نهاية نووية سعيدة.. أفراح الذكاء الافتراضى وفتة «اليورانيوم»!

أعتقد أن الذكاء الاصطناعى سوف يشعر بالفخر والفرح، لأنه حاول طوال هذه الأيام الإجابة عن كل الأسئلة المطروحة، التى لم ينجح كبار عمقاء التحاليل فى الإجابة عنها، بعد أن انقسموا إلى فرق متناحرة تفتش فى مذاهب بعضهم وجيوب غيرهم عما إذا كان الصدام بين إسرائيل وإيران حقيقيا أم افتراضا، وهل هناك سيناريو وحوار أم أن الرئيس ترامب يقوم بدور الملقن فى حرب مجنونة تطيح بالكثير من الأفكار والنظريات.
أعلن ترامب أن طائرات شبحية بى 2 أنهت البرنامج النووى الإيرانى، وقال وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث، الأحد الماضى: إنه «تم القضاء» على طموحات إيران النووية، فى أعقاب الضربات العسكرية الأمريكية على المنشآت النووية الرئيسية فى البلاد.. دمرنا البرنامج النووى الإيرانى، وأعلن ترامب هذا بفرح، لكن إيران أخرجت لسانها الاستراتيجى، وقالت إنهم سبق وهربوا اليورانيوم والوقود النووى، وإن الضربات لم تصل إلى أعماق الجبل، حيث المفاعل، طبعا لا يزال مصير يورانيوم إيران مجهولا، ومع هذا فقد ردت إيران بإطلاق صواريخ على قاعدة العديد بقطر وتم تفجيرها كلها، وأعلن الرئيس ترامب أن إيران أبلغت بموعد الضربات، وأنه بهذا يعتبر أن الحرب بين إسرائيل وإيران انتهت وحدد ساعات 6 لإسرائيل و12 ساعة لإيران.
والواقع أن الرئيس دونالد ترامب قام بدور المعلق فى مباريات كرة القدم، والتسخين، وأطلق تصريحات متناقضة، حيث وصف ضربات إيران بأنها ضعيفة، وشكر طهران لأنها أعطت الفرصة لإخلاء القاعدة، وإن كانت الضربات أغضبت قطر لكونها تمثل انتهاكا للسيادة، وبالرغم من إعلان الرئيس ترامب انتهاء الحرب، كادت تشتعل مرة أخرى، الأمر الذى دفع ترامب لإعلان غضبه من الطرفين، وقال غنم طائرات إسرائيلية فى إيران تلقى تحية ودية.
الشاهد أن الجولة انتهت تقريبا، وأرضت كل أطرافها، بل وأسعدت الجماهير والمحللين والألتراس، لدرجة أن أغلب محللى الاستراتيجيات الافتراضية أعادوا نشر بوستاتهم وتويتاتهم ليثبتوا أنهم كانوا على حق، وعلى اطلاع ومعرفة بمصائر التفاصيل الحربية ومكان دفن وتهريب اليورانيوم، فقد أعلن أنصار صمود طهران أنهم يرون انتصارا أفقيا ورأسيا، فيما رد المشككون بأن الأمر كله سيناريو مكتوب بدقة ومتفق عليه، حيث لا يمكن أن تسمح أمريكا بإنهاء إيران أو هزيمة نتنياهو أو قتل المرشد، لأن الحرب وصيرورة السلاح بحاجة إلى محفزات تدعم صناعة وتجارة السلاح التى تفيد كل الدول الكبرى، وتحفظ القدرة على التكتيك الاستراتيجى.
وبناء عليه، فقد استمتع كل منتجى «الفوتشينى الاستراتيجى»، بتشجيع إيران والاحتفاء بالصواريخ الليلية على تل أبيب، بينما استمتع خصوم طهران بالحديث عن اختراق المعلومات والجواسيس والاغتيالات لعلماء وقادر فى غرف نومهم، وتساؤل خصومهم إذا كان الموساد اختراق إيران، فلماذا لم يعرف مكان تهريب اليورانيوم، وهذا النقاش يجعل الحروب مباريات كرة قدم يتبادل فيها الألتراس التصفيق أو التصفير، ومنافسة الذكاء الاصطناعى للبحث عن إجابات للأسئلة، فى عالم من الصراع والعبث يتجاوز كل كلاسيكيات مسرح العبث، واستمرار عجز الذكاء الاصطناعى عن تجاوز تريند «الكركم» وتريندات مكان اليورانيوم، أو قدرة الرئيس دونالد ترامب على إطلاق تصريحات حول قصف إيران، ثم يشكر إيران وإسرائيل والجمهور، ويشير إلى الطلعات الودية.
كل هذا ولا يزال ألتراس الفرق أكثر نشاطا من جمهور برشلونة وريال مدريد، وأنواع دايت «اللوكارب»، والتفرقة بين الكزبرة والبقدونس أو مدى صحة إنتاج بطيخ بدون بذر أو خبز بدون دقيق، وأن هذا كله يمثل نهاية نووية سعيدة خالية من الإشعاع.

Trending Plus