الطيران المدنى فى مرمى نيران الحروب.. تليجراف: طائرات الركاب مهددة مع تزايد الصراعات بسبب التشويش والتأثير على إشارات الأقمار الصناعية.. وتؤكد: الطيارون قلقون إزاء تزايد المخاطر.. وتحطم طائرة كازاخستان مثال

مع تزايد الصراعات المسلحة حول العالم  واستخدام الصواريخ والدفاع الجوى، ارتفعت المخاطر المتعلقة بطائرات الركاب. واعتبرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط يُشكل تهديدًا غير مرئي، ولكنه قد يكون قاتلًا، للطائرات التي تعبر المجال الجوي للمنطقة.

وقالت إن تقنيات الحرب الإلكترونية التي تستخدمها إيران وإسرائيل وجهات أخرى في المنطقة تُطغى بشكل متزايد على إشارات الأقمار الصناعية التي تستخدمها الطائرات الحديثة لتحديد مواقعها.

وفي المقابل، يحذر خبراء سلامة الطيران من تزايد خطر اصطدام الطائرات أو إسقاطها بسبب فقدانها اتصالات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وانحرافها عن مسارها.

وتواجه شركات الطيران خيارًا بين الاعتماد على الطيارين للطيران عبر المناطق المتضررة أو القيام بتحويلات مكلفة قد تُضيف ألف ميل وساعتين إلى كل رحلة.

وتم تجنب المأساة إلى حد كبير حتى الآن، على الرغم من أن حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان قد ارتبط بالتشويش.

ومع ذلك، يُحذّر بينوا فيجيت، المؤسس المشارك لشركة SkAI، التي تُعنى برسم خرائط تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، من أن الانتشار المتزايد لهذه التقنية يُشكّل تحديات جديدة لشركات الطيران.

ويقول: "الهدف من التشويش هو منع الصاروخ من الوصول إلى هدفه، لكن الطائرات المدنية تستخدم نظام تحديد المواقع العالمي نفسه للملاحة". ويضيف: "يشعر الطيارون بقلق بالغ إزاء تزايد المخاطر".

وأفاد موقع FlightRadar24 بـ"زيادة كبيرة" في التشويش منذ أن هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران النووية تحت الأرض خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما ذكرت شركة SkAI أن أكثر من 160 رحلة جوية تأثرت في منطقة الخليج العربي يوم 21 يونيو وحده، بالإضافة إلى ما يقرب من 90 رحلة في أجواء إسرائيل.

وفي استطلاع حديث أجرته مجموعة العمليات (Ops Group)، وهي منظمة للطيارين ومراقبي الحركة الجوية وموجهي الرحلات الجوية، وشمل 2000 من أفراد طاقم الطيران، صنف 70% منهم مستوى قلقهم بشأن تأثير انتحال النظام على سلامة الطيران بأنه مرتفع جدًا أو شديد.

وتمثلت أكبر مخاوفهم في الانحراف عن المسار، وعدم القدرة على استخدام مساعدات الهبوط المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وعدم القدرة على استعادة النظام والاضطرار إلى الطيران عبر المحيط بدونه، وتلقي تحذيرات زائفة من اقتراب الطائرة من الأرض، مما قد يؤدي إلى صعود اضطراري واصطدام.

صراع غير مرئي

وفي حين تُشكّل "الحرب الساخنة" في الشرق الأوسط تهديدًا واضحًا للطائرات المُحلّقة، مع خطر استهداف طائرة ركاب عن طريق الخطأ أو عن عمد، من المُرجّح أن يستمرّ خطر الصراع غير المرئي طويلًا بعد توقف التبادلات العسكرية، وفقا للصحيفة.

ومع قيام روسيا بنصب أنظمة حرب إلكترونية على طول حدودها الغربية منذ اندلاع الحرب فى أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات، ينشط التشويش على طول قوس يبلغ طوله 3500 ميل، يمتدّ من المحيط المتجمد الشمالي إلى عُمان.

على الرغم من أن الفجوات الضيقة في المجال الجوي الذي لا يزال مفتوحًا قد سمحت لشركات الطيران بمواصلة رحلاتها من أوروبا وشرق الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط وآسيا وأستراليا، مع تجنّب مناطق النزاع، إلا أن هذه المناطق لم تكن بمنأى عن التشويش.

ورغم أن الطائرات لا تزال تحلق فوق تركيا والقوقاز وعبر آسيا الوسطى للوصول إلى الشرق الأقصى، تُظهر خريطة SkAI أن هذه الرحلات الجوية معرضة بشكل محتمل لنشاط تشويش روسي مكثف في جنوب البحر الأسود.

وكان حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية في ديسمبر قد تضمن تشويشًا روسيًا مشتبهًا به يهدف إلى التصدي لهجمات الطائرات المسيرة. وبعد فقدان الاتصال بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، أصيبت الطائرة بشظايا صاروخ وحُوِّل مسارها إلى كازاخستان، حيث سقطت، مما أسفر عن مقتل 38 من أصل 67 شخصًا كانوا على متنها.