نيويورك تايمز: قمة الناتو تركز على إرضاء ترامب ومنحه شعورا بالنصر

رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن قمة حلف شمال الأطلسى "ناتو" المنعقدة فى لاهاى تركز على إرضاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومنحه شعورا بالنصر فيما يتعلق بزيادة أعضاء الحلف لإنفاقهم العسكرى.
وذكرت الصحيفة، في سياق تحليل نشرته اليوم، أن الأمين العام للناتو مارك روته يرغب في منح ترامب النصر الذي يرغب به المتعلق بزيادة الإنفاق العسكرى، وبالتالي من المتوقع ألا تركز القمة على النقاش حول روسيا، على الرغم من اعتقاد معظم أعضاء الحلف بأن حربها في أوكرانيا هو التحدي الرئيسي للناتو.
وتوقعت الصحيفة أنه سيكون هناك الكثير من الحديث عن ترامب وجهوده لاحتواء إيران في قمة لاهاى، وأن تُبدد أى شكوك حول جدوى الحرب في إيران أو التدخل الأمريكي، ليس فقط لأن معظم الحلفاء لا يريدون أن تمتلك طهران قنبلة نووية، ولكن أيضا لأن قمة النانو صُممت لتجنب إثارة غضب ترامب. كما قد يُساعد وقف إطلاق النار المُعلن، إذا صمد، على تهدئة أي توتر.
وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لحلف الناتو، فإن القضية المُلحة هي روسيا، التي تُشكل محور الاجتماع الذي يُركز على زيادة الإنفاق العسكري. لكنها أيضا ستُشكل خلفية مُحرجة في ظل تحرك الدول الأعضاء بحذر حول الرئيس الأمريكي، في ظل علاقته الغامضة بشكل ملحوظ مع موسكو وبالتالي لن تركز القمة بشكل كبير على هذه المشكلة.
وأشارت النيويورك تايمز إلى أن ترامب طالب أعضاء الناتو بإنفاق المزيد من الأموال على الدفاع، لكنه لم يفصح عن الغرض من هذا الإنفاق الجديد.
وبحسب الصحيفة، كان من المفترض أن تُعتمد خلال القمة استراتيجية جديدة للناتو تجاه روسيا، كبديل عن النهج الذي تم تبنيه في أواخر التسعينات، عندما رأى الحلف في روسيا شريكا مُحتملا. لكن الاستراتيجية الجديدة أُلغيت بإصرار من واشنطن، لتجنب أي صراع مع ترامب وجهوده غير المثمرة حتى الآن للتفاوض مع روسيا بشأن أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أنه من المفترض أن تكون أهداف الإنفاق الجديدة محور هذه القمة القصيرة والإنجاز الذي ستحققه.
ورأت الصحيفة أن روته يتمتع بمهارة فائقة في التعامل مع ترامب، ولا يخجل من إطرائه. ففي رسالة "مُتملقة على غير العادة" نشرها ترامب أمس الثلاثاء، أشاد روته به لأنه جعل أوروبا "تدفع ثمنا باهظا" لزيادة الإنفاق العسكري، ولـ"إجراءه الحاسم في إيران، الذي كان استثنائيا حقا، وهو أمر لم يجرؤ أحد على فعله".
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين بالناتو قوله إن مسودة بيان القمة، في حال موافقة الحلفاء عليها، تربط حرب روسيا في أوكرانيا بضرورة زيادة الإنفاق العسكري. لكنها لا تذكر وعد الناتو بانضمام أوكرانيا وجورجيا في نهاية المطاف، كما فعلت بيانات القمم السابقة. وقد أوضح روته بشيء من الاستياء أن الالتزامات السابقة تُعتبر مُستقرة ولا داعي لتكرارها.
وأشارت الصحيفة إلى أن روته يهدف إلى ضمان أن يُظهر الاجتماع وحدة الصف ويمنح ترامب نصرا بشأن زيادة الإنفاق. وقد حصل روته على موافقة التحالف على الالتزام بزيادة الإنفاق إلى 5% من الدخل القومي على الدفاع، مع 3.5% على الاحتياجات العسكرية الأساسية لتلبية متطلبات الناتو. ويمثل هذا قفزة كبيرة عن هدف 2% الذي حُدد عام 2014، والذي يُعتبر الآن غير كاف في مواجهة تسليح روسيا.
وبالإضافة إلى ذلك، سيسعى الحلفاء إلى إنفاق 1.5% إضافية من الدخل القومي على بنود مفيدة عسكريا، مثل تحسين الطرق والجسور، وتحسين الرعاية الصحية الطارئة، وتحسين استعداد المدنيين للحرب - وهو حل بديل لمساعدة المزيد من الدول على تحقيق هدف ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن روته يهدف بشكل عام إلى الحد من احتمالية الانقسام حول قضايا مثل روسيا والمساعدات المقدمة لأوكرانيا - وهي قضايا خلافية، على الأقل بالنسبة لترامب واثنين من مؤيديه الشعبويين، رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو.
Trending Plus