"زوجونى قاصرا.. وخطفوا أولادى للحرب".. اليوم السابع يرصد رحلة عذاب "هند".. فيديو

هند ضحية زواج القاصرات
هند ضحية زواج القاصرات
كتب إيهاب المهندس

خرجت هند عبد العزيز من مدرستها الإعدادية "عبد الخالق حسونة" الكائنة بحي المنتزه في الإسكندرية، والفرحة تشكل ملامح وجهها، بعد وضع اسمها في قائمة المتفوقين، لتنطلق نحو كورنيش المندرة الشهير ويشاركها الشاطئ فرحة نجاحها الباهر.

 

توجهت "هند"، لمنزلها لتخبر والدها بالخبر السعيد، فدائما ما يراودها حلم التحاقها بكلية الطب، ليرد عليها بكلمات حطمت أحلامها: جهزي نفسك للزواج.. جايلك عريس"، صدمت من كلام والدها الذى نزل عليها كالصاعقة، قبل أن يستكمل الأب: العريس سودانى وأنت كام شهر وهتكملى 16 سنة وهروح أكتب عليكى فى بلدهم وهتسافرى معاه السعودية".

"هند"، واحدة من آلاف الفتيات اللاتى تعرضن لزواج القاصرات، فنسبة الزواج المبكر تقارب الـ 15%، من إجمالى حالات الزواج عموما فى مصر، طبقا لتصريحات الدكتورة ماجدة إمام، مديرة مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي، بمعهد التخطيط القومي.

عقد الزواج
عقد الزواج

قرر والد "هند" السفر للسودان، ليكون وكيل ابنته فى تحرير عقد زواجها الإجبارى، وتزويجها لشخص يكبرها بـ 12 سنة دون رضاها ودون حضورها، فالقانون المصرى يجرم زواج الفتيات دون سن الـ 18، حيث تنص المادة "2" من قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008، على أنه يقصد بالطفل في مجال الرعاية المنصوص عليها في هذا القانون كل من لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة.

المقابلة الأولى بين هند وزوجها

في نهاية شهر يوليو 2011، حضر والد "هند"، من السودان بعد إتمام عقد زواج ابنته بتوكيل ومعه شخص يكبرها بـ 12 سنة، ليتحدث لها والدها:" سلمي يا هند على عريسك"، انهارت الطفلة ودخلت فى نوبة بكاء، فالأب زوجها مقابل حفنة من المال، حسب كلام الضحية.

 

مطلع شهر أغسطس2011، توجهت "هند" برفقة زوجها محمد عبد الله سعد الله، الذى يحضر دكتوراه في الفقة الاسلامى، إلى مطار برج العرب، شرق محافظة الإسكندرية، لاستقلال الطائرة المتجهة لمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، تمهيدا للإقامة فى المدينة المنورة.

رحلة تعذيب 


بعد مرور أيام من وصول "هند"، لمكان إقامتها بالسعودية، تقول: تحول الزوج من فقيه فى الدين إلى متطرف، وبدأ يعاملها كـ"أمة" فقد أخفى جواز سفرها، ليس هذا فحسب بل بدأت أفكاره المتطرفة تظهر فى تعامله معها والتعدى عليها بالضرب والتعذيب وحبسها داخل شقة الزوجية، ومنعها من الاتصال بأهلها، أو التواصل مع جيرانها، وحولها إلى أداة لتفريغ شهواته فقط.

 

تضيف هند وعلامات الحزن تسيطر عليها: تقبلت كل هذا رغم أنه لم يعاملنى كما قال الدين، وأنا صابرة وعايشة علشان الأولاد وأهلى فى مصر مش هيصرفوا عليا وعلى أولادى، فهم السبب فى تحويل حياتى لكبوس بسبب إجبارى على الزواج رغم صغر سنى".

 

قررت "صاحبة القصة" تحدى واقعها وأفكار زوجها الرجعية، لتقرر استكمال دراستها وتحقيق حلمها فى الحصول على مؤهل عال، حيث التحقت بالتعليم الثانوي، واستكملت تعليمها الجامعى وحصلت على شهادة جامعية فى أصول الفقه، من كلية المسجد النبوى بالمدينة المنورة.

شهادة تخرج الزوجة
شهادة تخرج الزوجة

امتنع "الزوج" عن الإنفاق على أسرته، لتقرر "هند"، البحث عن فرصة عمل لرعاية أسرتها بعد أن فقدت الآمل فى زوجها، لتنجب طفلها الأول عمر في عام 2013، ثم رزقت بابنها عبد الله فى 2015، وثالث أبنائها طفلة تدعى هدى سبع سنوات، والرابع أحمد 5 سنوات، وأويس أصغر أبنائها عمره سنتان ونصف.

الطلاق من أول جلسة

بعد 11 سنة من زواج الضحية ومعاملة زوجها السيئة التى تنوعت ما بين الضرب والسب والقذف والإهانة والتهديد بالقتل أحيانا وتعرضها لجلطة فى المخ، اتخذت قرارا تأخر نسبيا وهو طلب الطلاق.. لتعلق على تصرفاته قائلة: الإنسان دا غير سوى، حتى زملائه فى العمل أكدوا أنه إنسان غير طبيعي"، لتحصل على حكم بالطلاق من المحكمة مع نظر أول جلسة.

 

طلبت ضحية زواج القاصرات، من طليقها مساعدتها فى مصاريف أولادها فقوبل طلبها بالرفض، وبعد تدخل أمير المدينة حصلت "هند"، على موافقته بسفر أبنائها إلى الإسكندرية، ليقرر طليقها التخطيط لخطف أبنائه وتسفيرهم لمسقط رأسه بمدينة "أم درمان"، فى السودان.

أبناء الضحية
أبناء الضحية

بحيلة شيطانية قرر طليق "هند"، التخطيط لخطف أبنائه بمساعدة عمه أبو بكر عبد الله سعد الله، فجهز تذاكر سفرهم وذهب لمكان إقامة طليقته وطلب منها رؤية أبنائه، وبحسن نية وافقت على طلبه، وبعد مرور ساعات من خروجهم اكتشفت أن طليقها تمكن من تهريبهم إلى السودان عبر مطار جدة.

العودة للإسكندرية 

اعتقدت "هند"، أن محاولة تغيير حياتها للأفضل واستكمال تعليمها وحصولها على مؤهل جامعي سيداوي جراحها، وأنها ستتفرغ لتعليم أبنائها لتحصد ثمرة جهدها وتعبها، ومداواة جراحها بعد تزويجها في سن مبكرة، وأنها ستستريح من التعب والعناء، ولكنها بدأت رحلة جديدة من القهر بعد خطف أولادها، خاصة أن مكان تواجدهم في "أم درمان" يشهد صراعات وحرب بين مليشيات الدعم السريع الإرهابية والحكومة السودانية، ومكان تواجد أطفالها يفتقر لمقومات الحياة من تعليم وكهرباء وحياة صحية.

 
الضحية وملابس أبنائها
الضحية وملابس أبنائها

عادت "هند" محطمة للإسكندرية، بعد سنوات فى الغربة تشكو للشاطئ فى المندرة الذى كانت تحتفل عليه بنجاحاتها فى التعليم ويحمل معها ذكريات طفولتها الجميلة، معاناتها على مدار 13 سنة عاشتها بين قهر والدها الذى أجبرها على الزواج المبكر وبين تعذيب طليقها لها خلال سنوات الزواج وحرمانها من أولادها.. ورغم كل العقبات والظروف لم تستسلم وبدأت فصلا جديدا من المعاناة وهو البحث عن أولادها على آمل عودتهم لحضنها فهل تنجح وتستعيد هند قدر من راحة البال الذى افتقدته بفعل من يعتقد أنه الأحن من بين بنى الإنسان وهو والدها.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
 

الضحية وحذاء أحد أبنائها
الضحية وحذاء أحد أبنائها

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حل أسئلة امتحان الفيزياء لطلاب الثانوية العامة.. راجع إجاباتك واحسب درجاتك

موعد مباراة الوداد والعين في كأس العالم للأندية 2025

الأقباط يحتفلون بذكرى افتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.. حدث تاريخي عالمى حضره جمال عبد الناصر وإمبراطور إثيوبيا.. تزامن الاحتفال مع استقبال رفات القديس مارمرقس الرسول.. وأستاذ تاريخ كنسى يروى تفاصيل الحفل

أحمد السقا ونور النبوى وتارا عماد يحتفلون بعيد ميلاد مصوّرة.. صور

حقيقة ظهور زيزو وشيتوس وناصر منسى بامتحان التاريخ للثانوية العامة 2025


التحقيق فى اتهام أحمد السقا بضرب طليقته مها الصغير وسائقها.. فيديو

الأهلى يترقب الحصول على 20% من نسبة بيع قندوسى إلى لوجانو السويسرى

مصير سيارة واقعة نجل اللاعب السابق أحمد حسام ميدو

فيفا يعلن حضور 1.5 مليون مشجع مباريات كأس العالم للأندية حتى الآن

محمد الحلو يطمئن جمهوره بعد العملية الجراحية: حالتي الصحية جيدة


بعد فشل مفاوضات الصلح.. صراع أحفاد نوال الدجوى يتصدر المشهد

شباب اليد أمام البرتغال في ربع نهائي بطولة العالم ببولندا

منتخب الشباب يقدم برنامجا تحضيريا من 16 لقاء ودي استعدادا لمونديال تشيلي

الإدارية العليا: قصر إزالة مخالفات البناء على المهندسين فقط يُهدد بانتشار العشوائيات ويُعطل القانون

8 معلومات حول عنصر إجرامي غسل حصيلة تجارة الممنوعات خلف أصول ثابتة

زيادة تصل إلى 200% بحلول عام 2027.. ما هو وضع السجون فى الاتحاد الأوروبى؟.. سجون فرنسا كاملة العدد مع أكثر من 80 ألفا.. المجر والتشيك يمثلون أعلى المعدلات.. اكتظاظ الزنازين يثير قلقا أمنيا مع تزايد أعمال الشغب

تنسيق الجامعات 2025.. طوارئ بمكتب التنسيق لمتابعة التجهيزات والترتيبات لاستقبال طلاب الثانوية العامة.. تسجيل الرغبات إلكترونيًا.. والجامعات تبدأ مراجعة وتجهيز معامل التنسيق وتوفير الكوادر الفنية المدربة

قصة 4 أشخاص قتلوا ابن عمهم بسبب خلافات قديمة فى البدرشين

صيف قاسٍ يواجه أوروبا.. موجة حر شديدة تضرب عددا من الدول.. طوارئ فى إسبانيا مع أول حالة وفاة.. تحذيرات شديدة فى فرنسا خلال مهرجان موسيقى.. وانتشار الصراصير يثير الفوضى فى إيطاليا.. ودرجات الحرارة تتجاوز الـ40

اعترافات المتهمين بالتنقيب عن الأثار بمنزل أوسيم: هدفنا تحقيق الثراء السريع

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى