نقص المياه فى ترعة السويس بسبب التعديات.. وزير الرى: تجعل إجمالى كمية المياه المطلوبة تفوق قدرة الترعة على الإيفاء بها.. يشدد على حصر المخالفات وإزالتها.. وتحويل الأراضى الرملية إلى الرى الحديث لترشيد المياه

ترعة السويس إحدى الترع الكبرى التى تتغذى من نهر النيل مباشرة، وتخدم زمام زراعى فى القليوبية والشرقية والإسماعيلية، بالإضافة إلى أنها المصدر الرئيسى لمياه الشرب فى محافظات القليوبية، بورسعيد، السويس، شمال سيناء، جنوب سيناء، وعدد من المدن الجديدة، الشروق، بدر، العاشر من رمضان، العاصمة الإدارية، بكمية مياه شرب تصل إلى أكثر من 9 ملايين متر مكعب من المياه.

وتواجه الترعة العديد من المشكلات، أبرزها التعديات والمخالفات المقامة عليها، والتى تتسبب فى عدم انتظام منظومة الرى، ونقص مياه الشرب، عن محافظة السويس خلال فترة أقصى الاحتياجات "موسم الصيف".

وزارة الموارد المائية والرى بدأت العام الماضى فى إعداد خطة استراتيجية Master Plan لترعة السويس لتحديد الإجراءات المطلوبة لتحسين حالة الرى على الترعة، على أن يعقب ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الزمامات المخالفة على الترعة، والتواصل مع المخالفين لتقديم المستندات اللازمة للتراخيص الخاصة بهم ليتسنى دراستها ومراجعتها قانونيا بمعرفة أجهزة الوزارة.

كما تم تحديد المناطق ذات الأولوية والتى تعد الأكثر تأثيرا من الناحية الهيدروليكية على الترعة ليتم اعطاؤها الأولوية فى الدراسة وتنفيذ الإجراءات العاجلة عليها، والتوجيه أيضا بقيام معهد بحوث الهيدروليكا بتصميم الأعمال الهيدروليكية اللازمة لزيادة القدرة على التحكم بالتصرفات المائية على الترعة، وتقديم هذه التصميمات لجهات الوزارة المختصة لإعمال شئونها.

أكد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى أن التعديات على ترعة السويس تجعل إجمالى كمية المياه المطلوبة تفوق قدرة الترعة على الإيفاء بها ولابد حتمًا من إزالة التعديات، والتنسيق المشترك بين كافة جهات الدولة المعنية لضمان تحقيق الإدارة المثلى للمنظومة المائية بزمام ترعة السويس وتوفير كافة الاحتياجات المائية المترتبة على الترعة "الرى - الشرب - الصناعة".

وأوضح أن الوزارة نفذت أعمال تطهيرات وتكريك لترعة السويس بشكل دائم، ومتابعة الالتزام بتطبيق المناوبات على الترعة الآخذة من ترعة السويس، والقيام بعمل حصر على الطبيعة للمآخذ والفتحات المخالفة وازالتها بالتنسيق مع أجهزة المحافظة، وإغلاق نهايات المساقى الخصوصية على المصارف الزراعية، ومتابعة الأراضى الرملية التى تروى بالغمر بالمخالفة وعمل محاضر مخالفة وتبديد مياه لها، ومتابعة تشغيل محطات ترعة الشلوفة من خلال مصلحة الميكانيكا والكهرباء، والتنسيق مع المحافظة فيما يخص إزالة ومصادرة ماكينات الرى المخالفة فى حملات متتالية ومتابعتها بعد إزالتها لعدم تكرار التعدى، مشيرا إلى أهمية هذه الإجراءات التى نفذتها الوزارة لضمان إيصال المياه بالتصرفات المطلوبة للأراضى الزراعية وأيضا محطات الشرب، مع تحقيق المناسيب المطلوبة أمام مأخذ محطة مياه الشرب بنهاية الترعة والتى تغذى مدينة السويس باحتياجاتها من مياه الشرب.

 وأكد سويلم على قيامه بالمتابعة على مدار الساعة لحالة المياه بالترعة وخاصة مناسيب المياه أمام مأخذ محطة الشرب بالسويس والتى يتم قياسها باستخدام منظومة التليمترى التابعة للوزارة، كما تقوم أجهزة الوزارة بتطهير شبك الأعشاب الواقع أمام مأخذ المحطة لضمان عدم إعاقة المخلفات للمياه الداخلة لمأخذ المحطة.

وأشار سويلم إلى دور روابط مستخدمى المياه والجمعيات الزراعية بزمام الترعة فى متابعة تطهيرات المساقى الخصوصية، وتعريف المزارعين بجداول المناوبات وتطبيقها، وأيضا التأكيد على قيام كافة الجهات بدعوة المواطنين والمزارعين بنطاق ترعة السويس لترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها، وذلك بالتكامل مع المجهودات التى تقوم بها كافة أجهزة الدولة المعنية، بهدف ضمان قدرة ترعة السويس على توفير الاحتياجات المائية المطلوبة بزمام الترعة.

كما أشار إلى أهمية التنسيق بين أجهزة وزارتى الرى والزراعة ومحافظة السويس فيما يخص تشجيع السيدات بنطاق الترعة نحو الاستفادة من ورد النيل بعد تجفيفه فى عمل مشغولات يدوية متميزة ضمن "مبادرة تنمية مستدامة من قلب النيل" التى اطلقها مركز التدريب الإقليمى للموارد المائية والرى بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية.

من جانبه قرر علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الاراضى تشكيل لجنة تضم قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة والجهاز التنفيذى لمشروعات تحسين الأراضى والهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية وقطاع استصلاح الأراضى، للمرور والمتابعة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويل مساحات الأراضى الرملية بزمام ترعة السويس إلى نظم الرى الحديث، وذلك بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والرى نظرا لدور الرى الحديث فى ترشيد استخدام المياه وزيادة الانتاجية المحصولية وتحسين جودة المحاصيل.

وشدد على قيام أجهزة الوزارة المعنية بإزالة كافة المخالفات الواقعة على الأراضى الزراعية بزمام ترعة السويس، بالإضافة لاستمرار عمليات المتابعة والمرور الدائم، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين، لحين إزالة هذه المخالفات والتحول لنظم الرى الحديث.