خبير سياسى: أمريكا طرف فى الصراع مع إيران.. والهدنة الحالية استنزافية

قال الدكتور محمود الأفندي، الباحث السياسي والأكاديمي المقيم في موسكو، إن الولايات المتحدة ليست وسيطًا محايدًا في الأزمة الإيرانية، بل هي طرف مباشر في النزاع مع طهران، معتبرًا أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول العودة للمفاوضات ما هي إلا "غطاء سياسي لصفقة غير مضمونة المصير".
وفي مداخلة عبر "زووم" على شاشة "إكسترا نيوز"، أوضح الأفندي أن الولايات المتحدة تدخلت عسكريًا في المواجهة الأخيرة لإنقاذ إسرائيل، وأن إعلان الهدنة جاء نتيجة استنزاف عسكري للطرفين، لا نتيجة لحل سياسي فعلي، معلقا بقوله: ""إيران لم تخرج من طاولة المفاوضات يومًا، لكن واشنطن لا تبحث عن اتفاق بل عن صفقة، والصفقات لا تبنى على الثقة أو الضمانات القانونية"، بحسب تعبيره.
وأضاف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقدت مصداقيتها في نظر طهران، متهمًا مديرها رافائيل جروسي بـ"التحيز والعمل لصالح الموساد"، مما يعرقل فرص العودة إلى رقابة نووية حقيقية.
وحول دور دول الخليج في التهدئة، أوضح الأفندي أن تلك الدول لا تملك أدوات فاعلة سوى الوساطات السياسية، مؤكدًا أن غياب السيادة العسكرية الكاملة وضعف النفوذ الإقليمي يمنعها من لعب أدوار حقيقية في فرض حلول دائمة.
كما أشار إلى أن قطر، على وجه الخصوص، تدخلت لحماية نفسها كونها تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، محذرًا من أن أي تصعيد بين طهران وواشنطن يجعلها في دائرة الاستهداف.
وصف الأفندي الهدنة بين إيران وإسرائيل بأنها "هدنة حتمية وليست استراتيجية"، قائلاً إنها جاءت بعد نفاد الذخيرة والاستنزاف المتبادل، مؤكدًا أن خطر التصعيد قائم، خاصة مع سعي الطرفين لإعادة التسلح، مضيفًا:"المدنيون هم دائمًا أول من يدفع الثمن، والمخاوف على استقرار المنطقة تمتد إلى العراق وسوريا حيث تنتشر الميليشيات المدعومة من إيران"، على حد تعبيره.
شدد الأفندي فى ختام حديثه على حاجة العالم إلى مؤسسات دولية جديدة أكثر استقلالية، تكون ضامنة حقيقية لأي اتفاقيات مستقبلية، معتبرًا أن مجلس الأمن الحالي "فقد حياديته وأصبح تابعًا للولايات المتحدة".
Trending Plus