شُهرة تحت الحصار وأحلام على أطلال الحرب.. جيل التيك توك فى غزة يواجه تضييقا.. يناضلون ببطارية موبايل وإنترنت شبه ميت.. وتيك توكر يؤكد: نعمل لنشر الرواية الحقيقية للقضية الفلسطينية وليس من أجل المال

ـ الفلسطينيون استخدموا كل الوسائل الإلكترونية والسوشيال ميديا فى توثيق الجرائم والمجازر الإسرائيلية.

ـ السوشيال ميديا كان لها دورا مهما للغاية في نشر الرواية الحقيقية للقضية الفلسطينية.

ـ اعتصامات الجامعات في أمريكا وبعض الدول الغربية كان نتيجة الإعلام الفلسطيني.

في زمن أصبحت فيه الكلمة والصورة سلاحًا، يُبدع شباب غزة فى استخدام تيك توك كمنصة للمقاومة والتعبير. رغم الحصار والدمار، يُثبتون أن صوتهم لا يمكن إسكاتُه، وأنهم قادرون على إيصال رسالتهم للعالم بأسره.
في قلب الحصار والقصف، ينبض جيلٌ من الشباب الغزي بالحياة عبر شاشات هواتفهم، مستخدمين منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تيك توك، كنافذة للعالم. رغم الظروف القاسية، يُبدع هؤلاء الشباب في تقديم محتوى يعكس واقعهم، ويُظهر صمودهم، ويُوصل رسائلهم إلى العالم.
يستخدم شباب غزة تيك توك ليس فقط للترفيه، بل كأداة لنقل معاناتهم اليومية، وتوثيق الدمار، وإيصال صوتهم للعالم. من خلال مقاطع قصيرة، يُظهرون الحياة تحت الحصار، ويُبرزون الجانب الإنساني للقضية الفلسطينية.
حرب صامتة بين حظر ورقابة
وعلى الرغم أن المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي يواجه تحديات كبيرة، منها الرقابة والحظر. تُقيّد بعض المنصات المحتوى الذي يُظهر الانتهاكات الإسرائيلية، مما يُصعّب من مهمة إيصال الحقيقة للعالم.
في تقرير نشرته منظمة "صدى سوشيال"، تم توثيق أكثر من 1200 حالة حظر أو تقييد لمحتوى فلسطيني على تيك توك وإنستغرام خلال الأشهر الأولى من العدوان.
حسابات تغلق بدون أسباب واضحة.
محتويات تحذف تحت ذريعة "التحريض على العنف".
وحتى البث المباشر من مناطق القصف.. يُوقف فجأة.
هذا ليس فقط تكميمًا للأصوات، بل هو محاولة لمنع الرواية الفلسطينية من الوصول إلى الرأي العام العالمي.
التأثير العالمى والتضامن الرقمى
يُظهر استخدام شباب غزة لتيك توك كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون أداة للمقاومة والتعبير، وكيف يمكن للواقع الافتراضي أن يُبرز الواقع الحقيقي، ويُوصل رسائل قوية تتجاوز الحدود والحواجز.
نجح المحتوى الغزي في جذب انتباه العالم، حيث يتفاعل الملايين مع مقاطع الفيديو التي تُظهر الواقع في غزة. ساهم هذا التفاعل في زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية، وفي تعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.
وكانت واحدة من أبرز نتائج هذه الثورة الرقمية، كانت التضامن الدولي. مشاهير عالميين بدأوا يشاركون مقاطع من غزة، ويستخدمون هاشتاجات مثل:

#غزة_تحت_القصف

#FreePalestine

#PalestineOnTikTok

وتحولت منصة تيك توك إلى ساحة نضال عالمي، والمحتوى الفلسطيني بات مادة لنشرات الأخبار وتحقيقات وثائقية.
من الفقر إلى الشهرة... هل تكفي المشاهدات؟
رغم ملايين المشاهدات لبعض الفيديوهات، إلا أن الواقع الاقتصادي للشباب في غزة لا يتغيّر.
التيك توكر "أبو شريف الغزاوي"، والذي حقق أكثر من 15 مليون مشاهدة، يقول:
"ما فيش أرباح فعلية.. إحنا مش زي اللي برا. إحنا بنشتغل للرسالة، مش للفلوس."
ومع ذلك، بعض الشباب استطاعوا الحصول على دعم مالي بسيط من متابعين عرب وأجانب، أو منظمات داعمة.
لكن معظمهم ما زالوا يعيشون تحت خط الفقر، يناضلون ليصنعوا محتوى ببطارية موبايل لا تصمد أكثر من ساعة، وإنترنت شبه ميت.

السوشيال ميديا كان لها دور مهم للغاية في نشر الرواية الحقيقية للقضية الفلسطينية

ويؤكد عاهد فروانة أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أن الإعلام الفلسطينى استطاع أن ينقل الرواية الفلسطينية إلى العالم بكل مهنية واقتدار لأنها الرواية الصحيحة والحقيقية من قلب الحدث، والتى كشفت حجم المجازر التى ترتكب بحق أبناء شعبنا واستطاع أن يصور كل ما يحدث فى قطاع غزة من قتل وتدمير وتهجير ويصدر هذه الصور للعالم، موضحا أن الإعلام الفلسطينى من خلال كل الأدوات الموجودة سواء علام فضائى وإعلام إذاعى وإعلام إلكترونى وإعلام مقروء وإعلام السوشيال ميديا ومن خلال الفيديوهات التى يتم إنتاجها فى هذا الشأن والقصص الإنسانية التى توضح حجم المعاناة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، وتصدير هذه الصور للعالم أجمع.

ويوضح في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن السوشيال ميديا كان لها دورا مهما للغاية في نشر الرواية الحقيقية للقضية الفلسطينية، حيث الحديث عن وسائل تواصل تستطيع أن تصل من خلالها إلى كافة أرجاء العالم من كافة اللغات وهو ما استثمره الصحفيون والإعلاميون الفلسطينيون بالإضافة إلى النشطاء الإعلاميين الذين كان لهم دور مهم والمتضامنين مع القضية الفلسطينية عندما سخروا هذه المنصات التي يوجد عليها مؤثرين كثر واستطاعوا تطويعها لنقل الرواية الفلسطينية إلى العالم ونشر طبيعة الإجرام الذي يحدث لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة حرب الإبادة المستمرة التي تستهدف كل الفلسطينيين من قتل وتدمير وتجويع وجعل قطاع غزة غير قابل للحياة والتعطيش الذي يضرب كل سكان القطاع ويجعلهم يعانون من أشاد المعاناة

ويشير إلى أن القصص التي أنتجها عدد كبير من الصحفيين خاصة القصص الإنسانية التي ترافقت مع المعايير الدولية في هذا الشأن لأن العالم لابد من مخاطبته باللغة التي يفهمها وهي لغة المعاناة والضحية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني وكان هناك تفوق للإعلام الفلسطيني والنشطاء الفلسطينيين والعرب والنشطاء من العالم أجمع الذين تعاطفوا مع قضيتنا واستطاعوا الوصول إلى الكثير من دول العالم والقيادان والمؤسسات والقيادات الحكومية والشعبية وهو ما كان له أثر مهم في التعاطف مع القضية الفلسطينية وأدى إلى خروج المظاهرات من كافة أنحاء العالم بجانب حملات المقاطعة لدولة الاحتلال ووسمها بأنها مجرمة حرب وتمارس حرب إبادة ضد الفلسطينيين.

ويؤكد أن اعتصامات الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية، كان نتيجة الإعلام الفلسطيني والسوشيال ميديا التي يسهل الوصول إليها والتي كانت بديلا لقرار الاحتلال منع دخول الصحفيين الأجانب فكان هناك أكثر من 4 آلاف صحفى أجنبي تقدموا بطلبات للدخول إلى غزة وجميعها رفضت ومنذ 7 أكتوبر 2023 حتى الآن لم يسمح لأي صحفى أجنبي بدخول القطاع لأن الاحتلال لا زال يريد عدم كشف حجم إجرامه أمام العالم خاصة عندما يكون الصحفى الأجنبي فيكون لدبيه كافة الوسائل المتطورة والوصول إلى كافة وسائل الإعلام

ويتابع «فروانة»: «بدأت الكفة تميل رويدا رويدا لصالح كفة الإعلام الفلسطينى، مقابل الروايات الكاذبة للاحتلال الذى حاول ترويجها فى العالم، والمشاهد التى خرجت من قطاع غزة هى الحقيقة التى وصلت إلى العالم وبالتالى أصبح الإعلام الفلسطينى الآن له الصدارة والكلمة العليا واستطاع أن يوصل معاناتنا للعالم أجمع، مما جعل الإعلام الإسرائيلى لا يستطيع مجاراة ذلك إلا بالروايات الكاذبة التى ليس لها أى رصيد لأنه لا يملك أى دليل عليها، بل الدليل ما  يحدث من إجرام بحق الشعب الفلسطينى، وما يحدث من تهجير ومجازر».

لجوء الفلسطينيين إلى مصادر السوشيال ميديا كانت أسرع طريقة لنشر حقيقة حرب الإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع

الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، يؤكد أن الإعلام الفلسطيني انتصر بحقيقة ما ارتكب من جرائم من قبل الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء لمواجهة الإعلام الغربى الذى حاول تجاهل الرواية العربية والفلسطينية والقفز عنها باعتبار أن دولة الاحتلال الإسرائيلى ضحية فيما كانت دولة الاحتلال  ترتكب حرب ابادة بحق الشعب الفلسطينى.

ويضيف فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن لجوء الفلسطينيين إلى مصادر السوشيال ميديا كانت أسرع طريقة لنشر حقيقة حرب الإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع ، خاصة أن مواقع السوشيال مثل تيك توك وغيرها تعد وسيلة مهمة للحصول على المعلومة من مصادر حية ونشر الفيديوهات التي تكشف حجم الإجرام الإسرائيلي، لافتا إلى أنه في كثير من الحالات تسببت السوشيال ميديا مثل تيك توك في الفوضى في تدفق المعلومات ولكن تظل وسيلة مهمة لنشر الرواية الفلسطينية في الخارج وتعريف شعوب العالم بصدق تلك الرواية وكذب الرواية الإسرائيلية، ومواقع التواصل الاحتماعي كان لها دورا مهما في تسجيل وتوثيق المجازر التي لم يستطع الصحفيين من الوصول لأماكن الأحداث وتغطية المجازر والتجويع بشكل كامل لذلك كان المواطن الفلسطيني له دورا كبيرا في توثيق تلك الجرائم.

ويوضح نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أن شبكة التواصل وتطور وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعى الذى لم تستطع كل أساليب محاربة ومنع المحتوى العربى والفلسطينى من نقل ما يتعرض شعبنا الفلسطينى، متابعا: « الانتفاضة التى حصلت فى الإعلام جعلت من الصعب من أى  نظام مؤسسى أو رسمى مواجهة الإعلاميين فى وقوفهم بجانب عدالة القضية الفلسطينية فى مواجهة حرب الإبادة التى يشنها الاحتلال».

وأكدت الإعلامية الفلسطينية، ضحا الشامى، أن  هناك بعض الإحصائيات تؤكد أن إسرائيل خسرت حرب التيك توك، كما أن أكثر 4 مليارات مشاهدة لفيديوهات تدعم الرواية الفلسطينية مقابل 200 مليون مشاهدة لمضامين تدعم إسرائيل، بجانب تقرير لمجلس ايكونميست البريطانية الذي يرصد نسب التأييد للفلسطينيين والإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعى، يرى أن 48% من منشورات إنستجرام داعمة لفلسطين مقابل 31% داعمة لإسرائيل، و33%من منشورات تويتر داعمة لفلسطين مقابل 17% لإسرائيل.

الفلسطينيون استخدموا كل الوسائل الإلكترونية والسوشيال ميديا من صوت وصورة فى توثيق الجرائم والمجازر الإسرائيلية

تؤكد الإعلامية الفلسطينية صفاء الهبيل، أن قوة الإعلام الفلسطينى والعربى ظهر جليا فى دحض الرواية الإسرائيلية  بمصداقيتها وحقيقتها التى لم تغط بغربال وسائل الإعلام الغربى أدواته من صوت وصورة وكشف زيفها ومحاولة تضليل الرأى العام العالمى.

وتضيف صفاء الهبيل فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن الإعلاميين الفلسطينيين استخدموا كل الوسائل الإلكترونية والسوشيال ميديا من صوت وصورة فى توثيق الجرائم والمجازر الإسرائيلية خاصة استهداف المدنيين والأطفال والمنشآت المدنية والتعليمية والطبية والمستشفيات ووثق أيضا روايات الأطباء حول قصف المشافى ومنع دخول المعدات الطبية والمساعدات الإنسانية للمصابين وعملية قنص النازحين خلال عبورهم ما أطلق عليه الاحتلال الممر الآمن، وجملة هذه الانتهاكات وغيرها غيض من فيض هذا العدوان الذى ما زال مستمرا.