تطويرها؛ كي تناسب التغيرات، التي تشمل المستهدف، والبيئة المحيطة، والمستجدات الشاملة لجديد المعرفة، والتقدم التقني، والبحثي، لا يغنينا البتة، عن شراكة أصيلة مع أولياء الأمور؛ فثمت مزايا نحصدها في خضم إطار المشاركة؛ حيث الخبرات المهنية، والثقافية المتنوعة، والمتعددة، من قبل الأسرة المصرية، صاحبة الفكر الرصين، والعطاء اللامحدود، والتراث الأصيل؛ لذا يتوجب أن تعقد الحوارات المنضبطة، والمفتوحة؛ لتصل إلى المنظور التكاملي في خبرات المناهج التي نقدمها لهذا الجيل.

صفة التكامل في المناهج التعليمية، والشراكة في إعدادها، وتصميم أنشطتها، لا يجعلها تقتصر على المستوى الرسمي فقط، بل، هناك ضرورة لأنشطة خارج إطار المؤسسات التعليمية، تدشنها مؤسسات حرفية، كقصور الثقافة، والنوادي الاجتماعية، والساحات الرياضية، وغير ذلك من المؤسسات التي تشارك في بناء الإنسان؛ وهنا نتطلع إلى أن يكتسب الفرد من جيل ألفا، خبرات مربية حياتية، ترتبط بمساقات التعلم، التي تدارسها في المؤسسات الرسمية، وهذا التوليف يجعل للتعلم معنى ومغزى لدى المتعلم، ويحثه دومًا على الاستزادة من مشارب الخبرة، في صورها المتجددة.

الاهتمام بالبعد الأكاديمي، لا يعني تجاهل مجالات، ومسارات التعليم المهني، بكل صوره؛ فثمت تكامل بين الأطر المعرفية، وتطبيقاتها، في ميدان العمل؛ فهناك ربط وظيفي بين ما نتعلمه في مؤسساتنا التعليمية، وما يجري في المجال الصناعي، بكافة المؤسسات الإنتاجية؛ حيث الورش المهنية، التي تكسب جيل ألفا مهارات نوعية، تحسن من خبراته، بل، تجعله يطالع كل جديد في المهنة، عبر وظيفية التقنية، والأنشطة التي يؤدها، وهذا يفتح المجال أمام الابتكار، ويخلق مناخًا تعليميًا فاعلًا؛ إذ يستشعر الفرد أنه قادر على الإنتاجية، والإضافة، والتحسين، والتطوير، فيما يوكل إليه من مهام نوعية، كما أنه يجمع بين النظرية والتطبيق في آن واحد؛ حينئذ يصبح خبيرًا في مجاله الذي اختاره، في ضوء ميوله واهتمامه.

أرى من منظور خاص، أن جيل ألفا، يمتلك الكفاية والكفاءة؛ من أجل أن يشارك بفعالية في مواجهة، التحديات، والمشكلات، والقضايا المختلفة، التي تطرح على الساحة المجتمعية؛ ومن ثم يتوجب أن يعطى الفرصة كاملة؛ كي يقدم اطروحاته البناءة، وحلوله التي تأخذ صفة الابتكار، ومنطق العقل الذي يمارس متلون التفكير؛ حيث يستلهم رؤياه من رحم معرفة عميقة، تقوم على نتائج بحثي متقدم، في شتى مجالاته؛ ومن ثم نستطيع أن نعتمد عليه في حمل راية الوطن، في المستقبل القريب، بعد مروره بخبرات ميدانية، تؤكد صلاحيته، لما أوكل إليه، وبالطبع يسهم ذلك بالضرورة، في غرس مزيد من القيم النبيلة، التي يأتي في مقدمتها إتقان العمل، والمثابرة، والصبر، وتحمل المسئولية، في صورتها الفردية والمجتمعية.

الجيل ألفا أضحى متطلعًا بطبعه؛ حيث لديه الرغبة الجامحة، في خوض غمار سوق العمل بمنتهى الجرأة، وهذا يحسب له؛ حيث إقباله على التعليم التقني، بكل صوره؛ فالتقنية بالنسبة له من محفزات اكتساب الخبرات، في شتى مجالاتها؛ لذا يسعى دومًا لتطوير ذاته بصفة مستدامة، ويتحمل تكلفة التدريب الذي يصقل الجانب المهاري لديه، كونه يضع أهداف تشكل طموحات، لم نتعرض لها من ذي قبل، وهذا في الحقيقة يعود إلى تواصله مع أصحاب الخبرات، بشتى بقاع الأرض؛ فقد سهلت التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار هذا الأمر؛ كون معظم هذا الجيل، يمتلك لغة التواصل مع الآخرين.

رغم الثقة الكبيرة، التي نضعها في قدرات هذا الجيل؛ إلا أن هذا لا يمنعنا من تقديم برامج النصح والإرشاد والتوجيه المستدام، بصفة دورية، وفق أطر ومداخل تعتمد على فلسفة المنهج العلمي، وتقوم على معايير وأسس التخطيط المقصود؛ لنضمن أن يتعايش أبناء جيل ألفا في خضم تغيرات وتقلبات هذا العالم، الذي يموج بأحداث لم يصل إليها الخيال من ذي قبل، وهنا نتحدث صراحة على الإعداد والتأهيل النفسي، بجوار المهني والأكاديمي، كما أن هذا أيضًا يؤكد لدينا أهمية وضرورة تعزيز المعرفة، الخاصة بمهن المستقبل؛ كي نساعد الفرد في اختيار ما يتناسب مع إمكانياته، وقدراته، وتطلعاته، وأهدافه المشروعة.

في إطار ما تقدم، نؤكد أن جيل ألفا، يمكنه أن يحدث نقلات نوعية، في مجالات الحياة المختلفة، إذا ما قدمنا له كل مقومات الرعاية الرئيسة، على المستوى المؤسسي، والمجتمعي، والخاص؛ فدون مواربة تشكل البيئة المحفزة، العامل الرئيس، في استثمار الطاقات البشرية؛ لتحقق نتاجات ليست بالتقليدية، بل، تتطلع لمستقبل مشرق، يحمل في طياته استدامة العطاء.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كنترولات الثانوية العامة تبدأ تصحيح المواد غير المضافة للمجموع.. انتهاء تقدير بعض الكراسات.. ووزارة التعليم: التصحيح يتم إلكترونيًا دون تدخل بشرى.. وتؤكد: تطبيق الشفافية والدقة وكل طالب سيحصل على حقه

بيتر ميمى حاضر فى السينما بـ"المشروع X" وفى الدراما بـ"مملكة الحرير"

ياسين مرعى يعود لحسابات الأهلى لتدعيم الدفاع فى الميركاتو الصيفى

ذكرى ميلاد محرم فؤاد.. خطف قلوب الجمهور وتزوج أبرز النجمات

الطقس اليوم الأربعاء 25-6-2025.. أجواء شديدة الحرارة وارتفاع الرطوبة


وزير الدفاع الإسرائيلى: فقدان الضابط والجنود الـ6 فى خان يونس مؤلم

الزمالك يسلم الرمادى مكافأة كأس مصر الأسبوع الجارى

خلال ساعات.. نظر محاكمة 57 متهما بقضية اللجان النوعية للإخوان

مصرع 4 أشخاص وإصابة 5 آخرين إثر حادث تصادم سيارتين فى 15 مايو

اتحاد الكرة يجهز معسكرات خارجية للشباب والناشئين استعدادا للمونديال


التعادل 1-1 يحسم مواجهة لوس أنجلوس ضد فلامنجو فى كأس العالم للأندية

الأهلى يستطلع موقف ريبيرو من ملف الصفقات الجديدة بعد نتائج المونديال

خطوات قانونية.. كيف تتصرفين حيال تعرضك لسلب حقك في الميراث على يد جد أولادك؟

قاتلة طفلة دهشور تكشف دور سيدة في بيع القرط الذهبى.. التفاصيل

8 فئات ممنوعة من التصويت فى الانتخابات.. تعرف عليها

سيف جعفر يترقب موقفه في الزمالك

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 25-6-2025 والقنوات الناقلة

بشرى لطلاب أسوان.. المحافظ يعتمد اليوم نتيجة الشهادة الإعدادية 2025

موجة حر ورطوبة خانقة.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025

عبلة كامل تتصدر الترند بسبب صورة.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى