اكتشاف خاتم من العصور الوسطى داخل قلعة بسلوفاكيا.. هل كشف عن سرا؟

أُعيد اكتشاف خاتم ذهبي فُقد في قلعة من العصور الوسطى فى سلوفاكيا قبل أكثر من 700 عام، يُرجَّح أن يكون هذا الخاتم قد ارتداه أسقف، ويتضمن ياقوتة سريلانكية فريدة بلون أرجواني محمرّ، مُرصَّعة في شريط مُحاط بأسود، وفقا لما نشره موقع livescience.
وقالت نويمي بيلجاك بازينوفا، عالمة الآثار في جامعة قسطنطين الفيلسوف في نيترا، سلوفاكيا: "يجسد هذا الخاتم معاني روحية عميقة، وقوى حماية، ومكانة اجتماعية، مما يسمح لمن يرتديه بإظهار الثروة بينما يسعى أيضًا إلى الحماية الإلهية المرتبطة بالرموز التى يحملها".
قاد بيلجاك بازينوفا فريقًا من الباحثين لدراسة الخاتم، الذي اكتُشف في قلعة زفولن بوسط سلوفاكيا، عثر عليه صائد كنوز عام 2001، لكن علماء الآثار لم يتلقوه إلا في مارس 2023. نشر الباحثون نتائجهم على الإنترنت في يونيو في مجلة " تقارير العلوم الأثرية".
ورغم أن الخواتم كانت من الإكسسوارات الشائعة للرجال والنساء على حد سواء في أوروبا في العصور الوسطى، فإن اكتشاف خاتم ذهبي مرصع بأحجار كريمة ثمينة يعد أمرا غير عادي للغاية، حسبما كتب الباحثون في الدراسة.
لتحليل الحلقة استخدم الباحثون تقنيات غير تدميرية، منها مطيافية رامان، التي تُحلل الضوء المُشتت لتحديد التركيب الكيميائي للمادة، ومطيافية فلورية الأشعة السينية الدقيقة، التي تستخدم الأشعة السينية لتحديد عناصر المادة.
وتوصلوا إلى أن الحلقة مصنوعة من ذهب عيار 18 قيراطًا، وأن الجوهرة عبارة عن كوروندوم عيار 2 قيراط، وهو معدن صلب يُشكل الياقوت والزفير.
وأوضحت بيلجاك بازينوفا: "الفرق الرئيسي بين الياقوت الأزرق والياقوت الأحمر هو لونهما"، فالياقوت أحمر اللون لاحتوائه على الكروم، بينما يوجد الياقوت الأزرق بألوان متنوعة.
وتشير العناصر الموجودة في الحجر الكريم إلى أن الكوراندوم في الخاتم جاء من سريلانكا، التي كانت مصدرًا مهمًا لهذا المعدن منذ العصر الروماني، ولا تزال معروفة بتجارة الياقوت، وفقًا للباحثين.
وأشار الباحثون إلى أن الحجر الكريم وصل على الأرجح إلى أوروبا الوسطى عبر طرق تجارية تاريخية عبر حلب (في سوريا) أو القسطنطينية، يُعدّ الأسد على الشريط الذهبي مثالاً نادراً على رمز حيواني على خاتم من العصور الوسطى، ووفقاً للدراسة كانت الأسود حيوانات شعارية شائعة في العصور الوسطى، وتُعتبر رمزاً للقوة والشجاعة والملكية، كما كانت رمزاً للقيامة في المسيحية .
وقالت بيلجاك بازينوفا "كان مطلوبًا من الأساقفة ارتداء مثل هذه الخواتم باعتبارها رمزًا رسميًا يُعرف باسم خواتم منصب الأساقفة"، وبالتالي "يمكننا اعتبار المسئول الكنسي الرفيع حاملًا لهذا الخاتم".
لكن متى فُقد الخاتم ومن كان يرتديه في الأصل لا يزالان مجهولين، وأُهملت القلعة في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، وفقًا للباحثين، وكان الخاتم عُثرًا عليه بالصدفة في فناء المنزل، ومع ذلك، يُرجّح تصميم الخاتم أنه يعود إلى حوالي عام 1300.
وكتب الباحثون أن الشريط الذهبي الذي يحتوي على الياقوت الأرجواني المحمر وصور الأسد يعد فريدًا من نوعه في أوروبا في العصور الوسطى.
Trending Plus