وزارة الداخلية تقضى على تجار المخدرات بضربات أمنية مباغتة.. اقتحام البؤر الإجرامية وضبط نصف طن من المواد المخدرة و33 سلاحا ناريا.. استخدام تقنيات حديثة فى المطاردة وعقوبات صارمة للمتهمين

مع بداية فصل الصيف، تتصاعد محاولات بعض الخارجين عن القانون لضخ كميات كبيرة من المواد المخدرة في الأسواق، طمعًا في جني أرباح سريعة وتحقيق ثروات غير مشروعة مستغلين موسم الإجازات، إلا أن تلك المحاولات تتحطم يومًا بعد يوم على صخرة يقظة أجهزة الأمن التي تكثف من حملاتها للسيطرة على الأوضاع وملاحقة تجار السموم البيضاء في كافة المحافظات.
اقتحمت وزارة الداخلية مؤخرًا عددًا من البؤر الإجرامية التي تضم عناصر جنائية شديدة الخطورة في محافظات مختلفة، بناءً على تحريات دقيقة ومعلومات مؤكدة حصلت عليها قطاعات الأمن العام ومكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة، بالتنسيق مع باقي الأجهزة المعنية بالوزارة. المعلومات كشفت عن تحركات خطيرة لعناصر إجرامية تسعى إلى جلب كميات ضخمة من المواد المخدرة والأسلحة النارية غير المرخصة، تمهيدًا لترويجها داخليًا، في إطار مخطط منظم يستهدف الأمن الاجتماعي والصحي.
وعقب تقنين الإجراءات القانونية، تم تنفيذ حملة أمنية موسعة بمشاركة قطاع الأمن المركزي، أسفرت عن مصرع أحد أخطر العناصر الإجرامية بمحافظة أسوان، وهو مسجل خطر سبق اتهامه في جنايتين تتعلقان بحيازة سلاح ناري وتجارة المخدرات. كما تم ضبط باقي المتهمين من أفراد التشكيل الإجرامي، وضُبط بحوزتهم أكثر من 496 كيلو جراما من المواد المخدرة المتنوعة، شملت الحشيش والبانجو والهيروين والشابو ومخدر الهيدرو، بالإضافة إلى ما يقرب من خمسين ألف قرص مخدر. وتمكنت القوات من ضبط ترسانة من الأسلحة، بلغ عددها 33 قطعة سلاح ناري، بينها رشاشات جرينوف، بنادق آلية، بندقية خرطوش، و26 طبنجة، بالإضافة إلى 14 مسدس صوت. وتقدّر القيمة المالية لتلك المضبوطات بما يزيد على خمسين مليون جنيه، مما يعكس حجم النشاط الإجرامي الذي كانت هذه العصابة تسعى لتنفيذه لولا تدخل القوات في التوقيت الحاسم. وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وإحالة المتهمين للنيابة المختصة.
هذا النجاح الأمني ليس حالة فردية، بل هو امتداد لخطة محكمة تتبعها وزارة الداخلية في مكافحة تجارة وتعاطي المخدرات. وتشير الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن الوزارة إلى أنه تم ضبط 260 قضية مخدرات خلال 24 ساعة فقط، بحوزة 298 متهمًا، بمضبوطات شملت أكثر من 264 كيلوجرامًا من الحشيش، وقرابة 33 كيلوجرامًا من الإستروكس، إلى جانب كميات من الهيروين والكوكايين والآيس، كما تم ضبط 99 قطعة سلاح ناري، و239 قطعة سلاح أبيض، وهو ما يعكس الترابط الوثيق بين الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات.
وفي واقعة أخرى، خلال 24 ساعة فقط، تمكنت أجهزة الأمن من ضبط 379 قضية مخدرات و185 قطعة سلاح متنوعة، إلى جانب تنفيذ أكثر من 75 ألف حكم قضائي في مختلف أنحاء الجمهورية، مما يبرز تكامل الأدوار بين قطاعات الوزارة المختلفة.
وبحسب التقارير الاعلامية، فقد تم خلال النصف الأول من هذا العام فقط، ضبط أكثر من 9.5 طن من الحشيش، ونحو 12.5 مليون قرص من الكبتاجون، فضلًا عن أكثر من 3 ملايين قرص ترامادول، في عمليات أمنية قدرت قيمتها السوقية الإجمالية بأكثر من 3.5 مليار جنيه.
وأحبطت وزارة الداخلية في وقت سابق محاولات تهريب شحنات مخدرات بقيمة تتجاوز 28 مليار جنيه.
ويرى خبراء أمنيون أن تطور أساليب التهريب وتعدد أنواع المخدرات المستخدمة، مثل الشابو والإستروكس والفودو والآيس، بات يشكل تحديًا كبيرًا أمام الأجهزة الأمنية.
اللواء خالد الشاذلي، خبير مكافحة الجريمة، أكد أن العصابات الإجرامية أصبحت تعتمد على وسائل تكنولوجية متقدمة في التنسيق والتحرك، بما في ذلك استخدام تطبيقات مشفرة للتواصل وطرق نقل مبتكرة لإخفاء الشحنات.
وأشار إلى أن التعامل مع هذه العصابات يتطلب تكتيكات أمنية جديدة تعتمد على التحليل والتعاون الدولي، إلى جانب دعم التشريعات لضمان الردع الحقيقي.
من الناحية القانونية، تنص المادة 34 من قانون مكافحة المخدرات رقم 182 لسنة 1960 والمعدل بالقانون رقم 122 لسنة 1989، على أن عقوبة الاتجار في المواد المخدرة هي الإعدام أو السجن المؤبد، في حال ارتكاب الجريمة في ظروف مشددة مثل وجود نية الترويج أو استخدام الأسلحة.
القانون يعاقب أيضًا بالسجن المشدد كل من يثبت في حيازته مواد مخدرة دون تبرير طبي أو قانوني، كما يعاقب بالإعدام من يكرر الجريمة أو يدير تشكيلًا عصابيًا.
إلى جانب الحملات الأمنية، تقوم الدولة بجهود موازية على صعيد الوقاية، حيث يكثف صندوق مكافحة وعلاج الإدمان برامجه التوعوية، خاصة بين فئات الشباب والطلبة، وذلك في المدارس والجامعات والمصانع.
وتشير تقارير الصندوق إلى أن نسبة تعاطي المخدرات انخفضت من 8 % في 2020 إلى 1.5 % حاليًا، بعد فحص أكثر من 800 ألف شخص خلال السنوات الماضية.
على مستوى الشارع، تعكس تعليقات المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الوعي والقلق في آن واحد، فبينما أشاد كثيرون بجهود الشرطة وعمليات المداهمة الفورية، حذر آخرون من ظهور أنواع جديدة من المخدرات بأسعار زهيدة بين الفئات الصغيرة، مما يتطلب زيادة حملات التفتيش والتوعية. وفي ظل هذه المعطيات، تظل المواجهة مع تجار الموت معركة مستمرة، تحتاج إلى تكامل أمني وتشريعي ومجتمعي، لحماية الأجيال المقبلة من هذا الخطر الداهم.
تاجر سلاح
تاجر مخدرات
تاجران مخدرات
كميات من الحشيش
كمية من مخدر الحشيش
مخدر الحشيش
مخدرات تخليقية
مخدرات
مضبوطات المخدرات
مضبوطات من مخدر الهيروين
Trending Plus