الأمم المتحدة: الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال العالقين فى الحرب فشل أخلاقى

اعتبر تقرير مقدم إلى مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، أن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال العالقين في الحرب تمثل "فشلا أخلاقيا".
ووثق التقرير زيادة بنسبة 25 % في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في عام 2024، وهو أكبر عدد تم تسجيله على الإطلاق في تاريخه الممتد 20 عاماً، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وقالت شيما سين جوبتا، مديرة حماية الطفل في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) : "يؤكد تقرير هذا العام من الأمين العام مرة أخرى ما يعرفه الكثير من الأطفال بالفعل ، أن العالم يفشل في حمايتهم من أهوال الحرب ، وإن كل انتهاك ضد الأطفال في كل بلد حول العالم يمثل فشلا أخلاقيا".
وينشر التقرير المقدم إلى مجلس الأمن سنويا لتوثيق الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال المتأثرين بالحرب ، ويعتمد بالكامل على البيانات التي جمعتها الأمم المتحدة وتحققت منها، ما يعني أن الأرقام الحقيقية من المرجح أن تكون أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه.
وفي عام 2024، وثق التقرير رقماً قياسيا بلغ 41 ألفا و 370 انتهاكاً جسيماً ، بما في ذلك القتل والتشويه والاختطاف واستهداف البنية التحتية مثل المدارس التي تدعم الأطفال.
وقالت فيرجينيا جامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، والتي أصدر مكتبها التقرير ، : "كل طفل يتأثر بهذه الهجمات يحمل قصة، وحياة مسروقة، وحلماً مقطعاً، ومستقبلاً غامضاً بسبب العنف العبثي والصراع المطول".
وفي حين وقع العديد من هذه الانتهاكات خلال أوقات النزاع ، خاصة مع تزايد الحرب الحضرية ، يمكن أن تستمر الانتهاكات الجسيمة حتى بعد انتهاء النزاع ، وتستمر في الذخائر غير المنفجرة التي لا تزال تنتشر في الأرض.
وقالت سين جوبتا :"كل قذيفة غير منفجرة تترك في حقل أو ساحة مدرسة أو زقاق هي حكم بالإعدام ينتظر أن يُنفذ".
وتستمر في المساحات التي لا تزال مدمرة، مما يعيق وصول الأطفال إلى الرعاية الصحية والتعليم ، وتستمر في الصدمات والإصابات التي لا تفارق الطفل أبداً ، والأطفال الذين ينجون من الانتهاكات الجسيمة لا يخرجون سالمين ، فإذا تعرضوا للعنف، فإن الإصابات ستبقى معهم مدى الحياة ، وحتى لو لم يصابوا، فإن الصدمة تبقى.
وتابعت جامبا : "الندوب الجسدية والنفسية التي يحملها الناجون تدوم مدى الحياة، وتؤثر على العائلات والمجتمعات ونسيج المجتمعات نفسه" ، ولهذا السبب عملت اليونيسف وشركاؤها على توفير برامج إعادة الإدماج والدعم النفسي الاجتماعي للأطفال الذين هم ضحايا الانتهاكات الجسيمة.
وقالت سيلا إن صدمة طفولتها لا تزال معها، وقد دفعتها لتصبح مدافعة عن الأطفال في النزاعات ، وتابعت :"منذ تلك اللحظة، لم يشعر أي شيء طبيعياً في حياتي. لقد أصبت برهاب من أي صوت يشبه الطائرة، ومن الظلام، وحتى من الصمت".
ودعت جامبا إلى "إدانة لا تتزعزع وإجراءات عاجلة" من المجتمع الدولي من أجل عكس الاتجاهات المقلقة التي يفصلها التقرير ، وقالت : "لا يمكننا أن نعود إلى العصور المظلمة ، حيث كان الأطفال ضحايا غير مرئيين وصامتين للنزاع المسلح ، من فضلكم لا تسمحوا لهم بالانزلاق مرة أخرى إلى ظلال اليأس".
إن التخفيضات الحالية في تمويل المساعدات الإنسانية تعيق عمل وكالات الأمم المتحدة وشركائها لتوثيق الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال والاستجابة لها.
Trending Plus