حكاية أوانى حفظ المياه عند المصريين.. عرض قطع أثرية تعود لمصر القديمة بمتحف الإسكندرية القومى.. استخدمت لحفظ المياه بطريقة صحية.. وخبير أثرى: المصريون حافظوا على الماء لرى المحاصيل الزراعية فى أوقات مختلفة

هناك دعوات عديدة للحفاظ على المياه الجارية وترشيد الاستهلاك اليومى سواء فى المنازل أو المحلات التجارية التى تعتمد على المياه بشكل يومى، وذلك حفاظا على حصة الاستهلاك اليومى لمياه النيل، ولكى تكفى أعداد السكان الكبيرة التى تزداد يوميا ؛ وفى المتحف القومي بالإسكندرية نجد أن توفير مياه الشرب هى عادة اساسية للمصريين القدماء منذ العهود الأولى وهذه الدعوات ليست جديدة ولكن لها جذور تاريخية نعرضها فى التقرير التالى.
قطع أثرية لحفظ المياه
وفى المتحف القومى بالإسكندرية أوان فخارية قديمة منذ عهد الفراعنة تبرز دور المصريين فى حفظ مياه النيل، منها زمزمية مستطيلة الشكل وذات فوهة ضيقة والرقبة أسطوانية الشكل قصيرة، البدن مستطيل الشكل مقوس، ترتكز على قاعدة مسطحة.
ويعرض فى متحف الاسكندرية القومى أيضا شكلا آخر من الأوانى الفخارية استخدمت لحفظ المياه والحفاظ على نقائها و درجة حرارتها ، مثال إبريق ذو فوهة مسدودة يتخللها من الأمام ميذاب دائرى الشكل ومن الخلف فتحة مثلثة الشكل ، الفوهة مزخرفة بزخارف بارزة عبارة عن جزء دائرى مرتفع عن سطح الفوهة مزخرف من اعلى بشكل زهرة بارزة يكتنفها شكل ملتوى بارز ينتهى بشكل زهرة .
واستخدم الفنان الإسلامى الفخار لتوضيح بعض الأحاديث الشريفة التى تحث على شرب المياه بهوادة على ثلاث مرات والحفاظ على نظافة المياه، وذلك من خلال هذه الفتحات فى شبابيك القلل .
ويعرض متحف الإسكندرية القومى شباك قلة مزين بزخارف هندسية قوامها شكل نجمة سداسية يحيط بها أشكال مثلثات وخطوط أفقية .
ويقول محمد سعيد خبير أثرى بالإسكندرية أنه أطلق المصريون القدماء على نهر النيل "إيتروعا" (النهر العظيم)أما الأصول اللغوية لكلمة النيل ترجع لكلمة "نيلوس " اليونانية. أدرك المصريون أهمية نهر النيل العظيم كونه شريان الحياة فهو المصدر الرئيسي لري الأراضي الزراعية.
وأضاف أنه كان من الاولويات هو توفير اللازم من المحاصيل المختلفة من القمح والخضر والبقوليات، بالإضافة إلى العديد من الأسماك النيلية التي اعتمد عليها المصري القديم كغذاء ومصدر للبروتين مما استلزم صناعة الأواني الفخارية لحفظ الماء والمحاصيل وزينها برسومات تحاكي الطبيعية من نباتات وطيوروأسماك النيلية.
وأشار إلى أن فى العصر الإسلامي اصبح المسلمون يقدرون المياه ويحافظون على استخدامهاـ حيث أبدعو فى طرق حفظ المياه أو نقلها . ومن هذه الطرق هي الأسبلة جمع ( سبيل ) وهى منشآت معمارية كان لها دور فى المجتمع الاسلامى سواءا من الناحية الصحية أو السياسية أو الاقتصادية وأدوات وأوانى اخرى لوقت التنقل والترحال مثل الزمزميات .
تاريخ المتحف القومى
يتميز المتحف بالطراز المعماري القديم و يتعرف الزائر علي حقبة تاريخية كانت فيها مدينة الإسكندرية مدينة متعددة الثقافات والحضارات كما تميز وتنوع المعروضات الأثرية فمن خلال جولتك بالمتحف سوف تتعرف على العصور التاريخية التي مرت على مصر.
ويتميز المتخف بالتسلسل الزمني حيث يتضمن أقسام المصري القديم و اليوناني والقبطي والإسلامي والحديث ويحتوى على نموذج للمقبرة الذي يتضمن محاكاة لكل ما تحتويه المقبرة في العصر المصري القديم
كما يحتوى على قاعة الآثار الغارقة والتي يتميز بها المتحف مجموعة متنوعة من الآثار الغارقة التي تم اكتشافها على ساحل مدينة الإسكندرية وللمتحف حديقة خاصة والتي تتميز بمجموعة من النباتات النادرة والتي تستطيع ان تقضي بها وقتا سعيدا مع الأسرة اثناء وبعد الزيارة .
أشهر المعروضات
وضمن أشهر المعروضات مجموعة متنوعة من أجزاء ملابس العامة "نسيج القباطي" كان من أشهر أنواع النسيج الموجود في مصر في ذلك الوقت، يرجع إلى القرن السابع - الثامن الميلادي و كانت مصر تهدى دائمًا كسوة الكعبة إلى المملكة العربية السعودية عندما كانت مصر تصنع ذلك النسيج عام 1964 م و كانت مصر تهدي توب من " أتواب النسيج القبطي" إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع السيدة ماريا القبطية والمجموعة عليها أشكال زخارف نباتية وهندسية وحتى آدمية لما له من رمز ديني ومغزى وتُعرض فاترينة أجزاء الملابس بداخل قاعة النسيج بالقسم القبطي والإسلامي والحديث بمتحف الإسكندرية القومى.



Trending Plus