زيادة تصل إلى 200% بحلول عام 2027.. ما هو وضع السجون فى الاتحاد الأوروبى؟.. سجون فرنسا كاملة العدد مع أكثر من 80 ألفا.. المجر والتشيك يمثلون أعلى المعدلات.. اكتظاظ الزنازين يثير قلقا أمنيا مع تزايد أعمال الشغب

يزداد عدد السجناء يوما بعد الآخر في دول أوروبا ، وفى الاتحاد الأوروبي، أفادت 13 دولة عضوًا باكتظاظ السجون، وتسجل بولندا والمجر وجمهورية التشيك أعلى معدلات اكتظاظ في السجون في الاتحاد الأوروبي ، ولكن تعتلى القائمة فرنسا ، مع 83681 شخصاً وراء القضبان حتى مايو الماضى، ولذلك تسجل السجون الفرنسية التي تعاني من اكتظاظ مزمن، مستويات غير مسبوقة في عدد السجناء.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة لارثون الإسبانية فإنه في عام 2023، بلغ عدد السجناء في الاتحاد الأوروبي حوالي 499,000 سجين، وفقًا لأحدث بيانات يوروستات. ويمثل هذا زيادة قدرها 3.2% مقارنة بالعام السابق. وتتوقع السلطات أن يرتفع عدد السجناء بنسبة تصل إلى 200% بين عامي 2023 و2027 بسبب التغيرات السياسية، و تقول إيديل أيدين أوغلو، مديرة البرنامج الإقليمي في المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي: "ازداد عدد نزلاء السجون في أوروبا، وخاصةً بعد توقف إجراءات ما بعد كوفيد-19".

وأضافت الخبيرة "يمكن إرجاع عدة عوامل إلى سياسات أو ممارسات تشريعية غير كافية أو غير متسقة، مما يؤدي إلى زيادة عدد السجناء". بين عامي 1993 و2023، وتم تسجيل  أعلى عدد من السجناء في عام 2012، حيث بلغ 553,000 سجين. وبحلول عام 2023، أصبح واحد من كل خمسة سجناء في الاتحاد الأوروبي يحمل جنسية أجنبية.

ووفقا للتقرير فإنه بمقارنة دول الاتحاد الأوروبي، تم تسجيل أعلى معدلات السجناء لكل 100,000 نسمة في عام 2023 في بولندا، حيث بلغ عددهم 203 سجناء، تليها المجر بـ 187، ثم جمهورية التشيك بـ 181. في المقابل، وتم تسجيل أدنى معدل في فنلندا، حيث بلغ 53 سجينًا لكل 100,000 نسمة، ثم هولندا بـ 66، ثم سلوفينيا بـ 68.

فرنسا تعتلى القائمة

وفق بيانات جديدة نشرتها وزارة العدل الفرنسية ، فقد ، بلغت الكثافة السجنية الإجمالية في فرنسا 133.7%، مقابل 125.3% في الأول من مايو 2024، ويمثل هذا زيادة قدرها ستة آلاف سجين في عام واحد، وما يقرب من 25 ألف سجين إضافي في 5 سنوات، منذ نهاية فترة الإغلاق الأولى المرتبطة بجائحة كوفيد والتي شهدت عمليات إفراج مبكر عن سجناء.

وتجاوزت كثافة السجون 200% حتى مايو في 23 منشأة أو منطقة سجنية، وفق بيانات الوزارة، ويُعتبر اكتظاظ السجون مشكلة مزمنة في فرنسا، حيث يُضطر 5234 سجينا إلى النوم على مراتب على الأرض.

وتصل كثافة السجون إلى 163.2% في مراكز الاحتجاز الاحتياطي، حيث يُحتجز السجناء الذين ينتظرون المحاكمة، وبالتالي يتمتعون بقرينة البراءة، والسجناء المحكوم عليهم بعقوبات قصيرة.

وتدرس السلطات الفرنسية إمكانية استئجار أماكن لإيواء المساجين في منشآت سجنية أخرى في أوروبا، خصوصا في شرق القارة.

اكتظاظ الزنازين يثير قلقًا أمنيًا

في عام 2023، شهدت 14 دولة سعة إضافية، أو زنازين فارغة، بينما عانت 13 دولة من اكتظاظ الزنازين. ويحدث الاكتظاظ عندما يتجاوز عدد السجناء قدرة السجن الاستيعابية. ولوحظ أعلى معدل اكتظاظ في قبرص، حيث بلغ معدل الإشغال 226.2، ثم فرنسا بـ 122.9، ثم إيطاليا بـ 119.1، وهو ما يثير قلقا أمنيا وذلك مع انتشار أعمال الشغب في الزنازين.

في غضون ذلك، سُجِّلت أدنى معدلات الإشغال في إستونيا، حيث بلغ 56.2، ولوكسمبورج 60.8، وبلغاريا 67.7. يؤثر الاكتظاظ على كل من النزلاء والموظفين، مما يؤدي إلى زيادة العنف والإرهاق وضعف السيطرة داخل المنشآت.

على سبيل المثال، في إسبانيا، أفادت التقارير أن الاكتظاظ سمح للعصابات الإجرامية بالعمل بحرية أكبر داخل السجون، بينما في سلوفينيا، تأثر الوصول إلى الرعاية الصحية بشدة، وأدى إلغاء 1416 مرافقًا إلى تأخيرات كبيرة في إجراءات المحكمة فى عام 2023 بسبب ضغوط الموارد.

في السجون السلوفينية، ازدادت أيضًا النزاعات بين السجناء، حيث ارتفع عدد الحوادث المسجلة من 207 في عام 2020 إلى 314 في عام 2023، وفقًا للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائى.