"الإرهابية" استغلت الدين للسيطرة على الدولة.. خبراء فى شؤون الجماعات: الإخوان منخرطة منذ تأسيسها في مخطط تفكيكي استعماري.. تمارس الكذب الممنهج لتشويه المؤسسات.. ومأمورة من رعاتها بإضعاف الدولة

من أخطر الأسلحة التي استخدمتها جماعة الإخوان المسلمين كان توظيف الدين لأهداف سياسية، فبدلًا من تقديم مشروع وطني جامع، حاولت الجماعة احتكار الدين واستخدامه كغطاء لشرعية زائفة، فصورت نفسها على أنها "حزب الله" وكل من يعارضها "عدو للإسلام".
على المنابر، استخدموا خطابًا دينيًا مشحونًا بالعاطفة لتخدير عقول البسطاء، وخلق حالة من الخوف المقدس من معارضة "الحاكم المسلم"، حتى أن بعض قياداتهم روّجوا أن طاعة الرئيس مرسي واجبة دينيًا، وأن الخارجين عليه "خارجون على الشرع".
كما استخدموا الدين في تشويه خصومهم السياسيين، فوُصِف المعارضون بأنهم "علمانيون وكفار" و"أعداء المشروع الإسلامي"، ما زاد الانقسام المجتمعي. ولم يكتفوا بذلك، بل عملوا على أخونة المؤسسات، خاصة وزارة الأوقاف والتعليم والإعلام، لضمان استمرار السيطرة الفكرية.
هذا الاستخدام الخبيث للدين لم يكن هدفه نشر الفضيلة، بل ترسيخ الولاء للتنظيم لا للوطن، وزرع الطاعة العمياء، وهو ما مثّل تهديدًا حقيقيًا لفكرة الدولة المدنية الحديثة.
باحث فى شؤون الجماعات المتطرفة: الإخوان منخرطة منذ تأسيسها في مخطط تفكيكي استعماري
وفى هذا السياق أكد هشام النجار الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن خطورة جماعة الإخوان تكمن في أنها منخرطة منذ تأسيسها في مخطط تفكيكي استعماري، مضيفا أن هذا ليس طارئا في تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية الخائنة، ولم يكن انحرافات عن أصل مختلف ذلك لأن تأسيسها في البداية كان من أجل تحقيق هدف مماثل، حيث حرصت القوى الاستعمارية على تجهيزها لاستلام السلطة في أعقاب ثورة يوليو 1952م بالتوازي مع التخطيط لإسقاط الأنظمة الوطنية.
وأوضح النجار فى تصريحه لـ "اليوم السابع" أن الوثائق البريطانية تؤكد أن بريطانيا وضعت خطة الغزو الغربي الاسرائيلي عام 1956 م على أساس أن تكون الإخوان هي المستفيد الأكبر من الغزو بوضعها في سدة السلطة، خاصة بعد تجاوز حركة التحرر التي قادها الرئيس عبد الناصر إلى أفريقيا وآسيا.
وأضاف أنه لم يختلف الوضع بعد عام 2011 م فقد أثبتت جماعة الإخوان أنها الأداة الموثوقة بيد قوى استعمارية طامعة تنافس على كعكة الثروات والنفوذ لتحقيق اهدافها، عبر إقامة حكم ديني اكراهي يشق المجتمع ويقصي ويهمش مكونات وطنية أصيلة ويحول الدولة الوطنية إلى جبهات متصارعة.
وشدد على جماعة الإخوان أن قتلت قادة سياسيين وقضاة وقادة أمنيين وعسكريين وزرعت القنابل والمتفجرات واستهدفت مرافق الدولة وقتلت مدنيين في أعقاب تأسيسها مباشرة وبعد ثورة يوليو 1952 م مرورا بالستينات و صولا إلى التسعينات من القرن الماضي ثم واصلت إلى ما بعد فوضى ما عرف بالربيع العربي وحتى اليوم، وهي لم ترتكب كل هذا الإرهاب وتلك الجرائم من منطلق كونها جاهلة بالدين فقط انما عن سابق تصميم وتخطيط كونها أداة تخريبية تسهل على الطامعين في الخارج تمرير مخططاتهم.
واستطرد "النجار" إنه بالنسبة للأخونة فهذا المصطلح لا يعني في مرحلة من المراحل نقل الهيئات والمؤسسات إلى سيطرة الجماعة لتقيم نظام حكم ديني مزعوم، إنما الحقيقة هي أن مخططات تمس الثوابت العربية والوطنية لا يمكن تمريرها وغض الطرف عنها إلا في حالة واحدة وهي أن تكون الجماعة مهيمنة وبيدها مفاتيح ادراج المؤسسات، وإلا فلن تكون قادرة على تمرير مخطط مثل الوطن البديل للفلسطينيين في سيناء.
وأكد أن جماعة الإخوان مأمورة من قبل رعاتها بالخارج وداعميها بأن تنفذ عدة بنود رئيسية في تمكينها من السلطة أولها تخفيض عدد الجيش وميزانيته إلى الحد الأدنى والتدرج في هذا الملف وصولا لإضعافه وجعله غير قادر على ردع القوى الطامعة وصد خططها التوسعية، والثاني إقصاء وتهميش الوطنيين من مشهد التأثير وصناعة القرار والثالث استهداف وتصفية من يصد المخطط الشيطاني ويفضحونه.
إبراهيم ربيع: الإخوان يمارسون الكذب الممنهج لتشويه مؤسسات الدولة
وقال إبراهيم ربيع، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن جماعة الإخوان تواصل بث الأكاذيب والشائعات ضد الدولة المصرية ضمن مخطط ممنهج يستهدف النيل من استقرار البلاد.
وأكد ربيع، أن ماكينة الإخوان الإعلامية ما زالت تعمل بكثافة من الخارج، حيث تُصنع الأكاذيب وتُبث يوميًا في صورة "تسريبات"، أو "فضائح"، أو "تقارير مفبركة".
وأوضح أن الجماعة تعتمد على أسلوب "الصدمة والتكرار"، حيث تنشر أخبارًا كاذبة تحمل اتهامات ضد مؤسسات الدولة، وتُكررها عبر حسابات وهمية وجيوش إلكترونية، حتى تترسخ في أذهان البعض، مستغلين أزمات عابرة أو قرارات حكومية تحتاج لشرح أو تواصل فعال.
وأشار إلى أن الجماعة تلعب الآن على أوتار معيشية واجتماعية، وتختلق قصصًا عن اختفاء قسري وتعذيب، رغم أن الواقع يكذب كل هذه الادعاءات، لكن الجماعة تراهن على من هم خارج مصر، ممن لا يعرفون الحقيقة، أو ممن لديهم موقف مسبق.
وحذر ربيع من أن الهدف الحقيقي لهذه الشائعات هو ضرب الروح المعنوية للشعب المصري، والتشكيك في أي إنجاز يتم تحقيقه، مؤكدًا أن الدولة تواجه حربًا نفسية باردة تستلزم الوعي المجتمعي والرد الحاسم من الإعلام الوطني.
Trending Plus