غزة تذبح على طاولات المساعدات الإنسانية.. 79 شهيدًا و289 إصابة في 24 ساعة.. الاحتلال يواصل قصفه العنيف على القطاع ويدمر 88 % من البنية التحتية.. ويعترف بفشل إنقاذ جنوده فى خان يونس وبن غفير يتوعد

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة،  اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية إلى 79 شهيدًا و289 مصابًا، جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع، في اليوم الـ628 من العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأكدت الوزارة أن عدد كبير من الضحايا لا يزال تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل صعوبة وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم بسبب القصف المتواصل.

وشهد اليوم، تصعيدًا لافتًا في الهجمات الإسرائيلية، حيث نفذ الاحتلال عمليات قصف مركزة على مناطق جنوب ووسط القطاع، وتركزت الغارات على محافظة خان يونس ومخيم النصيرات وحي الشجاعية ومدينة دير البلح، ما أسفر عن دمار واسع في البنية التحتية وسقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

وبحسب إحصاءات وزارة الصحة، ارتفعت الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 56,077 شهيدًا و131,848 مصابًا، في حين تجاوز عدد الشهداء منذ 18 مارس الماضي فقط 5,759 شهيدًا، و19,807 إصابة.

وتواصل قوات الاحتلال قصفها المكثف لمناطق متفرقة من القطاع،  فقد استشهد 6 مواطنين في قصف منزل مقابل برج النوري شمال مخيم النصيرات، بينما استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا في حي آل فسيفس بعبسان الكبيرة شرقي خان يونس، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين.

وفي مدينة دير البلح، أسفر قصف منزل يعود لعائلة "سلمان" عن استشهاد 5 مدنيين،  كما شنت الطائرات الحربية غارات على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، استهدفت خلالها محطة الشوا التي كانت تؤوي نازحين، وأسفرت عن استشهاد 7 أشخاص وإصابة آخرين.

واستمرت عمليات القصف المدفعي على محيط المقابر القريبة من مجمع ناصر الطبي في خان يونس، كما أطلقت مروحية إسرائيلية نيرانها باتجاه منازل المدنيين شرق جباليا البلد شمال القطاع.

وفيما يتعلق بالضحايا أثناء انتظار المساعدات، أفادت وزارة الصحة بأن حصيلة الشهداء الذين سقطوا أثناء تجمعهم قرب مراكز توزيع المساعدات ارتفعت إلى 516 شهيدًا و3,799 مصابًا، منذ بدء توزيع المساعدات من خلال مؤسسة تُعرف بـ"غزة الإنسانية"، المدعومة إسرائيليًا وأمريكيًا، والتي لا تحظى باعتراف الأمم المتحدة أو مؤسسات الإغاثة الدولية.

وتتهم منظمات حقوقية، الاحتلال الإسرائيلي بتحويل نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد للقتل الجماعي، خاصة في محيط مدينة رفح ومحور "نتساريم" وسط القطاع.

من جانب آخر، أكدت مصادر طبية في مستشفى العودة وصول 5 شهداء بينهم طفلة، جراء غارة إسرائيلية على منزل في منطقة المفتي شمالي مخيم النصيرات. كما أسفر قصف جوي على شارع المنصورة بحي الشجاعية فجر اليوم عن استشهاد 3 مواطنين.

وتواصل فرق الإنقاذ والدفاع المدني محاولات انتشال الضحايا من تحت الأنقاض في ظل دمار واسع. وأفاد الدفاع المدني بانتشال 3 جثث وإنقاذ 5 مصابين من تحت أنقاض منزلين لعائلتي نصر والددا في جباليا النزلة شمال غزة، ولا تزال هناك أعداد غير معروفة من المفقودين تحت الركام. 

يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي أدى حتى الآن إلى تدمير أكثر من 88% من البنية التحتية في القطاع، وإبادة آلاف العائلات، وسط ظروف إنسانية توصف بأنها الأسوأ منذ عقود، وفق تقديرات جهات أممية والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة. 

على صعيد آخر، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي،  عن فشل محاولات إنقاذ الجنود الذين تعرضوا لانفجار عبوة ناسفة في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة، مؤكدًا أن العملية أسفرت عن مقتل عدد من الجنود، واصفًا الحادث بأنه "مؤلم للغاية لعائلات القتلى"، وأن "لا كلمات قادرة على وصف حجم هذا الوجع".

فيما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قوله إنه حان وقت فتح أبواب الجحيم على أعدائنا وإثبات أننا أصحاب السيادة بالشرق الأوسط.